الوكالة الدولية للطاقة الذرية.. مواقع نووية رئيسية لم تتضرر من الغارات الإسرائيلية على إيران
في أعقاب الغارات الإسرائيلية على إيران، أعلنت الوكالة الدولية للطاقة الذرية، وهي الهيئة الرقابية التابعة للأمم المتحدة، أن ثلاثة من المواقع النووية الرئيسية في إيران لا تزال سليمة.
ووفقًا لمعلومات قدَّمها مسؤولون إيرانيون، لم تُضرب منشآت فوردو وأصفهان وبوشهر النووية خلال العملية الإسرائيلية، وفقًا لما أكده المدير العام للوكالة، رافائيل ماريانو غروسي، عقب اتصال مباشر مع طهران.
الموقع النووي الوحيد المؤكد تضرره هو نطنز، أكبر منشآت التخصيب في إيران وأحد أهمها. أظهرت مقاطع فيديو وصور متداولة على الإنترنت أعمدة دخان تتصاعد فوق نطنز، ولكن وفقًا للوكالة الدولية للطاقة الذرية، لم تُرصد أي زيادة في مستويات الإشعاع في الموقع، مما يشير إلى أن الضربة لم تُسبب أي خطر نووي.
مواقع تحت الأرض مصممة للبقاء
تتميز كل من فوردو ونطنز ببنائهما تحت الأرض، وهو خيار تصميمي نتج عن سنوات من التوتر والتهديدات بالعمل العسكري. تقع فوردو على بُعد حوالي 20 ميلاً شمال شرق قم، بينما تقع نطنز على بُعد حوالي 150 ميلاً جنوب طهران. على مر السنين، عززت إيران هذه المواقع بطبقات من الخرسانة المسلحة المتخصصة.
يشير الخبراء العسكريون إلى أن بعض هذه المنشآت تحت الأرض متصلة بأنفاق ذات منعطفات بزاوية 90 درجة، وهي ميزات هندسية تهدف إلى جعل تدميرها بالغارات الجوية التقليدية أو القنابل الخارقة للتحصينات أكثر صعوبة.
اقرأ أيضًا: خطة ترامب لخفض تمويل ناسا للنصف.. هل تتأثر ريادة أمريكا في الفضاء؟
حدود الخيارات العسكرية
تؤكد نتائج الوكالة الدولية للطاقة الذرية التحديات التقنية والاستراتيجية لأي محاولة لتدمير البنية التحتية النووية الإيرانية بشكل شامل.
على الرغم من قدرة إسرائيل الواضحة على ضرب عمق الأراضي الإيرانية، إلا أن المحللين يحذرون من أن تدمير هذه المنشآت بالكامل سيتطلب التغلب على عقبات مادية كبيرة صُممت خصيصًا لمقاومة الهجوم.
تُسلّط الاتصالات المستمرة للمدير العام غروسي مع المسؤولين الإيرانيين الضوء على تركيز المجتمع الدولي على منع وقوع كارثة إشعاعية والحفاظ على القنوات الدبلوماسية مفتوحة، حتى في خضمّ تصاعد التوترات العسكرية.
الغارات الإسرائيلية على إيران: لا خطر إشعاعي وشيك
في حين أن تأكيد الوكالة الدولية للطاقة الذرية على عدم تأثر فوردو وأصفهان وبوشهر قد يُخفّف مؤقتًا من المخاوف بشأن حالة طوارئ نووية واسعة النطاق، إلا أن الوضع لا يزال متقلبًا. لقد أظهرت الضربة المُوجّهة على نطنز ضعف البرنامج النووي الإيراني ومرونته – وهي حقيقةٌ لم تغب عن أذهان المراقبين العسكريين أو الدبلوماسيين.
ستختبر الأيام القادمة قدرة الجهات الفاعلة في المنطقة على منع المزيد من التصعيد، ومدى صمود الضمانات الدولية التي تُشرف عليها الوكالة الدولية للطاقة الذرية في مواجهة الصراع الدائر.