انتهاكات ومقابر جماعية.. ماذا يحدث لـ المهاجرين في ليبيا؟

في ظل تفاقم الأزمة السياسية في ليبيا تواجه البلاد موجة متزايدة من انتهاكات حقوق الإنسان خاصة بحق المهاجرين في ليبيا الذين يدخلون البلاد على أمل الوصول لأوروبا عبر رحلات الهجرة غير الشرعية.

وفي مؤتمر صحفي دولي، حذرت روزماري ديكارلو وكيلة الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون السياسية وبناء السلام من استمرار الانتهاكات الخطيرة التي يتعرض لها المهاجرون خاصة الأطفال الذين يتعرضون للتعذيب والمعاملة القاسية واللاإنسانية.

 المقابر الجماعية

تشير تقارير عدة إلى اكتشاف مقابر جماعية في منطقتي اجخرة والكفرة بعد مداهمات استهدفت مواقع الاتجار بالبشر، ففي منطقة اجخرة التي تبعد حوالي 400 كيلومتر جنوب بنغازي أعلنت المنظمة الدولية للهجرة عن اكتشاف 19 جثة، بينما أفادت تقارير أخرى عن وجود 30 جثة في مقبرة جماعية بصحراء الكفرة قد تصل إلى 70 جثة.

وبحسب تقارير، تعتبر هذه الاكتشافات مؤشراً مأساوياً على حجم الخطر الذي يتعرض له المهاجرون خلال محاولتهم العبور بحثاً عن الأمان مما يعكس الأبعاد الإنسانية والجرائم التي ترتكب في هذا السياق.

ارتفاع معدلات الوفيات

وفقا لمشروع المهاجرين المفقودين التابع للمنظمة الدولية للهجرة سجلت ليبيا 965 حالة وفاة واختفاء خلال عام 2024 حيث حدث أكثر من 22 بالمئة منها على الطرق البرية.

وتسلط هذه الأرقام الضوء على المخاطر الكبيرة التي يتعرض لها المهاجرون خلال رحلاتهم حيث غالباً ما لا يتم توثيق الوفيات بشكل دقيق مما يؤدي إلى تقديرات تقل عن الواقع الحقيقي لمعاناة هؤلاء الأشخاص.

تحديات أمنية وإنسانية في ليبيا

وفق التقارير تشهد ليبيا تحديات أمنية وإنسانية جسيمة نتيجة الصراعات المستمرة وانهيار بعض هياكل الدولة، مما يزيد من معاناة المهاجرين وطالبي اللجوء الذين يجدون أنفسهم عالقين بين النزاعات المسلحة وظروف المعيشة القاسية.

ودعت روزماري ديكارلو جميع الأطراف الى فتح ممرات آمنة عبر الحدود والخطوط الداخلية لتسريع وصول المساعدات الإنسانية وإنقاذ الأرواح كما دعت إلى اتخاذ إجراءات دولية عاجلة لمحاسبة الجناة والحد من هذه الانتهاكات.

قلق دولي

أعربت منظمات حقوقية دولية مثل هيومن رايتس ووتش وأميان انترناشونال عن قلقها الشديد تجاه تقارير انتهاكات حقوق الإنسان في ليبيا ودعت الحكومات والمجتمع الدولي إلى التدخل الفوري لحماية المهاجرين.

كما طالبت الأمم المتحدة جميع الأطراف بوقف إطلاق النار وتقديم الدعم اللازم لمن هم بحاجة ماسة للمساعدة، وتأتي هذه الدعوات في ظل جهود دبلوماسية مكثفة تهدف إلى إعادة استقرار البلاد وتحسين الوضع الإنساني للمتضررين.

الوضع أسوأ من التقارير

بدأت الأزمة في ليبيا مع اندلاع الصراعات منذ انهيار الدولة بعد الثورة وتفاقم النزاعات بين الجماعات المسلحة مما أدى إلى دمار واسع النطاق في البنية التحتية ونقص حاد في الخدمات الأساسية.

وفي ظل استمرار النزاع تتفاقم معاناة المهاجرين وطالبي اللجوء الذين يواجهون مخاطر بالغة على الطرق البرية وفي المعابر الحدودية، وتشير التحليلات إلى أن الوضع الحقيقي قد يكون أسوأ من التقارير الرسمية نظراً لصعوبة الوصول إلى بعض المناطق المتأثرة بالصراع.

اقرأ أيضا

بتمويل سعودي قطري.. التفاصيل الكاملة لـ الخطة المصرية حول غزة 

زر الذهاب إلى الأعلى