انسحاب قوات ونزوح جماعي.. ماذا يحدث في حمص؟

ماذا يحدث في حمص، كشف المرصد السوري لحقوق الإنسان، عن نزوح عشرات الآلاف من سكان الأحياء العلوية في مدينة حمص في وسط سوريا، وهو ما يفسر ما يحدث في حمص، وذلك عقب إعلان الجيش السوري انسحابه من مدينة حماة مع سيطرة الفصائل المعارضة عليها.
وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان: “نزوح جماعي لأبناء الطائفة العلوية من أحياء مدينة حمص، مع توجه عشرات الآلاف منهم الى مناطق الساحل السوري، خشية تقدم الفصائل إليها”، مضيفا أن: “الطريق المؤدي الى محافظة طرطوس ضاق مساء الخميس بأنوار مئات السيارات التي كانت في طريقها الى خارج المدينة”.
ماذا يحدث في حمص
وكان أكد وزير الدفاع السوري، على محمود عباس، أن قوات الجيش السوري متواجدة في الوقت الحالي في محيط حماة، وانسحابها إلى خارج المدينة إجراء تكتيكي، مضيفا أن وضع القوات السورية في الوقت الحالي “جيد“.
دخول الإرهابيين حماة
وتطور الصراع المستمر منذ 13 عامًا في سوريا إلى شبكة مُعقَّدة من المعارك التي تضم قوى محلية وإقليمية ودولية.
وفقًا لتقرير الجارديان، تهيمن على هذا المشهد الممزق فصائلُ مختلفة تتنافس على السيطرة على مناطق محددة.
بدأت الحرب في عام 2011، في أعقاب قمع الحكومة السورية للاحتجاجات السلمية المؤيدة للديمقراطية، وتحولت منذ ذلك الحين إلى صراع متعدد الأبعاد. فيما يلي تحليل للقوى الرئيسية التي تسيطر على الأراضي في سوريا.
هيئة تحرير الشام: آخر معقل للمتمردين
تسيطر هيئة تحرير الشام، وهي تحالف إسلامي بقيادة فرع القاعدة السابق في سوريا، على مناطق واسعة في شمال غرب سوريا. وتمتد هيمنتها إلى محافظة إدلب وتمتد إلى أجزاء من محافظات حلب وحماة واللاذقية.
في هجوم كبير الأسبوع الماضي، استولت هيئة تحرير الشام على ثاني أكبر مدينة في سوريا، حلب، إلى جانب عشرات البلدات والقرى، مما عكس سنوات من التقدم الحكومي المدعوم من الحملات العسكرية الروسية، وتعمل المجموعة بالتنسيق مع الفصائل المتحالفة من خلال غرفة عمليات مشتركة، وهو ما يؤكد قدرتها الاستراتيجية على الصمود.
الحكومة: استعادة الأرض وسط الانتكاسات
لقد استعادت الحكومة السورية، التي كانت على وشك فقدان السيطرة لصالح فصائل المعارضة والقوات الكردية ومسلحي داعش، أراضٍ كبيرة بدعم حاسم من إيران وحزب الله اللبناني وروسيا، وكان التدخل العسكري الروسي منذ عام 2015 بمثابة عامل تغيير، مما مكن دمشق من تعزيز قوتها.
وعلى الرغم من هذه المكاسب، أدى الهجوم الأخير للمتمردين إلى خسارة حلب ومناطق رئيسية أخرى في الشمال الغربي.
ومع ذلك، تحتفظ الحكومة بالسيطرة على المحافظات الجنوبية مثل السويداء، حيث تستمر الاحتجاجات المناهضة للحكومة، وكذلك وسط حمص، وأجزاء من حماة، والمحافظات الساحلية طرطوس واللاذقية، كما تظل أجزاء كبيرة من محافظات حلب والرقة ودير الزور تحت سلطة الحكومة.
وتدعم القوات المدعومة من إيران، بما في ذلك حزب الله، دفاعات الحكومة، في حين تحافظ القوات الروسية على وجودها في العديد من المناطق الاستراتيجية، بما في ذلك قاعدة حميميم الجوية.