الولايات المتحدة تطرح البطاقة الذهبية للإقامة والجنسية مقابل 5 ملايين دولار

علي السيد27 فبراير، 2025

أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب اليوم عن خطة جديدة لمنح الإقامة والجنسية الأمريكية، من خلال برنامج “البطاقة الذهبية”، الذي سيتيح للأفراد الأثرياء فرصة الحصول على الجنسية الأمريكية مقابل استثمار خمسة ملايين دولار.

وتهدف هذه المبادرة إلى جذب رجال الأعمال والمستثمرين الراغبين في المساهمة في الاقتصاد الأمريكي، مع توفير امتيازات تفوق تلك التي تمنحها البطاقة الخضراء (غرين كارد).

ميزات تفوق البطاقة الخضراء

خلال مراسم توقيع عدد من الأوامر التنفيذية في البيت الأبيض، أوضح الرئيس الأمريكي أن البطاقة الذهبية ستمنح حامليها جميع امتيازات البطاقة الخضراء، لكنها ستتيح لهم أيضًا مسارًا مباشراً للحصول على الجنسية الأمريكية دون الحاجة إلى الانتظار لسنوات طويلة.

وأكد ترامب أن هذه الخطوة تعكس رؤية إدارته في دعم الاقتصاد الأمريكي عبر استقطاب الأفراد ذوي الملاءة المالية العالية، الذين يمكنهم المساهمة في الاستثمار وخلق فرص العمل داخل الولايات المتحدة.

إلغاء برنامج “إي بي-5” واستبداله بالبطاقة الذهبية

من جانبه، كشف وزير التجارة الأمريكي هاوارد لوتنيك أن إدارة ترامب تعتزم إنهاء برنامج تأشيرة المستثمر المهاجر “إي بي – 5″، واستبداله ببرنامج البطاقة الذهبية الجديد.

وأوضح أن برنامج “إي بي-5″، الذي يشترط على المستثمرين الأجانب ضخ أموال في مشاريع تجارية وخلق ما لا يقل عن 10 وظائف بدوام كامل، عانى خلال السنوات الماضية من الاحتيال والمبالغات، ولم يحقق الأهداف المرجوة منه.

وأشار لوتنيك إلى أن البطاقة الذهبية ستوفر بديلاً أكثر شفافية وفاعلية، حيث ستضمن استقطاب المستثمرين الجادين القادرين على تحقيق فوائد اقتصادية مباشرة للولايات المتحدة، بدلاً من البرامج السابقة التي لم تكن تعكس القيمة الحقيقية للحصول على الإقامة الأمريكية.

إجراءات تنفيذية وموعد الطرح الرسمي

أكد الرئيس الأمريكي أن الحكومة تعمل على وضع اللمسات الأخيرة لبدء تنفيذ برنامج البطاقة الذهبية، متوقعًا أن يتم طرحها رسميًا خلال الأسبوعين المقبلين.

ومن المتوقع أن يلقى البرنامج اهتمامًا واسعًا من قبل رجال الأعمال والمستثمرين الدوليين، الذين يسعون إلى الاستفادة من الامتيازات الخاصة التي تقدمها الإقامة والجنسية الأمريكية.

مخاوف وانتقادات محتملة

رغم أن البرنامج الجديد يعد فرصة لجذب رؤوس الأموال إلى الولايات المتحدة، إلا أنه قد يثير انتقادات سياسية وشعبية، حيث قد يُنظر إليه على أنه يمنح الجنسية للأثرياء فقط، بينما تظل الفئات الأخرى تواجه صعوبات في الحصول على الإقامة الشرعية.

ومن المتوقع أن تواجه إدارة ترامب مناقشات مكثفة داخل الكونغرس، خاصة من قبل المعارضين لسياسات الهجرة التي تعتمد على القدرة المالية، بدلاً من معايير الكفاءة والمساهمة المجتمعية.

تحولات كبيرة في سياسات الهجرة الأمريكية

تعكس هذه الخطوة تحولًا جوهريًا في سياسات الهجرة الأمريكية، حيث تسعى إدارة ترامب إلى تعزيز الاقتصاد من خلال تفضيل المستثمرين وأصحاب رؤوس الأموال، بدلًا من البرامج التقليدية التي تعتمد على فرص العمل أو لمّ شمل العائلات.

وبينما تستعد الحكومة الأمريكية لإطلاق هذا البرنامج الجديد، يترقب المستثمرون حول العالم تفاصيل أكثر حول الشروط والمتطلبات، وما إذا كان هذا المسار الجديد سيحقق النجاح الذي تطمح إليه الإدارة الأمريكية.

الوسوم