انطلاقة تاريخية.. طيران ناس تحلق في أول جلسة تداول بالسوق السعودية

في خطوة وصفها العديد من المراقبين بـ”التاريخية”، شهدت السوق المالية السعودية (تداول) اليوم الأربعاء، 18 يونيو 2025، إدراج شركة طيران ناس، إحدى أبرز شركات الطيران منخفض التكلفة في المملكة، ضمن السوق الرئيسية.

وجرى تداول أسهم الشركة تحت الرمز “4264” والرمز الدولي “SA16AH822K19″، بسعر ابتدائي بلغ 80 ريالا للسهم.

وقد جذب الإدراج اهتماما كبيرا من المستثمرين، سواء الأفراد أو المؤسسات، مما يعكس ثقة السوق بمستقبل الشركة في قطاع لا يزال في طور النمو بالرغم من التحديات الجيوسياسية والاقتصادية الحالية.

أداء السهم في أولى جلساته.. تقلبات طبيعية وسط زخم تداول مرتفع

شهد سهم طيران ناس تقلبات خلال أولى جلسات تداوله، حيث ارتفع بنسبة 10% في الدقائق الأولى قبل أن يتراجع ويسجل مكاسب طفيفة بنحو 1% عند مستوى 80.8 ريالاً حتى الساعة 10:59 صباحًا بتوقيت الرياض.

وتداول السهم نشطا حيث تم تنفيذ نحو 110 آلاف صفقة بحجم تجاوز 25 مليون سهم وبقيمة قاربت ملياري ريال، ما يعكس شهية السوق العالية تجاه هذا الطرح.

وقد حددت تداول السعودية حدود التذبذب السعري اليومية بـ +/-30% خلال الأيام الثلاثة الأولى، مع تطبيق حدود ثابتة للتذبذب السعري عند +/-10%، على أن تعود الحدود الطبيعية بـ +/-10% بدءًا من اليوم الرابع.

اكتتاب قوي ومشاركة قياسية من الأفراد

وجاء اكتتاب طيران ناس ليلفت الأنظار من حيث حجم التغطية، حيث بلغت نسبة تغطية الأفراد 349.7% بقيمة قاربت 2.9 مليار ريال.

وطرحت الشركة 51.3 مليون سهم تمثل 30% من رأس المال بعد الطرح، خُصص منها 20% للأفراد و80% للمؤسسات.

كما تم تخصيص 10 أسهم كحد أدنى لكل مكتتب فرد، بينما خُصصت بقية الأسهم وفق نسبة تناسبية بلغت 12.3%. أما المؤسسات، فقد تجاوزت تغطيتها 100 مرة، ما يؤكد عمق اهتمام السوق بمستقبل الشركة.

ظروف صعبة

وفي مقابلة مع قناة “العربية Business”، أوضح ثامر السعيد، الرئيس التنفيذي للاستثمار في “BLME CAPITAL”، أن الإدراج جاء في وقت معقد تشهده أسواق الطيران بفعل الاضطرابات الإقليمية كالحرب الإيرانية الإسرائيلية، والتي أثرت على ثقة الأفراد في الدخول بقوة للإدراج.

وقال السعيد إن السوق قام بتسعير هذه الظروف مسبقا، ما يبرر تراجع السهم بنسبة تراوحت بين 12% و13% قبل أن يبدأ بالتعافي. وأضاف أن تقييم طيران ناس يجب أن يُنظر إليه من زاوية مستقبلية، خصوصا مع توقعات التوسع في الأسطول وزيادة عدد المسافرين، لافتًا إلى وجود فجوة في مكررات الأرباح مقارنة بالسوق عمومًا، إذ يبلغ مكرر الربحية العام للسوق 18 ضعفًا، بينما يتجاوز ذلك لدى طيران ناس.

وأشار السعيد إلى أن المؤسسات المالية باتت تمتلك بدائل استثمارية عديدة بعد تغير خريطة الأسعار في السوق، ما يجعل إعادة ترتيب المحافظ أمرا واردا. أما على صعيد الأفراد، فقد تأثروا نفسيا بالأحداث الجيوسياسية ما انعكس على سلوكهم الاستثماري.

أرباح تشغيلية قوية رغم تراجع صافي الدخل

ورغم تراجع أرباح “طيران ناس” بنسبة 1% في الربع الأول من 2025 لتبلغ 148 مليون ريال مقارنة بـ149 مليون ريال في الربع المماثل من 2024، فإن الشركة أظهرت أداء تشغيليا قويا.

وارتفعت الأرباح التشغيلية بنسبة 78%، في حين سجلت الإيرادات نموا بـ 6% لتصل إلى 1.8 مليار ريال، مدفوعة بتحسن عوائد التذاكر والإيرادات الإضافية.

ويُعزى التراجع الطفيف في الأرباح إلى غياب الأرباح الاستثنائية التي كانت قد تحققت في العام السابق بقيمة 66 مليون ريال نتيجة عملية البيع وإعادة الاستئجار.

اقرأ أيضا.. مخزون إسرائيل من صواريخ “حيتس” آخذ في النفاد.. من تنتهي ذخائره أولًا؟

طموح استثماري ورؤية إقليمية

ويُنظر إلى إدراج طيران ناس كجزء من استراتيجية أوسع لتعزيز موقع الشركة في سوق الطيران منخفض التكلفة بالمملكة والمنطقة، وسط توجه حكومي وخاص لدعم قطاع الطيران كأحد ركائز “رؤية السعودية 2030”.

كما يعزز الإدراج الشفافية، ويوفر قاعدة تمويل أوسع تدعم طموحات الشركة في التوسع وشراء طائرات جديدة.

ويشير الاهتمام المؤسسي الكبير، والتغطية المرتفعة للاكتتاب إلى ثقة قوية بمستقبل الشركة رغم التحديات، وتجعل من إدراجها واحدا من أبرز المحطات في مشهد السوق السعودي لهذا العام.

 

 

زر الذهاب إلى الأعلى