الهدنة تقترب بين حماس وإسرائيل.. هل تغير صفقة الرهائن معادلة الحرب في غزة؟

في تطوُّر لافت على مسار الحرب المستمرة منذ أكتوبر 2023، تلوح في الأفق هدنة جديدة بين إسرائيل وحركة حماس، تمتد لـ60 يومًا، وتتضمن الإفراج عن رهائن ومعتقلين، وسط مفاوضات غير مباشرة تستضيفها العاصمة القطرية الدوحة، ووساطة أمريكية فاعلة يقودها المبعوث ستيف ويتكوف.

وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الأربعاء، إن “هناك فرصة جيدة لوقف إطلاق النار لمدة 60 يومًا، مقابل الإفراج عن نصف الرهائن المحتجزين لدى حماس”، مؤكدًا في تصريحات لقناة “فوكس بيزنس” أن الأمم المتحدة ستشارك على الأرجح في توزيع المساعدات خلال فترة الهدنة، مع تأكيده “عدم التخلي عن نظام توزيع المساعدات بعيدًا عن حماس”.

رسالة أمريكية إلى حماس

كشف موقع “أكسيوس” الأمريكية أن المبعوث الأمريكي للشرق الأوسط، ستيف ويتكوف، بعث برسالة إلى حماس عبر رجل الأعمال الفلسطيني الأمريكي بشارة بحبح، تفيد بأن وقف إطلاق النار المزمع لن يقتصر على 60 يومًا فقط، بل يمكن تمديده إذا استمرت المفاوضات.

وأضاف ويتكوف أن إدارة الرئيس دونالد ترامب ملتزمة بضمان استمرار الهدنة في حال تحقق تقدم ملموس في التفاوض.

خلاف حول الانسحاب الإسرائيلي من غزة

رغم التقدم الملموس، لا تزال نقطة الخلاف الأبرز تتعلق بمطلب حماس بانسحاب الجيش الإسرائيلي من القطاع إلى النقاط التي كان يتمركز فيها قبل انهيار الهدنة السابقة في مارس.

بينما ترفض تل أبيب هذا الشرط، وتصر على بقاء انتشارها العسكري في بعض المناطق الحيوية، وفق ما نقلته “أكسيوس”.

الأمم المتحدة بديلاً عن “مؤسسة غزة الإنسانية”

من البنود التي تم التوافق عليها، أن تتولى الأمم المتحدة أو منظمات دولية غير تابعة لحماس أو إسرائيل مسؤولية توزيع المساعدات في المناطق التي قد تنسحب منها القوات الإسرائيلية.

هذا التطور يعني تراجع دور “مؤسسة غزة الإنسانية” المدعومة من إسرائيل والولايات المتحدة، والتي قد تُجبر على تقليص أنشطتها إذا تم تنفيذ الاتفاق الجديد.

موقف حماس من الهدنة المحتملة مع إسرائيل

من جانبه، أكد القيادي في حركة حماس طاهر النونو، أن الحركة تُبدي مرونة كبيرة في التفاوض، لكنها تطالب بـ”ضمانات دولية واضحة” لأي اتفاق يتم التوصل إليه، مشددًا على أن الانسحاب الكامل من القطاع ووقف العدوان يشكلان أساس موقف الحركة.

وأوضح النونو أن “الولايات المتحدة تمتلك مفاتيح الضغط الحقيقية”، معتبراً أن أي اتفاق غير مضمون التنفيذ لن يصمد طويلًا.

تبادل الرهائن والمعتقلين بين إسرائيل وحماس

الاتفاق المرتقب يتضمن قيام حماس بالإفراج عن عشرة رهائن أحياء من أصل 49 لا يزالون محتجزين في غزة، مقابل إفراج إسرائيل عن عدد من المعتقلين الفلسطينيين.

وتشير بيانات رسمية إلى أن عدد الرهائن الذين خُطفوا في السابع من أكتوبر بلغ 251، بينهم 27 تؤكد إسرائيل أنهم لقوا حتفهم، بينما يُعتقد أن نحو 20 لا يزالون أحياء.

الجيش الإسرائيلي يعلن أن الوقت مناسب لإنجاز الصفقة

قال رئيس أركان الجيش الإسرائيلي، إيال زامير، إن الظروف أصبحت “مناسبة تماماً” للتوصل إلى اتفاق، مشيراً إلى أن “العمليات العسكرية أضعفت قدرات حماس وأتاحت لإسرائيل هامشاً أكبر للمناورة السياسية”.

وأضاف في كلمة متلفزة: “لقد حققنا إنجازات ميدانية كبيرة، ما يفتح المجال أمام صفقة جديدة تضمن تحرير رهائننا”.

في موازاة ذلك، أعلن وزير الخارجية الإسرائيلي جدعون ساعر، أن حكومته مستعدة للتفاوض على “وقف دائم لإطلاق النار” في حال أثبتت الهدنة المؤقتة نجاحها، مؤكدًا خلال زيارته لسلوفاكيا: “نحن جادون في إنهاء الحرب، لكن بشروط تضمن أمن إسرائيل”.

هل تتغير معادلة الحرب بين إسرائيل وحماس؟

بحسب مراقبون فرغم هشاشة الوضع الميداني وتشابك الخلافات السياسية، تبدو الصفقة المحتملة خطوة مفصلية يمكن أن تعيد ترتيب أولويات الجانبين. إذ تمنح حماس فرصة لالتقاط الأنفاس، وتحسين صورتها السياسية بعد أشهر من الحرب، فيما تمنح إسرائيل مكاسب معنوية وعسكرية من خلال استعادة جزء من الرهائن وتعزيز موقفها الداخلي والدولي.

غير أن العقبة الأهم تظل ضمان التنفيذ، في ظل غياب الثقة المتبادلة، وتعدد الأطراف الفاعلة في المشهد، من واشنطن والدوحة، إلى الأمم المتحدة والفصائل الفلسطينية.

اقرأ أيضًا: ميليشيات تلاحق اللاجئين على الحدود.. ماذا يحدث بين بولندا وألمانيا؟

زر الذهاب إلى الأعلى