المواجهات وصلت محيط المستشفيات.. تطورات جديدة في أزمة التمرد غرب سوريا

تصاعدت حدة المواجهات في مدن الساحل السوري غرب سوريا بين القوات العسكرية والأمنية من جهة، وفلول النظام السابق من جهة أخرى، في أكبر حملة أمنية منذ سقوط نظام الرئيس المخلوع بشار الأسد.
وشهدت مدن اللاذقية، جبلة، وطرطوس عمليات عسكرية مكثفة، وسط تعزيزات أمنية ضخمة أرسلتها وزارة الدفاع لاستعادة السيطرة على بعض المناطق التي تحصنت فيها مجموعات مسلحة تابعة للنظام السابق.
اشتباكات عنيفة ومواجهات في محيط المستشفيات
وفق وسائل إعلام سورية، شهدت مدينة اللاذقية اشتباكات عنيفة بين قوات الأمن وفلول النظام السابق، امتدت إلى مناطق قريبة من مستشفى الوطنية ومستشفى ابن سينا، حيث تحصنت بعض العناصر المسلحة.
وأفادت مصادر أمنية أن هذه العناصر نفذت هجمات استهدفت مواقع عسكرية وأمنية، ما أدى إلى اندلاع معارك استخدمت فيها الأسلحة المتوسطة والثقيلة.
عمليات نوعية في مسقط رأس الأسد
وفي مدينة القرداحة، مسقط رأس عائلة الأسد، نفذت القوات السورية عمليات نوعية ضد تجمعات تابعة للنظام السابق، في محاولة لتفكيك مراكز نفوذهم في المدينة التي كانت تعد معقلاً رئيسياً لهم.
كما شهدت مدينة جبلة مواجهات عنيفة، حيث أكدت مصادر عسكرية استعادة السيطرة على الكلية البحرية وتأمين عدد من الأحياء التي شهدت توترات أمنية خلال الأيام الماضية.
ارتفاع حصيلة ضحايا التمرد غرب سوريا
أسفرت الاشتباكات المستمرة عن سقوط أكثر من 90 قتيلاً في صفوف الجيش وقوات الأمن السورية، فيما قُتل 160 عنصراً من المجموعات المسلحة التابعة للنظام السابق، وفق مصادر أمنية.
وأوضحت التقارير أن 44 عنصراً من الجيش قتلوا في كمائن أثناء تقديمهم الدعم للقوات الأمنية في اللاذقية، بينما سقط الآخرون خلال اشتباكات مباشرة في مناطق متفرقة.
وفي ظل هذا التصعيد، دفعت وزارة الدفاع بتعزيزات عسكرية ضخمة إلى الساحل السوري، شملت مدرعات ووحدات خاصة لتنفيذ عمليات تمشيط واسعة، خاصة في المناطق الجبلية المحيطة بجبلة والقرداحة، حيث يُعتقد أن بعض عناصر النظام السابق ما زالوا يتحصنون.
الشرع يدعو الفلول لتسليم السلاح
ودعا الرئيس السوري أحمد الشرع فلول النظام السابق إلى تسليم السلاح فوراً، محذراً من أن العمليات العسكرية ستستمر حتى القضاء على التمرد.
وأكد أن الحكومة مصممة على استعادة الأمن في جميع المناطق، مع التأكيد على ضرورة ضبط النفس في التعامل مع المسلحين لتجنب سقوط ضحايا بين المدنيين.
مواقف دولية
من جهتها، دعت روسيا إلى التهدئة ووقف “سفك الدماء”، مشيرة إلى ضرورة إيجاد حل سياسي لإنهاء الأزمة في الساحل السوري.
كما أعربت السعودية عن إدانتها لما وصفته بـ”جرائم المجموعات الخارجة عن القانون”، مؤكدة دعمها لاستقرار سوريا ووحدة أراضيها.
مستقبل الأزمة في غرب سوريا
التضاريس الوعرة للساحل السوري، خاصة في جبال اللاذقية وطرطوس، تجعل من عمليات التمشيط الأمنية أكثر تعقيداً، وهو ما يفسر استمرار الاشتباكات لعدة أيام رغم التعزيزات العسكرية. ويبدو أن الأزمة مرشحة لمزيد من التصعيد في ظل استمرار المواجهات وغياب أي بوادر للحل السلمي حتى الأن.
اقرأ أيضا.. ثورة شعبية أو مخطط إقليمي؟ القصة الكاملة لأحداث الساحل السوري