لإنتاج الأقلام ورقائق السيليكون.. 400 مليون دولار استثمارات صينية جديدة في مصر
في خطوة جديدة تعكس تصاعد الثقة الصينية في السوق المصرية، استقبلت مصر استثمارات صناعية جديدة بقيمة 400 مليون دولار من اثنتين من كبرى الشركات الصينية، في مجالي الطاقة المتجددة والصناعات المكتبية، وذلك ضمن استراتيجية موسعة لتحويل مصر إلى مركز صناعي إقليمي يخدم الأسواق الأفريقية والأوروبية.
مجمع صناعي متكامل للطاقة الشمسية في العين السخنة
شهدت المنطقة الاقتصادية لقناة السويس، صباح يوم الخميس 19 يونيو 2025، وضع حجر الأساس لمشروع صيني ضخم في مجال الطاقة المتجددة، يتمثل في مجمع صناعي متكامل لإنتاج مستلزمات الطاقة الشمسية، تنفذه شركة صن ريف سولار Sunrev Solar الصينية داخل مدينة تيدا مصر الصناعية.
يقام المجمع داخل المنطقة الصناعية بالعين السخنة على مساحة 200 ألف متر مربع، وباستثمارات إجمالية تبلغ 200 مليون دولار، ويتكون من مرحلتين:
•المرحلة الأولى بتكلفة 90 مليون دولار، وتشمل إنشاء مصنعين لإنتاج الخلايا الشمسية (Cells) والوحدات الشمسية (Modules) بقدرة 2 جيجاوات لكل منهما.
•المرحلة الثانية بقيمة 110 ملايين دولار، وتتضمن توطين صناعة السيليكون ورقائق السيليكون (Wafers)، بما يعزز سلاسل القيمة المتكاملة لصناعة الطاقة الشمسية داخل مصر.
ومن المقرر تشغيل المرحلة الأولى في النصف الأول من عام 2026، على أن يوفر المشروع أكثر من 1800 فرصة عمل مباشرة، إلى جانب آلاف الوظائف غير المباشرة في الصناعات المغذية والخدمات اللوجستية.
أكبر مصنع أدوات مكتبية في الشرق الأوسط بالعاشر من رمضان
أما في مدينة العاشر من رمضان، فتسلّمت شركة Deli الصينية – إحدى أكبر الشركات العالمية في مجال الأدوات المكتبية – قطعة أرض بمساحة 170 ألف متر مربع، لإقامة مصنع هو الأكبر من نوعه في المنطقة، باستثمارات تبلغ 200 مليون دولار.
يشمل المصنع خطوط إنتاج متكاملة لصناعة الأقلام، المحايات، آلات التدبيس، ومستلزمات الشحذ، ويُعدّ ثالث مصنع تابع للشركة خارج الصين بعد إندونيسيا وفيتنام. ومن المقرر أن يُغطي إنتاجه الأسواق المصرية والعربية والأفريقية.
مصر تتحول لوجهة مفضلة للاستثمار الصناعي الصيني
تعكس هذه المشروعات زخمًا متزايدًا في الاستثمارات الصينية داخل مصر، مدفوعًا بعدة عوامل:
•البنية التحتية المتطورة التي تشمل شبكة الطرق الجديدة، والموانئ الحديثة مثل السخنة وشرق بورسعيد.
•الاستقرار السياسي والإصلاحات الاقتصادية الجاذبة.
•مشروع القطار الكهربائي السريع الذي يربط مناطق الإنتاج بالموانئ ويُقلص زمن وكُلفة نقل البضائع.
•نظام الرخصة الذهبية الذي سهّل دخول الشركات الكبرى وخفّض زمن بدء المشروعات الصناعية.
خطة مصرية لمضاعفة الإنتاج الصناعي بحلول 2030
تسعى مصر إلى رفع الناتج الصناعي من نحو 74 مليار دولار في عام 2024 إلى 170 مليار دولار بحلول عام 2030، عبر خطة طموحة لتوطين الصناعات الثقيلة، وزيادة مساهمة القطاع الصناعي في الناتج المحلي الإجمالي.
تشمل هذه الخطة دعم صناعات مثل الطاقة المتجددة، الإلكترونيات، الكيماويات، والسيارات، إلى جانب التوسع في المجمعات الصناعية وربطها بشبكات النقل الحديثة، وتحفيز الصادرات للأسواق الإقليمية والدولية.
اقرأ أيضا.. تعرف على أكبر 10 دول إفريقية في استقبال الاستثمارات الأجنبية لعام 2024
منصة إنتاج إقليمية
تؤكد استثمارات Sunrev وDeli أن مصر لم تعد فقط سوقًا واعدة، بل أصبحت منصة إنتاج إقليمية تتكامل فيها البنية التحتية مع الحوافز، لتجذب التكنولوجيا العالمية وتوفر فرص عمل حقيقية ضمن رؤية تنموية واضحة المعالم تمتد حتى عام 2030.
