اليابان توافق على أبحاث هجينة بين الإنسان والحيوان لزراعة الأعضاء

القاهرة (خاص عن مصر)- اتخذت اليابان قرارًا رائدًا بالموافقة على إنشاء هجينات بشرية حيوانية، مما يسمح للعلماء بتطوير أبحاث زراعة الأعضاء بين الإنسان والحيوان.
تهدف هذه الخطوة إلى معالجة النقص العالمي الحرج في الأعضاء القابلة للزرع، مما قد ينقذ آلاف الأرواح كل عام. ومع ذلك، فإن البحث يثير أيضًا أسئلة أخلاقية وعلمية عميقة حول حدود الحياة وعواقب اندماج الخلايا البشرية في العوائل الحيوانية.
العلم وراء الهجينات البشرية الحيوانية
الهجينات البشرية الحيوانية، والمعروفة أيضًا باسم الكيميرا، هي كائنات حية تحتوي على خلايا بشرية وحيوانية. تتضمن العملية تعديل أجنة الحيوانات وراثيًا – عادة الخنازير أو الأغنام – بحيث تفتقر إلى عضو معين، مثل البنكرياس أو الكبد.
ثم يحقن العلماء الخلايا الجذعية متعددة القدرات المستحثة من قبل الإنسان (iPSCs) في هذه الأجنة، مما يسمح للعضو المفقود بالتطور مع الخلايا البشرية. تُزرع الأجنة في حيوانات بديلة، حيث تنمو حتى اكتمال نموها، وتنتج أعضاءً وظيفية بالكامل ومتوافقة مع البشر وجاهزة للزرع.
الهدف هو توفير حل مستدام ومخصص لنقص الأعضاء، مما يقلل من الحاجة إلى المتبرعين من البشر ويقلل من خطر رفض عملية الزرع. يمثل موافقة اليابان علامة فارقة مهمة، حيث يمكن للباحثين الآن السماح للأجنة الهجينة بالتطور أكثر من أي وقت مضى – ربما إلى مرحلة النضج الكامل.
لماذا تقود اليابان هذا البحث؟
تواجه اليابان أزمة طبية متنامية بسبب الشيخوخة السكانية والطلب المتزايد على عمليات زرع الأعضاء. حافظت البلاد تاريخيًا على لوائح صارمة بشأن الأبحاث الجينية وأبحاث الخلايا الجذعية، ولكن في عام 2019، رفعت القيود الرئيسية التي كانت تحد سابقًا من تطوير الهجينة بين الإنسان والحيوان. يعكس هذا التحول التنظيمي التزام اليابان بتطوير الطب التجديدي على الرغم من المناقشات الأخلاقية العالمية.
أدخلت الحكومة تدابير إشرافية صارمة لمنع العواقب غير المقصودة، مثل دمج الخلايا البشرية في أدمغة الحيوانات أو الأنظمة التناسلية. ولكن لا تزال هناك مخاوف بشأن ما إذا كانت الخلايا البشرية قادرة على الانتشار إلى ما هو أبعد من أهدافها العضوية المقصودة، مما يثير تساؤلات أخلاقية وفلسفية حول طبيعة هذه الكائنات الهجينة.
أقرا أيضا.. نتنياهو يسعى لجر ترامب إلى هجوم مستقبلي على المواقع النووية الإيرانية
المخاوف الأخلاقية: أين نرسم الخط الفاصل؟
أثارت الموافقة على البحوث الهجينة بين الإنسان والحيوان مناقشات أخلاقية في جميع أنحاء العالم. ومن بين أكبر المخاوف إمكانية التحول إلى كائنات بشرية غير مقصودة ــ حيث تندمج الخلايا البشرية في الجهاز العصبي المركزي للحيوان، مما قد يؤدي إلى تغييرات معرفية. وإذا طورت الحيوانات وعياً أو مشاعر شبيهة بالإنسان، فهل لا تزال تعتبر كائنات بحثية بسيطة، أم أن وضعها الأخلاقي يحتاج إلى إعادة تقييم؟
وتشمل المعضلات الأخلاقية الأخرى ما يلي:
الوضع الأخلاقي للكائنات الهجينة: عند أي نقطة تنتقل هذه المخلوقات من الحيوانات إلى شيء أكثر؟
القبول العام: في حين كانت التقنيات مثل التلقيح الاصطناعي وزرع الأعضاء مثيرة للجدال ذات يوم، فهل تتبع الكائنات الهجينة بين الإنسان والحيوان نفس المسار نحو القبول؟
العواقب غير المقصودة: هل يستطيع العلماء التحكم بشكل كامل في المكان الذي تندمج فيه الخلايا البشرية، أم أن التسربات الجينية غير المتوقعة قد تؤدي إلى تغييرات غير مقصودة في الحيوانات؟
المنظور العالمي لبحوث زراعة الأعضاء بين الإنسان والحيوان
بينما تقف اليابان في طليعة هذا البحث، استكشفت دول أخرى أيضًا علم التهجين. فقد أجرت الولايات المتحدة والمملكة المتحدة والصين تجارب على هجينات بشرية حيوانية، لكن اللوائح الصارمة تحد من جداول زمنية لتطور الأجنة. ويستمر النقاش حيث تخشى بعض الدول المخاطر غير المعروفة المترتبة على خلط البيولوجيا البشرية والحيوانية، في حين يرى آخرون ذلك كخطوة ثورية نحو حل أزمة نقص الأعضاء.
ويزعم المؤيدون أن البحوث الهجينة توفر مصدرًا متجددًا للأعضاء القابلة للزرع، مما يقلل بشكل كبير من أوقات الانتظار ويحسن التوافق مع المرضى. ومع ذلك، يحذر المنتقدون من أن التأثيرات الطويلة الأجل تظل غير معروفة وأن التقدم غير المقيد قد يطمس تعريف ما يعنيه أن تكون إنسانًا.
مستقبل زراعة الأعضاء بين الإنسان والحيوان
يمثل قرار اليابان خطوة مهمة نحو مستقبل حيث يتم زراعة الأعضاء القابلة للزرع بدلاً من التبرع بها. وإذا نجح هذا البحث، فقد يحدث ثورة في الطب وينقذ ملايين الأرواح. ومع ذلك، تظل الأسئلة الأخلاقية المحيطة بالهجينة بين الإنسان والحيوان دون حل. مع تقدم العلم، يتعين على المجتمع أن يقرر أين تقع الحدود قبل أن تتجاوز التكنولوجيا الاعتبارات الأخلاقية.
ومع قيادة اليابان لهذا التوجه، سيراقب العالم عن كثب لمعرفة كيف تتكشف هذه التكنولوجيا المثيرة للجدال والتي قد تنقذ حياة البشر.