اليابان تُوجه رسالة ردع استراتيجي عبر مناورات فوجي 2025| ما علاقة الصين وكوريا الشمالية؟

في ظل التوترات الإقليمية المتصاعدة، تستعد اليابان لإجراء مناورات “فوجي فاير باور 2025” في 8 يونيو، والتي ستشهد عرضًا لأول مرة لصاروخها الباليستي الفرط صوتي “HVGP” ومركبات مدرعة جديدة من طراز Type 24.

وتُعد مناورات “فوجي فاير باور” حدثًا سنويًا تستعرض فيه قوات الدفاع الذاتي اليابانية قدراتها العسكرية والتكنولوجية. في نسخة 2025، التي تعد رسالة ردع في وجه محيط طوكيو الإقليمي وعلى رأسهم الصين وكوريا الشمالية.

اليابان تستعرض صارخ فرط صوتي بسرعة تتجاوز 5 ماخ

وتعرض اليابان في نسخة هذا العام لأول مرة لقذيفة الانزلاق فائقة السرعة (HVGP)، وهو نظام صاروخي فرط صوتي من الجيل التالي، صُمم للدفاع عن الجزر النائية، ويتميز بقدرته على المناورة وتفادي أنظمة الدفاع الصاروخي.

صُمم صاروخ HVGP، الذي طورته شركة ميتسوبيشي للصناعات الثقيلة، ليحلق بسرعات تتجاوز 5 ماخ أثناء اتباع مسار انزلاقي، مع قدرة على المناورة في المرحلة النهائية تسمح له بتفادي أنظمة الدفاع الصاروخي.

أول تمرين عملي للمركبات المدرعة طراز 24

سيشهد التمرين أول عرض عملي لسلسلة المركبات المدرعة من طراز 24، المستندة إلى هيكل مركبة المناورة القتالية من طراز 16، والتي تعمل بالفعل مع وحدات الانتشار السريع.

وكذلك مدفع الهاون المتحرك من طراز 24 (MM) مُجهز بنظام هاون Thales 2R2M عيار 120 ملم، مُدمج في برج شبه آلي ومنظومة تحكم رقمي في إطلاق النار، مما يسمح بالانتشار السريع وقدرات الإطلاق والانطلاق السريع.

تهدف هذه المناورات إلى اختبار الأنظمة الجديدة في بيئة تحاكي ظروف القتال الحقيقية، مما يسهم في تعزيز جاهزية القوات وتكاملها العملياتي.

تحول في العقيدة العسكرية اليابانية .. من الدفاع إلى الهجوم

تُظهر المناورات تحولًا في العقيدة العسكرية اليابانية من الدفاع التقليدي إلى تبني قدرات هجومية متقدمة. يعكس ذلك تعزيز الردع الإقليمي: من خلال تطوير أسلحة قادرة على الوصول إلى أهداف بعيدة، مثل HVGP، مما يُمكن اليابان من توجيه ضربات استباقية إذا لزم الأمر.

وكذلك الاستجابة للتهديدات المتزايدة خصوصًا من الصين وكوريا الشمالية، حيث تسعى اليابان إلى تعزيز قدراتها لمواجهة أي تصعيد محتمل.

وإظهار نوعاً من التكامل مع الحلفاء من خلال التعاون مع الولايات المتحدة في تطوير أنظمة دفاعية متقدمة، مثل اعتراض الصواريخ الفرط صوتية.

هل المناورات رسائل تهديد يابانية لدول في محيطها الإقليمي؟

بينما تُصنف المناورات رسميًا كجزء من استراتيجية الدفاع الوطني، إلا أن التوقيت والمحتوى يُمكن تفسيرهما كرسالة ردع موجهة إلى القوى الإقليمية، خاصة الصين وكوريا الشمالية. يعزز ذلك تسريع تطوير HVGP: استجابةً للتوترات المتزايدة في المنطقة.

وكذلك نشر القدرات في مناطق استراتيجية: مثل كيوشو وهوكايدو، مما يُظهر استعداد اليابان للدفاع عن أراضيها بفعالية.

والتعاون الدفاعي مع الولايات المتحدة: في تطوير أنظمة اعتراض متقدمة، مما يُعزز من قدرات الردع المشتركة.

وتُعد مناورات “فوجي فاير باور 2025” مؤشرًا على تحول اليابان نحو تبني دور أكثر فاعلية في الحفاظ على الأمن الإقليمي، مع التركيز على تطوير قدرات هجومية متقدمة لتعزيز الردع والاستعداد لمواجهة التحديات المستقبلية.

اقرأ أيضًا.. إيدج الإماراتية تعقد أكبر صفقة تسليح بحرية في تاريخ الخليج بقيمة 9 مليارات درهم مع الكويت

زر الذهاب إلى الأعلى