الوكالة الذرية تحذر: ألمانيا تمتلك قدرات نووية “كامنة” وتفصلها أشهر عن امتلاك السلاح

أطلق المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية، رافائيل جروسي، تصريحًا لافتًا حول امتلاك ألمانيا جميع المقومات التقنية والمادية التي تخوّلها تصنيع سلاح نووي خلال “أشهر قليلة”، معتبرًا أنها دولة “عند العتبة النووية”.
ورغم تأكيده أن هذا السيناريو “افتراضي بحت”، إلا أن التصريح أعاد فتح النقاش حول مستقبل التسلح النووي في أوروبا.
ألمانيا تمتلك القدرة على تصنيع قنبلة نووية خلال أشهر
ورغم أن ألمانيا لم تطور برنامجًا نوويًا خاصًا بها، فإنها تستثمر قرابة 11 مليار دولار في تحديث قدراتها على إيصال الأسلحة النووية، من خلال شراء 35 مقاتلة شبحية من طراز F-35A من الولايات المتحدة.
هذه الطائرات ستخضع لتدريبات على تنفيذ مهام نووية ضمن إطار اتفاق “المشاركة النووية” مع واشنطن، والذي يسمح بنقل قنابل نووية أمريكية من طراز B61 إلى سلاح الجو الألماني في حال نشوب حرب كبرى.
غير أن هذا الاتفاق، الذي يتيح لدول غير نووية الوصول إلى الأسلحة النووية وقت الحرب، لا يخلو من الجدل، وسط تصاعد الأصوات داخل ألمانيا المطالبة بإعادة النظر في الاعتماد الكامل على المظلة النووية الأمريكية.

دعوات أوروبية لردع نووي مستقل
مع تزايد التشكك في التزام واشنطن بالدفاع عن أوروبا، بدأت قيادات ألمانية وأوروبية بارزة بطرح بدائل أكثر استقلالًا.
فقد دعت كاتارينا بارلي، نائبة رئيس البرلمان الأوروبي، إلى امتلاك الاتحاد الأوروبي لقدرات نووية خاصة به، قائلة: “لا يمكننا الاستمرار في الاعتماد على المظلة النووية الأمريكية، خصوصًا بعد تصريحات دونالد ترامب الأخيرة”.
وأضافت أن امتلاك “قنبلة أوروبية” قد يكون خطوة نحو تشكيل جيش موحد للاتحاد.
وتعزز هذا التوجه بتقارير في فبراير 2025 تفيد بأن فرنسا تدرس نشر مقاتلات “رافال” النووية على الأراضي الألمانية، في خطوة قد تؤسس لردع نووي أوروبي مستقل عن واشنطن.
ناتو نووي موسع.. وزيادة المخزون الأوروبي من القنابل الأمريكية
في المقابل، لا يبدو أن الحلف الأطلسي يقف مكتوف الأيدي أمام هذا التحول.
فقد أكد الأمين العام للحلف، ينس ستولتنبرغ، في يونيو 2024 أن الناتو يناقش تعزيز انتشاره النووي في أوروبا، مشيرًا إلى أن واشنطن تعمل على تحديث قنابلها النووية من نوع B61، بينما يقوم الحلفاء الأوروبيون بتحديث طائراتهم المخصصة للمهام النووية.
ومنذ اندلاع الحرب الروسية الأوكرانية في فبراير 2022، أصبحت الأسلحة النووية تحتل موقعًا أكثر مركزية في عقيدة الدفاع الأوروبية.
ففي نوفمبر 2024، صرّح رئيس اللجنة العسكرية للناتو، الأدميرال روب باور، أن “غياب الردع النووي الروسي كان سيؤدي إلى تدخل ناتو بري مباشر في أوكرانيا”، في إشارة إلى الدور الحاسم للترسانة النووية في منع تصعيد الحرب إلى مواجهة مباشرة بين روسيا والحلف.
اقرأ أيضاً.. الأقوى في العالم.. هل تمتلك دول عربية أو إسلامية صواريخ فرط صوتية؟