انقطع الإنترنت والاتصالات وبقي القصف الإسرائيلي.. ماذا يحدث في غزة ؟

في تطور خطير يُنذر بكارثة إنسانية متفاقمة، أعلنت هيئة تنظيم قطاع الاتصالات الفلسطينية، اليوم، عن انقطاع كامل لخدمات الإنترنت والاتصالات الثابتة في قطاع غزة، بعد استهداف المسار الرئيسي الأخير للفايبر الذي يغذي الشبكة في القطاع.
وأكدت الهيئة أن جنوب ووسط قطاع غزة انضما إلى العزلة الرقمية المفروضة على مدينة غزة وشمالها منذ يومين، نتيجة الاستهداف المتعمد للبنية التحتية وقطاع الإتصالات.
وأضافت أن هذا الانقطاع يهدد بعزل كامل للقطاع عن العالم الخارجي، ويحرم السكان من خدمات حيوية تشمل الإغاثة، الرعاية الصحية، التعليم، والإعلام.
الاحتلال يمنع الإصلاح خطوط الاتصالات في غزة
وأشارت الهيئة إلى أن كل محاولات إصلاح المسارات المتضررة خلال الأشهر الماضية فشلت، بسبب رفض الاحتلال الإسرائيلي السماح للطواقم الفنية بالوصول إلى المواقع المتضررة، واستمرار عرقلته لعمليات الإصلاح.وحذرت
وبحسب وسائل إعلام فلسطينية حذرت الهيئة من “تبعات إنسانية واجتماعية كارثية” لهذا الانقطاع، مطالبة المجتمع الدولي والمؤسسات المختصة بالتدخل العاجل لتمكين الفرق الفنية من استعادة خدمات الاتصال.
واعتبرت أن ما يجري هو جزء من سياسة ممنهجة تهدف لإطالة أمد العزلة المفروضة على أكثر من مليوني إنسان في القطاع.
وأكد الدفاع المدني في شمال غزة أنه يعاني من صعوبات بالغة في تحديد مواقع القصف بسبب تعذر التواصل مع السكان وانقطاع الإرسال، ما يعيق عمليات الإنقاذ بشكل كبير.
أرقام مفزعة من وزارة الصحة
في سياق متصل، أعلنت وزارة الصحة في غزة أن مستشفيات القطاع استقبلت خلال الـ24 ساعة الماضية 103 شهداء و427 مصابًا جراء الغارات الإسرائيلية الكثيفة. وقالت إن هذه الأرقام مرشحة للارتفاع، نظرًا لأن عشرات الجثث ما تزال تحت الأنقاض.
وبحسب الوزارة، فإن حصيلة العدوان الإسرائيلي المستمر منذ 7 أكتوبر 2023، بلغت حتى اليوم 55,207 شهداء و127,821 مصابًا. ومنذ تجدد العدوان في 18 مارس 2025، قُتل 4,924 شخصًا، وأُصيب 15,780 آخرون.
استهداف متعمد لمراكز المساعدات
ومن بين ضحايا اليوم، أشارت الوزارة إلى أن 21 شهيدًا و294 مصابًا سقطوا جراء استهداف مراكز توزيع المساعدات فقط. وقد ارتفع عدد من سقطوا أثناء محاولتهم الحصول على الغذاء إلى 245 شهيدًا و2,152 مصابًا، في ما بات يُعرف بـ”شهداء لقمة العيش”.
منظمات أممية أكدت أن تكرار استهداف مراكز توزيع المساعدات هو جزء من محاولة لتهجير السكان قسرًا، ضمن ما وصفته بـ”استراتيجية تطهير عرقي” واضحة المعالم.
عمليات تهجير جديدة في الشمال
في الوقت نفسه، دعا الجيش الإسرائيلي سكان أحياء الروضة والتفاح والبلدة القديمة شمال غزة إلى إخلاء فوري نحو غرب المدينة، محذرًا من أنه “يعمل بقوة شديدة” لتدمير البنية التحتية المسلحة في تلك المناطق.
وأكد البيان العسكري الإسرائيلي أن العودة إلى هذه المناطق تشكل خطرًا مباشرًا على حياة السكان، وهو ما اعتبره مراقبون مقدمة لتهجير قسري جديد ضمن سياسة الأرض المحروقة.
تواصل المجازر قرب المساعدات
وفي استمرار للمجازر قرب نقاط توزيع المساعدات، قُتل اليوم 13 فلسطينيًا وأُصيب أكثر من 200 قرب حاجز نتساريم وسط القطاع، حسب وكالة “وفا”. وكان 28 شخصًا قد قُتلوا أمس في ذات الموقع، ما يرفع حصيلة ضحايا هذه المواقع خلال أيام إلى العشرات.
كارثة إنسانية مفتوحة بعد قطع الاتصالات في غزة
مع استمرار القصف، وتدمير شبكات الاتصالات، وعرقلة وصول المساعدات، تدخل غزة مرحلة غير مسبوقة من الانهيار. وتؤكد الجهات الصحية والحقوقية أن الوضع الإنساني بلغ مستويات كارثية، وسط صمت دولي وغياب أي تدخل فعّال.
وتبقى غزة اليوم، أكثر من أي وقت مضى، بلا صوت ولا اتصال… تُقتل في صمت، بينما يُمنع حتى أن يُسمع صراخها.
اقرا أيضا
الكنيست يرفض حل نفسه.. هل تنجو حكومة نتنياهو من الانهيار؟