امتحانات تحت القصف..طلاب السودان يدفعون ضريبة الحرب
في خضم الحرب الأهلية الدائرة في السودان، يواجه قطاع التعليم في السودان، وعلى رأسه امتحانات الشهادة الثانوية، ما يهدد مستقبل آلاف الطلاب، وذلك في ظل الظروف السياسية والأمنية التي تمر بها البلاد.
ورغم هذه الظروف قررت الحكومة السودانية إجراء الامتحانات في مناطق سيطرتها، في 28 ديسمبر الجاري ما أحدث خلافات حادة بالشارع السوداني خاصة مع استمرار الحرب فضلا عن وجود مناطق خارج سيطرة الحكومة لن تجري فيها الامتحانات ما يعرض حياة الطلاب قبل مستقبلهم لخطر شديد.
وأعلنت وزارة التربية التعليم بالسودان اليوم إ( 343644 طالب وطالبة يجلسون لامتحانات الشهادة السودانية المؤجلة بفعل الحرب في 2300 مركز داخل وخارج السودان بنسبة بلغت 83%..
إفلاس سياسي أم بداية تقسيم.. ماذا يعني تشكيل حكومة موازية في السودان؟
وأضافت الوزارة بحسب وكالة السودان للأنباء “يجلس الطلاب للامتحان على غير العادة داخليا وخارجيا عند الساعة الثانية والنصف ظهرا”.
الدعم السريع ترفض إجراء الامتحانات
من جانبها، أعلنت عدد من الإدارات المدنية التي تتبع للدعم السريع في ولايات دارفور رفضها انتقال الطلاب خارج ولاياتهم للجلوس للامتحانات.
وأعلنت تشاد رفضها إجراء امتحانات الشهادة السودانية في اراضيها، فيما أعلنت هيئة محامي دارفور ووالي غرب دارفور المقيم في بورتسودان تواصلهم مع السلطات التشادية لاثنائها عن قرارها.
وأوضح وزير التربية والتعليم في منبر وكالة السودان للأنباء أن هناك مساعي جارية لحل مشكلة الطلاب السودانيين في تشاد وقال أنهم جاهزون لإيصال الامتحانات والمراقبين حال تكللت المساعي الحكومية والشعبية في حل الاشكال .
قلق دولي بسبب الامتحانات
يأتي هذا ، فيما أعربت سفارات كندا والمانيا وبريطانيا في بيان مشترك اليوم السبت عن قلقها إزاء المخاطر المرتبطة بنقل الأطفال إلى امتحانات الشهادة السودانية.
وأوضح البيان أن هذا القرار قد يؤدي إلى تنقل غير آمن للطلاب عبر خطوط الصراع. وهذا من شأنه أن يعرض سلامتهم لخطر شديد.
في ذكري انتفاضة ديسمبر.. كيف تحولت ثورة السودان لحرب أهلية؟
ودعت السفارات الثلاثة جميع أطراف النزاع بشكل عاجل إلى تمكين وتسهيل المرور الآمن للطلاب للامتحانات المقرر إجراؤها في 28 ديسمبر 2024. مبينة أن الطلاب يتنقلون بالفعل للوصول إلى الامتحانات في المناطق الخاضعة لسيطرة القوات المسلحة السودانية.
ودعت السفارات الثلاثة أصحاب المصلحة المعنيين لتطوير استراتيجية شاملة لدورات الامتحانات المستقبلية بشفافية.
ونبهت إلى ضرورة إعطاء الأولوية القصوى لسلامة الأطفال، وخاصة المخاطر المتزايدة التي تواجهها الفتيات والشباب في جميع أنحاء السودان.
الحرب تهدد الامتحانات في السودان
وأدّت الحرب بالسودان إلى توقف الدراسة في مناطق واسعة، ونزوح السكان بشكل جماعي، وتدمير البنية التحتية التعليمية، ما وضع عراقيل ضخمة أمام الطلاب في تحصيلهم الدراسي واستعدادهم للامتحانات المصيرية.
كما أنّ الوضع الأمني المُتدهور يُعيق حركة الطلاب بين المناطق، ويجعل وصولهم إلى مراكز الامتحانات في المناطق الآمنة أمرًا بالغ الصعوبة، بل ومُحفوفًا بالمخاطر في بعض الأحيان.
خلافات سياسية حول الامتحانات
لم تقتصر أزمة الامتحانات على الجوانب اللوجستية والأمنية، بل تعدّتها لتشمل خلافات سياسية حادة حول إجراء الامتحانات من عدمه، وتوقيتها، والمناطق التي ستُجرى فيها.
وأعلنت بعض القوى السياسية رفضها لإجراء الامتحانات في ظلّ الظروف الحالية، مُعتبرة ذلك تجاهلًا للوضع الإنساني الصعب الذي يعيشه الطلاب في مناطق النزاع.
كما أنّ هناك خلافات حول مدى تمثيل الامتحانات التي تجرى في مناطق محدّدة لكافة الطلاب في السودان، ما يثير مخاوف من ترسيخ الانقسام وتهميش بعض المناطق.
واتهمت بعض الأطراف الحكومة بالسعي إلى إجراء الامتحانات في مناطق سيطرتها فقط، كجزء من سياسات تهدف إلى تقسيم البلاد.
مصر تساعد السودان في حل أزمة الامتحانات
في ظل الوجود الكبير للأشقاء السودانيين في مصر، سمحت وزرارة التربية والتعليم بالتنسيق مع نظيرتها في السودان بإجراء الامتحانات في المدارس المصرية، وتسهيل الإجراءات للطلاب السودانيين في مصر.