انفجارات تهز الدوحة.. هجوم إيراني صاروخي على قاعدة أمريكية في قطر

في تصعيد خطير ومباشر، سُمع دوي انفجارات في سماء العاصمة القطرية الدوحة مساء اليوم الاثنين، بعد أن أطلقت إيران ستة صواريخ على قاعدة أمريكية في قطر، وفقًا لتقارير نقلتها وكالة “أكسيوس”، وأكدتها وكالتا رويترز وفرانس برس.
ويأتي هذا التطور في أعقاب ضربات جوية أمريكية استهدفت منشآت نووية إيرانية، في واحدة من أخطر حلقات التصعيد بين واشنطن وطهران منذ اغتيال القائد الإيراني قاسم سليماني عام 2020.
وبحسب المصدر، فإن الهجوم الإيراني استهدف قاعدة العديد الجوية، التي تقع خارج العاصمة القطرية وتُعد مركزا استراتيجيا لعمليات القيادة المركزية الأمريكية Centcom في المنطقة، كما تضم قوات بريطانية تعمل بالتناوب.
تصعيد غير مسبوق.. طهران ترد على “الخط الأحمر”
وجاء هذا الهجوم ردا على سلسلة ضربات أمريكية نُفذت يوم السبت الماضي، بأوامر من الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، واستهدفت منشآت نووية إيرانية في نطنز وفوردو وأصفهان.
وقد صرح ترامب بأن “أضرارا ضخمة لحقت بجميع المنشآت النووية”، في حين لا تزال التقييمات العسكرية بشأن الخسائر قيد الدراسة، وفقًا للجنرال دان كاين، رئيس هيئة الأركان المشتركة.
وفي المقابل، أعلنت طهران أن هذه الضربات الأمريكية “تجاوزت الخط الأحمر الكبير”، متوعدة برد واسع النطاق.
وبالفعل، تم تنفيذ الهجوم الصاروخي الإيراني الذي وضع دول الخليج، وقطر تحديدا، في دائرة الاشتباك العسكري المباشر.
التحرك الأمريكي.. إخلاء ومراقبة واستعداد
ذكرت صحيفة وول ستريت جورنال أن البنتاجون يتابع عن كثب تحركات إيرانية شملت وضع منصات صواريخ موجهة ضد القوات الأمريكية في الشرق الأوسط، ما زاد من المخاوف حول هجمات جديدة.
وفي الوقت نفسه، أكدت تقارير أن واشنطن نقلت أكثر من 12 طائرة حربية من قاعدة العديد الجوية تحسبا لأي هجوم إيراني متوقع. كما يعقد كبار مسؤولي إدارة ترامب اجتماعات أمنية في واشنطن لتقييم الموقف واتخاذ قرارات استراتيجية.
أهمية قاعدة العديد.. قلب العمليات العسكرية الأمريكية في الشرق الأوسط
وتعد قاعدة العديد الركيزة الأساسية للتواجد العسكري الأمريكي في منطقة الخليج، وتضم مقر القيادة المركزية الأمريكية بالإضافة إلى عناصر من الجيش البريطاني. وتشكّل القاعدة نقطة انطلاق رئيسية للعمليات العسكرية الأمريكية في كل من العراق وسوريا وأفغانستان.
أي استهداف مباشر لهذه القاعدة يعني أن إيران رفعت سقف المواجهة إلى أعلى مستوياته، ما يفتح الباب أمام تدخلات عسكرية جديدة ويهدد بانفجار إقليمي واسع النطاق.
هل دخلت المنطقة مرحلة اللاعودة؟
مع تصاعد الهجمات والتهديدات، يبدو أن المنطقة تتجه إلى منعطف حرج قد يصعب احتواؤه دبلوماسيًا. فالهجوم الإيراني على الأراضي القطرية يُعدّ مؤشرًا قويًا على أن طهران لم تعد تكتفي بالحروب بالوكالة أو التصريحات النارية، بل باتت مستعدة لمواجهة مباشرة مع واشنطن، حتى وإن كانت في قلب الخليج.
