الوزراء الإسرائيلي يعطي الضوء الأخضر لوقف إطلاق النار في غزة
القاهرة (خاص عن مصر)- صادق مجلس الوزراء الأمني الإسرائيلي على اتفاق وقف إطلاق النار التاريخي مع حماس، مما يمهد الطريق لتبادل الأسرى ووقف مؤقت لمدة ستة أسابيع في الصراع المستمر منذ 15 شهرًا في غزة.
وفقا للجارديان، تتضمن الصفقة إطلاق سراح العشرات من الرهائن الإسرائيليين الذين تحتجزهم حماس مقابل مئات السجناء الفلسطينيين. ومع ذلك، فإن التوترات داخل حكومة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو الائتلافية والمخاوف من الخلافات في اللحظة الأخيرة كادت أن تعرقل الاتفاق.
ينتقل القرار الآن إلى مجلس الوزراء الكامل للموافقة النهائية، ومن المتوقع أن يبدأ التنفيذ يوم الأحد. يمثل التصديق على الاتفاق خطوة حاسمة نحو إنهاء حرب مدمرة خلفت أكثر من 46000 قتيل فلسطيني ودمرت معظم البنية التحتية في غزة.
المعارضة اليمينية المتطرفة تثير الجدل
عارض أعضاء اليمين المتطرف في حكومة نتنياهو، بما في ذلك وزير الأمن القومي إيتامار بن جفير، الصفقة بصوت عالٍ. وهدد بن جفير بالاستقالة إذا تم التصديق على الاتفاق، محذرا من أن إطلاق سراح السجناء الفلسطينيين قد يؤدي إلى المزيد من الهجمات.
كما صوت وزير المالية بتسلئيل سموتريتش ضد الاتفاق، مما يسلط الضوء على الانقسامات الإيديولوجية داخل الائتلاف. وعلى الرغم من معارضتهم، فقد حصل الاتفاق على موافقة الأغلبية من مجلس الوزراء الأمني.
أقرا أيضا.. مع اقتراب تنفيذ الهدنة.. الخسائر الفادحة في الحرب بين إسرائيل وحماس بالأرقام
تفاصيل تبادل الأسرى
ستشهد المرحلة الأولى من وقف إطلاق النار إطلاق حماس سراح 33 رهينة، بما في ذلك الأطفال والنساء وكبار السن، في مقابل مئات السجناء الفلسطينيين.
من بين المقرر إطلاق سراحهم أفراد يقضون أحكاما بالسجن مدى الحياة لهجمات عنيفة على الإسرائيليين وغيرهم من المعتقلين بسبب جرائم غير عنيفة، مثل المنشورات على وسائل التواصل الاجتماعي.
ومن المتوقع إطلاق سراح شخصيات بارزة، بما في ذلك خالدة جرار، عضو البرلمان الفلسطيني والمشرعة النسوية. كما يتناول الاتفاق الاحتياجات الإنسانية، مما يسمح للفلسطينيين النازحين بالتنقل داخل غزة، وزيادة عمليات تسليم المساعدات، وتمكين إجلاء الجرحى للعلاج في الخارج.
مراحل اتفاق وقف إطلاق النار
يحدد الاتفاق ثلاث مراحل مميزة. في المرحلة الأولى، سيتم تبادل الرهائن والسجناء، مع وقف إطلاق النار لمدة 42 يومًا لتسهيل العملية.
تتضمن المرحلة الثانية المزيد من عمليات الإفراج وانسحاب إسرائيل من غزة، بشرط إجراء مفاوضات إضافية. تركز المرحلة الثالثة على تبادل رفات الرهائن المتوفين وأعضاء حماس، إلى جانب خطط إعادة إعمار غزة والحكم المستقبلي.
ردود الفعل الدولية والمخاوف الإنسانية
حظي وقف إطلاق النار بدعم دولي، حيث رحب به زعماء مجموعة السبع باعتباره خطوة نحو معالجة الأزمة الإنسانية الكارثية في غزة.
أكد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أن رهينتين فرنسيتين إسرائيليتين سيكونان من بين أوائل المفرج عنهم. وأكدت إدارة بايدن وأصحاب المصلحة العالميين الآخرين على أهمية السعي إلى حل سلام طويل الأمد، بما في ذلك إمكانية التوصل إلى اتفاق على دولتين.
ومع ذلك، استمر العنف حتى إعلان وقف إطلاق النار، حيث قتلت الغارات الجوية الإسرائيلية 86 فلسطينيًا في يوم واحد. لقد أودت الحرب المستمرة، التي أشعلتها هجوم حماس على إسرائيل في أكتوبر 2023، بحياة الآلاف من الجانبين، تاركة ندوبًا عميقة وتوترات لم يتم حلها.
آفاق السلام
في حين يمثل اتفاق وقف إطلاق النار خطوة مهمة نحو إنهاء الأعمال العدائية، فإن نجاحه يعتمد على تعاون جميع الأطراف المعنية. وقد دعا المجتمع الدولي إلى بذل جهود مستدامة لمعالجة القضايا الأساسية التي تغذي الصراع، بما في ذلك المساعدات الإنسانية وإعادة الإعمار والحكم في غزة.