الورقة الرابحة لطهران.. إيران تخبئ أقوى صواريخها عن المعركة حتى الآن| ماذا تعرف عن فاكور 90

مع بدء إسرائيل لعمليات قصف جوي واسعة فجر يوم 13 يونيو ضد أهداف داخل العمق الإيراني، تعززت التساؤلات حول جاهزية منظومة الدفاع الجوي الإيرانية، خصوصًا في ما يتعلق بدور سلاح الجو الذي بدا غائبًا عن المشهد.
أسطول الجو الإيراني في الظل وصواريخ لم يتم تفعيلها
رغم أن أنظمة الدفاع الجوي الأرضية في إيران نُسب إليها اعتراضات ناجحة لصواريخ إسرائيلية، وتحدثت مصادر إيرانية عن إسقاط ثلاث طائرات شبح من طراز F-35، لم يُسجل أي تدخل بارز للمقاتلات الإيرانية، وخاصة مقاتلات F-14 التي يفترض أنها مجهزة بصواريخ “فاكور 90” بعيدة المدى.
ماذا عن مقاتلات F-14 وصاروخ فاكور 90؟
يمتلك سلاح الجو الإيراني أكثر من 300 مقاتلة، معظمها قديم، لكن طائرات F-14 كانت تحظى بتركيز خاص منذ عقود، باعتبارها قادرة على حمل صواريخ جو-جو بعيدة المدى.
وقد طوّرت إيران صاروخ “فاكور 90” خصيصًا لتسليح هذه الطائرات، مستندةً إلى التصميم الأصلي للصاروخ الأمريكي AIM-54 “فينيكس”.
صاروخ “فاكور 90” يتمتع بمدى تقديري يصل إلى 300 كيلومتر، ويُصنف كأحد أطول صواريخ جو-جو مدى في الشرق الأوسط، متفوقًا على معظم الصواريخ المماثلة التي تستخدمها دول المنطقة، بما فيها إسرائيل.
أداء نظري قوي.. وفعالية تشغيلية غائبة
رغم أن “فاكور 90” يُعتبر نظريًا سلاحًا استراتيجيًا، إلا أن استخدامه الفعلي في العمليات يبدو محدودًا أو معدومًا. هناك عدة عوامل محتملة لذلك، من بينها تقادم رادارات F-14: تعتمد الطائرة على رادار AN/AWG-9 من الجيل القديم، والذي يُعد سهل التشويش وضعيف الأداء أمام الطائرات الشبح.
وأيضاً غياب منظومات الربط الشبكي: لم تُظهر إيران مؤشرات على دمج طائراتها بشبكات قيادة وسيطرة حديثة تتيح توجيه الصواريخ باستخدام رادارات أرضية أو منصات أخرى.
فضلاً عن ابتعاد الطائرات الإسرائيلية حيث نفذت إسرائيل معظم هجماتها من خارج مدى الطيران الإيراني، وهو ما قلل فرص الاشتباك المباشر.
بالإضافة إلى عدم قدرة F-14 على استهداف المقاتلة F-35 الشبحية الإسرائيلية والتي تتمتع بقدرات تخفي فائقة، تتفوق على قدرة رادارات F-14 على كشفها وتتبعها.
مقارنة بالصواريخ المنافسة
رغم تفوق “فاكور 90” إقليميًا، إلا أنه لا يزال متأخرًا عالميًا، مقارنةً بصواريخ مثل:R-37M الروسي: مدى يصل إلى 400 كم .. وPL-XX الصيني: مدى يتجاوز 500 كم .. وAIM-174 الأمريكي (كشف عنه عام 2024): مدى يصل إلى 400 كم
ومع ذلك، يبقى “فاكور 90” أداة ردع نظري مهمة لإيران، إنما فعاليته على أرض الواقع تظل مشروطة بتحديث المنصات الحاملة، والرادارات، ووسائل القيادة والسيطرة.
هل أخفقت إيران في توظيف سلاحها الجوي؟
الغياب شبه الكامل لسلاح الجو الإيراني عن المشهد الدفاعي يُبرز التحديات البنيوية في قدرات طهران الجوية.
وبينما ركزت البلاد لعقود على تطوير الدفاعات الأرضية، يبدو أن تحديث الأسطول الجوي وربطه بنظام قيادة موحد ما يزال هدفًا بعيد المنال.
وربما يشير عدم استخدام “فاكور 90” إلى إدراك إيراني بمحدودية فعاليته في مواجهة مقاتلات شبحية حديثة، أو ببساطة إلى عوائق تشغيلية وفنية حالت دون نشره.
اقرأ أيضًا.. قدرات الدفاع الجوي الإيراني خرداد-15.. لماذا لم تتصد للطائرات الإسرائيلية؟