الولايات المتحدة تجري محادثات مع القوات اليمنية بشأن هجوم بري ضد الحوثيين

القاهرة (خاص عن مصر)- تجري القوات اليمنية المعارضة لجماعة الحوثي المدعومة من إيران مناقشات مستمرة مع الولايات المتحدة وحلفائها من دول الخليج حول هجوم بري ضد الحوثيين يهدف إلى طردهم من ساحل البحر الأحمر الاستراتيجي.

وفقا لتقرير نشرته بلومبرج، تأتي هذه الخطة في أعقاب سلسلة من الغارات الجوية التي تقودها الولايات المتحدة والتي لم تحقق هدفها بعد في وقف هجمات الحوثيين على الملاحة العالمية وإسرائيل.

إعلان

ووفقًا لمصادر مشاركة في المحادثات، قد يكون هذا الهجوم البري متعدد الجوانب، حيث يقدم الجيش الأمريكي دعمًا جويًا لاستهداف مواقع الحوثيين، وخاصة في مدينة الحديدة الساحلية الرئيسية. وقد يهدف الهجوم أيضًا إلى إخراج الحوثيين من العاصمة صنعاء، التي تخضع لسيطرتهم منذ أكثر من عقد.

تكثيف الضغط العسكري على الحوثيين

تأتي هذه المناقشات في ظل تزايد الحاجة الملحة إلى تعزيز العلاقات بين الحوثيين وحركة الشباب، التابعة لتنظيم القاعدة في الصومال.

أفادت القيادة الأمريكية في أفريقيا (أفريكوم) بتعاون الحوثيين مع حركة الشباب في تهريب الأسلحة والتدريب، مما أثار قلق واشنطن. وتُعتبر الحملة العسكرية الجارية الآن خطوة أساسية لإضعاف قبضة الحوثيين على اليمن والحد من نفوذهم المتزايد في المنطقة.

في بيان، أكد حامد غالب، كبير مستشاري طارق صالح – العضو في الحكومة اليمنية المعترف بها دوليًا – على الحاجة إلى عملية برية تُكمل نجاحات الضربات الجوية الأمريكية. ورغم عدم اتخاذ قرار نهائي بعد، إلا أن فكرة شن عملية برية منسقة تكتسب زخمًا.

هجوم بري ضد الحوثيين: لا وجود لقوات أمريكية على الأرض

أفادت مصادر بأن الهجوم البري المقترح لن يتضمن مشاركة قوات أمريكية مباشرة على الأرض. بدلاً من ذلك، ستعتمد على القوات اليمنية، التي دربها ودعمها الجيش الأمريكي سابقًا، لقيادة العملية، مع توفير القوات الجوية الأمريكية دعمًا حاسمًا.

طارق صالح، الشخصية البارزة في القيادة العسكرية اليمنية وابن شقيق الرئيس السابق الراحل علي عبد الله صالح، عمل بشكل وثيق مع الولايات المتحدة لمواجهة تدفق الأسلحة إلى الحوثيين.

تتمركز قوات صالح، التي يزيد عدد أفرادها عن 50 ألفًا وتدعمها الإمارات العربية المتحدة، في موقع استراتيجي في مدينة المخا الساحلية الجنوبية، على بُعد حوالي 180 كيلومترًا جنوب الحديدة.

الدور الاستراتيجي للحديدة وصنعاء

تُعدّ الحديدة ميناءً حيويًا للحوثيين، وقد لعبت دورًا محوريًا في قدرتهم على شن هجمات في البحر الأحمر، وهو طريق تجاري عالمي حيوي.

تهدف القوات الأمريكية واليمنية إلى استعادة الميناء، مما سيعيق عمليات الحوثيين بشدة ويقلل من قدرتهم على تهديد الأمن الإقليمي. علاوة على ذلك، فإن السيطرة على صنعاء ستمثل ضربة موجعة لقيادة الجماعة ونفوذها.

تُؤكد الاستراتيجية على الهدف الأوسع المتمثل في عزل الحوثيين جغرافيًا واقتصاديًا، مما يزيد الضغط عليهم للتفاوض على تسوية.

اقرأ أيضًا: ترامب ينتزع مليار دولار من شركات المحاماة.. ابتزاز وإكراه بمساعدة محاميه الشخصي

حلفاء الخليج والديناميكيات الإقليمية

في حين أعربت الإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية عن قلقهما من التورط في تصعيد عسكري طويل الأمد، إلا أن هناك شعورًا بوجود فرصة سانحة في الوقت الراهن.

أبدت إدارة الرئيس ترامب استعدادها لتصعيد العمل العسكري ضد إيران ووكلائها في المنطقة، مما دفع بعض قادة الخليج إلى إعادة النظر في موقفهم من التدخل العسكري المباشر.

كما أعربت دول الخليج عن إحباطها من تنامي علاقات الحوثيين بإيران، مما أدى إلى تفاقم التوترات في المنطقة. ويُنظر الآن إلى تعاون الحوثيين مع حركة الشباب، وهي جماعة مسلحة أخرى مدعومة من إيران، على أنه تهديد مباشر للاستقرار الإقليمي.

هجوم بري ضد الحوثيين: التداعيات الأوسع

صعّد الجيش الأمريكي غاراته الجوية في اليمن منذ أن أذن الرئيس ترامب بحملة قصف في مارس 2025. تهدف هذه الضربات إلى تعطيل البنية التحتية للحوثيين، مثل أنظمة الدفاع الجوي، ومواقع تصنيع الأسلحة، والهياكل القيادية.

على الرغم من هذه الجهود، أقرّ المسؤولون الأمريكيون بأن الصراع لا يزال بعيدًا عن نهايته، حيث تواصل قوات الحوثيين المقاومة والحفاظ على سيطرتها على مناطق رئيسية.

في حين قادت إدارة بايدن سابقًا جهودًا للحد من التدخل الأمريكي في الصراع، تُكثّف إدارة ترامب الآن استراتيجيتها، مما يثير مخاوف بشأن العواقب طويلة المدى على السكان المدنيين في اليمن والشرق الأوسط الأوسع.

مخاوف دولية متزايدة

لفت الصراع انتباهًا دوليًا، لا سيما فيما يتعلق بدور الحوثيين في زعزعة استقرار طريق التجارة عبر البحر الأحمر، وهي قضية ذات أهمية اقتصادية عالمية. وقد أوضحت الولايات المتحدة أن التزامها بمواجهة الحوثيين مرتبط بمخاوف أمنية إقليمية أوسع، بما في ذلك احتواء نفوذ إيران وحماية ممرات الشحن الحيوية.

رغم هذه التحديات، ظل الحوثيون صامدين. في خطاب ألقاه مؤخرًا، تعهد زعيم الحوثيين، عبد الملك الحوثي، بمواصلة مقاومة القوات الأمريكية وحلفائها، معلنًا أن جماعته ستظل صامدة في نضالها.

في حين تعمل الولايات المتحدة واليمن وحلفاء الخليج العربي معًا لوضع استراتيجية لطرد الحوثيين من مناطق رئيسية، لا يزال الوضع متقلبًا للغاية. ويمثل احتمال شن هجوم بري، وإن كان لا يزال قيد المناقشة، منعطفًا حاسمًا في المعركة الدائرة للسيطرة على اليمن.

إعلان
زر الذهاب إلى الأعلى