انتعاش قطاع الاندماج والاستحواذ في مصر وسط إصلاحات استراتيجية  

القاهرة (خاص عن مصر)- بعد سنوات من الضغوط الاقتصادية، أظهر سوق الاندماج والاستحواذ في مصر مرونة، مدعومًا بإصلاحات استراتيجية واهتمام متجدد من المستثمرين، وفقا لتقرير نشره موقع كونسولتونس مي.

يشير أحدث تحليل لشركة برايس ووتر هاوس كوبرز الدولية PwC للقطاع إلى زيادة واعدة بنسبة 21٪ في نشاط الاندماج والاستحواذ في النصف الأول من عام 2024 مقارنة بعام 2023.

تعد الخدمات المالية والسلع الاستهلاكية من بين القطاعات الأكثر نشاطًا، مدفوعة بسياسات العملة والضرائب الجديدة. تعزو ماي أيوب، الشريكة في شركة برايس ووتر هاوس كوبرز الدولية PwC القاهرة، هذا التعافي إلى الجهود المحلية والاستثمار الأجنبي الكبير، وخاصة من الإمارات العربية المتحدة، التي استثمرت 35 مليار دولار، مما عزز الإصلاحات الاقتصادية والسيطرة على التضخم.

أقرا أيضا.. ازدهار سوق المياه المعبأة في مصر بفضل اتجاهات الصحة والحياة الحضرية

أبرز الصفقات تسلط الضوء على زخم الاندماج والاستحواذ في مصر

شهد المشهد المصري للاندماج والاستحواذ مجموعة من المعاملات عالية القيمة، مما يشير إلى زيادة الثقة في السوق. كانت أكبر صفقة هي استحواذ شركة آيكون على حصة 51% في سبعة فنادق مملوكة للدولة في القاهرة والإسكندرية وأسوان، بقيمة 800 مليون دولار.

كان هذا الاستحواذ أحد أكبر خمس صفقات في الشرق الأوسط خلال النصف الأول من عام 2024. وشملت الصفقات المهمة الأخرى استحواذ شركة بي إنفستمنتس القابضة على حصة كبيرة في شركة أوراسكوم المالية القابضة مقابل 50 مليون دولار واستحواذ صندوق إزدهار ميد كاب 2 على شركة يوداوي مقابل 10 ملايين دولار.

بشكل جماعي، تمثل هذه الصفقات تناقضًا كبيرًا مع المشهد الصعب لعام 2023، عندما انخفض نشاط عمليات الدمج والاستحواذ بشكل حاد بسبب عدم استقرار العملة وارتفاع أسعار الفائدة.

النمو على مستوى القطاعات: الخدمات المالية والسلع الاستهلاكية والرعاية الصحية

تظل الخدمات المالية نقطة محورية للمستثمرين، حيث تم تسجيل 18 صفقة في النصف الأول من عام 2024. وتستمر العوامل الرئيسية، بما في ذلك الرقمنة والتمويل الأخضر والاستدامة، في تشكيل هذا القطاع.

شهدت صفقة كبيرة في سبتمبر 2024 استحواذ تحالف بقيادة البنك الأوروبي لإعادة الإعمار والتنمية على حصة أقلية في شركة تمويلي، المزود الرائد للخدمات المالية غير المصرفية في مصر، مما يؤكد مرونة القطاع.

يظل قطاع السلع الاستهلاكية، على الرغم من مواجهته لتحديات التضخم على المستوى الإقليمي، ركيزة أساسية لنمو عمليات الدمج والاستحواذ في مصر. زادت مجموعة أغذية من الإمارات العربية المتحدة حصتها في شركة الوجبات الخفيفة المصرية عوف جروب إلى 70٪ باستثمار قدره 22 مليون دولار.

كما نما قطاع الرعاية الصحية بشكل كبير، بقيادة جهود التحديث الحكومية والقطاع الخاص النشط. استفادت الأدوية ومستلزمات المعدات بشكل خاص، حيث مثلت 50٪ من نشاط عمليات الدمج والاستحواذ في هذا القطاع في جميع أنحاء الشرق الأوسط.

توسيع الاستثمار في الطاقة والتكنولوجيا

يجذب قطاع الطاقة في مصر استثمارات كبيرة، وخاصة في مجال الطاقة المتجددة ومبادرات صافي الصفر. التزمت شركة بريتيش بتروليوم بمبلغ 1.5 مليار دولار لأنشطة التطوير والاستكشاف في مصر، مما يمثل تأييدًا قويًا لإمكانات الطاقة في البلاد.

تشهد الاتصالات والإعلام والتكنولوجيا أيضًا نموًا ديناميكيًا، ويتجلى ذلك في إطلاق هواوي كلاود لمركز بيانات في القاهرة بالتعاون مع أورانج مصر ومشروع شبكة الألياف الضوئية بقيمة 600 مليون دولار مع تيليكوم مصر و4iG في المجر.

موازنة الإصلاحات الاقتصادية والاستثمار

يشير تقرير شركة برايس ووتر هاوس كوبرز الدولية PwC إلى أن الحفاظ على زخم عمليات الدمج والاستحواذ في مصر سيتطلب سياسات اقتصادية كلية قوية، مثل التحكم المستهدف في التضخم وسعر الصرف المرن. والإصلاحات الهيكلية، بما في ذلك تبسيط النظام الضريبي وتحديث الجمارك، ضرورية لجذب والحفاظ على ثقة المستثمرين.

إن الشباب السكاني في مصر وتكاليف العمالة التنافسية والموقع الاستراتيجي يضعها كمركز استثماري إقليمي، في المرتبة الثانية بعد المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة من حيث حجم الصفقات.