انقسام أم توزيع أدوار.. روسيا وأمريكا بين غزل ترامب وبوتين وتهديدات فانس وبيلاوسوف

تشهد العلاقات بين روسيا وأمريكا حالة من التناقض الواضح، ففي الوقت الذي تبادل فيه الرئيسان فلاديمير بوتين ودونالد ترامب تصريحات إيجابية تعكس رغبة في تحسين العلاقات بين البلدين، جاءت مواقف مسؤولين بارزين من الجانبين لتعكس تصعيدا في التوترات.

فمن جهة، أعلن وزير الدفاع الروسي أندريه بيلاوسوف أن روسيا تعيش لحظة حاسمة في المواجهة مع الغرب، مؤكدا أن مصير البلاد يعتمد على صمود الجيش الروسي.

إعلان

ومن جهة أخرى، هدد نائب الرئيس الأمريكي جي دي فانس بفرض عقوبات قاسية على موسكو، ولوح بإمكانية اللجوء إلى الخيار العسكري إذا لم تستجب روسيا لمطالب الغرب بشأن أوكرانيا.

هذا التباين في الخطاب بين التصعيد العسكري والدبلوماسي من جهة، والرسائل التصالحية بين ترامب وبوتين من جهة أخرى، يعكس حالة من الغموض حول مستقبل العلاقات بين البلدين، وسط تصاعد الأزمة الأوكرانية واستمرار الضغوط الغربية على موسكو.

وزير الدفاع الروسي يعلن لحظة المواجهة

أعلن وزير الدفاع الروسي أندريه بيلاوسوف أن روسيا وصلت إلى لحظة حاسمة في مواجهتها مع الغرب الجماعي، مشددا على أن مصير البلاد يعتمد على وحدة الصف وتماسك الجيش الروسي في هذه المرحلة المفصلية.

جاء ذلك خلال مراسم تسليم وسام النجمة الذهبية لعدد من المشاركين في العمليات العسكرية الخاصة، حيث أكد بيلاوسوف أن القوات المسلحة الروسية لديها القدرة على تنفيذ أصعب المهام في ظل الضغوط الغربية المتزايدة.

وأضاف أن بلاده تواجه تحديات غير مسبوقة في صراعها مع القوى الغربية، معتبرا أن المواجهة الحالية تتجاوز حدود الصراع التقليدي لتشمل أبعادا سياسية واقتصادية وعسكرية تهدف إلى تقويض النفوذ الروسي.

نائب ترامب يهدد روسيا

وتأتي تصريحات وزير الدفاع الروسي، بالتزامن مع تلويح نائب الرئيس الأمريكي فانس بفرض عقوبات قاسية على روسيا في حال عدم موافقتها على اتفاق سلام يضمن استقلال أوكرانيا على المدى الطويل.

كما لم يستبعد فانس احتمال اللجوء إلى الخيار العسكري، مشيرا إلى أن واشنطن تمتلك أدوات اقتصادية وعسكرية يمكن استخدامها ضد موسكو.

علاقات روسيا وأمريكا.. ترامب يغازل بوتين

هذا التصعيد في التصريحات تزامن مع تصريحات إيجابية من رئيسا البلدين، حيث أبدى الرئيس الأمريكي دونالد ترامب مواقف تصالحية تجاه نظيره الروسي فلاديمير بوتين، مشيرا إلى أن موسكو وواشنطن يمكنهما العمل معا لتحقيق الاستقرار العالمي.

وفي تصريحات لافتة، قال ترامب إن بوتين “رجل قوي وذكي” وأنه يسعى إلى تحقيق السلام، مؤكدا أن الحوار مع روسيا ضروري لإنهاء النزاع الأوكراني.

كما أبدى ترامب دعمه لإعادة روسيا إلى مجموعة الدول الصناعية السبع الكبرى، معتبرا أن استبعادها كان “خطأ استراتيجيا”، وأن التعاون مع موسكو يخدم المصالح الأمريكية على المدى البعيد.

بوتين يثني على ترامب

من جانبه، لم يتردد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في توجيه إشارات إيجابية نحو ترامب، واصفا إياه بأنه “سياسي براغماتي يفهم أهمية العلاقات الدولية المتوازنة”.

وأعرب بوتين عن تفاؤله بإمكانية تحسين العلاقات بين موسكو وواشنطن في حال فوز ترامب بفترة رئاسية جديدة، مشيرا إلى أن الإدارة الأمريكية الحالية لم تتمكن من تحقيق اختراق حقيقي في حل الأزمة الأوكرانية.

وقال بوتين في تصريحات نقلتها وسائل الإعلام الروسية إن “ترامب لديه رؤية مختلفة عن المؤسسة السياسية التقليدية في واشنطن، وهذا قد يفتح آفاقا جديدة للحوار بين البلدين”.

كما أكد استعداده للقاء ترامب في أقرب وقت ممكن لمناقشة سبل إنهاء النزاع في أوكرانيا والوصول إلى تفاهمات جديدة بشأن الأمن الإقليمي والعالمي.

علاقات روسيا وأمريكا.. انقسام أم توزيع أدوار

وبحسب مراقبون يعكس هذا التباين في التصريحات انقساما أو ربما توزيع للأدوار سواء داخل الإدارة الأمريكية بشأن كيفية التعامل مع روسيا، حيث يحاول ترامب الدفع نحو مسار تفاوضي، بينما يواصل مسؤولون آخرون التلويح بالعقوبات والضغوط العسكرية أو داخل روسيا التي تستعد لمواجهة مع القوي الغربية بحسب تصريحات وزير الدفاع.

اقرأ أيضا

30 يومًا في البيت الأبيض.. ماذا فعل ترامب منذ عودته لرئاسة أمريكا ؟

إعلان
زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!
error: Content is protected !!