ورغم عدم ورود بيانات رسمية بعد عن الرد الأمريكي المحتمل، إلا أن جميع المؤشرات توحي بأن الساعات المقبلة ستكون حاسمة في تحديد ما إذا كانت المواجهة ستتسع أو يتم احتواؤها بتدخل دولي عاجل.
نداء عاجل من بريطانيا وأمريكا لرعاياهما في قطر
في خطوة أثارت موجة من القلق بين المواطنين والمقيمين في دولة قطر، دعت كل من الولايات المتحدة والمملكة المتحدة رعاياهما إلى “البقاء في أماكنهم حتى إشعار آخر”، وذلك في أعقاب تصعيد ملحوظ في التوترات الإقليمية بين واشنطن وطهران. وجاءت هذه التحذيرات بعد أيام فقط من تنفيذ الولايات المتحدة ضربات جوية استهدفت ثلاثة مواقع نووية إيرانية، ما دفع إيران إلى التهديد برد عسكري وشيك.
وفي بيانها، دعت السفارة الأمريكية في الدوحة المواطنين الأمريكيين إلى “ضرورة توخي الحذر الشديد”، مؤكدة أن هذه الدعوة تأتي “من منطلق الحيطة”، دون الإشارة إلى تهديد مباشر أو محدد.
وفي المقابل، سارعت الحكومة البريطانية إلى إصدار بيان مشابه. ورغم عدم تحديد أي تهديد ملموس، إلا أن التحذيرات أثارت موجة من القلق في جميع أنحاء قطر، حيث أصدرت المؤسسات، بما في ذلك الجامعات، تحذيراتها الخاصة وحثّت الموظفين والطلاب على البقاء في منازلهم.
رد رسمي قطري: لا خطر محدد والوضع تحت السيطرة
وفي خضم هذه التطورات، سارعت وزارة الخارجية القطرية إلى تهدئة المخاوف، مؤكدة أن التحذيرات الصادرة عن السفارات لا تعكس بالضرورة وجود تهديدات أمنية فعلية.
وقال المتحدث الرسمي للوزارة، ماجد الأنصاري، إن “الوضع الأمني في البلاد مستقر”، مؤكدا أن “الجهات المعنية تراقب الموقف عن كثب، ومستعدة لاتخاذ جميع الإجراءات اللازمة لضمان سلامة المواطنين والمقيمين والزوار”.
ويعكس البيان الرسمي استراتيجية قطرية متزنة في التعامل مع الأحداث الإقليمية المتقلبة، فبينما تواصل قطر دورها كحليف عسكري واستراتيجي للولايات المتحدة، فإنها تحافظ أيضا على موقف متين في الجغرافيا السياسية للشرق الأوسط، مستغلة مواردها المالية والدبلوماسية لتهدئة الأزمات الإقليمية.
العلاقات الأمريكية القطرية لا تزال قوية رغم تزايد حالة عدم اليقين
وأكدت الولايات المتحدة مجددا على علاقاتها الثنائية القوية مع قطر، مسلطة الضوء على دور الدوحة المحوري في الشؤون الإقليمية، بدءا من المساعدات المالية والدعم العسكري وصولا إلى الوساطة الدبلوماسية. ورغم حالة عدم اليقين الحالية، لا تزال الشراكة بين البلدين قائمة بثبات.
اقرأ أيضًا.. الاقتصاد العالمي على المحك.. صندوق النقد الدولي يدق ناقوس الخطر مع تصاعد نيران الخليج
ومع وجود ما يقرب من 8000 مواطن أمريكي يقيمون في قطر، وآلاف العسكريين الآخرين المتمركزين في قاعدة العديد، أصبحت هذه الدولة الخليجية الآن بؤرةً لصراعات إقليمية محتملة.
مع ترقب المنطقة، تستعد المؤسسات في قطر لمجموعة من السيناريوهات، مع أن الكثيرين يأملون في أن تكون هذه التحذيرات مجرد إجراءات احترازية وليست نذير صراع وشيك.