ايران تعلن استبدال الدفاعات الجوية بعد حربها مع إسرائيل.. هل عادت أقوى؟

أعلن محمود موسوي نائب قائد عمليات الجيش الإيراني، أن بلاده استكملت عملية استبدال الأنظمة الدفاعية الجوية التي تضررت بفعل الضربات الإسرائيلية الأخيرة، مؤكداً أنه تم كذلك تثبيت منظومات جديدة لتعزيز التغطية الجوية في المواقع الحيوية.
إيران تعيد نشر المنظومة الدفاعية
وقال عزّامي في تصريحات نقلتها وكالة “تسنيم” الإيرانية الرسمية، إن “الجيش انتهى من عمليات إعادة نشر الأنظمة الدفاعية في مختلف المناطق، وبعضها تم تحديثه بأجيال جديدة من منظوماتنا محلية الصنع”.
وأشار إلى أن منظومات مثل “15 خرداد” و”طبس” و”سيد الشهداء” كانت جزءًا من عمليات إعادة الانتشار الأخيرة.
تحديث دفاعي ورسائل ردع
وأوضح المسؤول العسكري الإيراني أن الأنظمة التي أُعيد تثبيتها تتمتع بقدرات محسنة في تعقب وتدمير الأهداف المعادية، بما يشمل الصواريخ الباليستية والطائرات المسيّرة الشبحية، في إشارة إلى الاستهداف الإسرائيلي الذي طال مواقع عسكرية في دمشق وريفها الشهر الماضي، وتسبّب في أضرار جزئية لبعض وحدات الدفاع الإيرانية.
وأكد أن الرد لم يكن فقط في إعادة المنظومات المتضررة إلى الخدمة، بل في رفع الجاهزية الدفاعية عبر تكنولوجيا أكثر تقدمًا، ضمن خطة وصفها بـ”إعادة التموضع الذكي” على مستوى الدفاع الجوي الإيراني.
قراءة في السياق الإقليمي
تأتي هذه التحركات في ظل تصاعد التوتر بين طهران وتل أبيب، وبعد سلسلة ضربات جوية اتهمت إيران إسرائيل بالوقوف وراءها، استهدفت قواعد ومستودعات أسلحة تابعة للحرس الثوري الإيراني والميليشيات المتحالفة معه في سوريا.
ويرى خبراء عسكريون أن الخطوة الإيرانية تمثّل ردًا غير مباشر على محاولات شل قدراتها الدفاعية، وتكشف عن استمرار طهران في الاستثمار في شبكات دفاعها الجوي محلية الصنع، خصوصًا في ظل القيود الدولية المفروضة على وارداتها من السلاح.
التهديدات مستمرة والرد جاهز
وفي ختام تصريحه، وجّه اللواء عزّامي تحذيرًا مبطّنًا قائلاً: “رسالتنا واضحة، أي محاولة لاختبار دفاعاتنا ستُقابل برد مزلزل”، مضيفًا أن القوات المسلحة في أعلى درجات التأهب.
أنظمة دفاعية محلية تتأهب للتصدي لاسرائيل
تُظهر إعادة نشر إيران لمنظوماتها الدفاعية، بما في ذلك أنظمة “15 خرداد” و”سيد الشهداء” أن طهران تعتمد على عقيدة دفاعية متعددة الطبقات، تدمج بين الأنظمة قصيرة ومتوسطة وبعيدة المدى.

وفقًا لمصادر من مركز الدراسات الاستراتيجية والدفاعية الإيراني (2025)، فإن إيران اعتمدت بشكل متزايد على المنظومات محلية الصنع بعد الحظر الدولي، مركزة على تحسين قدرات الرصد والتشويش، وتوسيع نطاق الاشتباك.
ويُعتقد أن أنظمة “15 خرداد” باتت قادرة على اكتشاف الأهداف من مسافة تصل إلى 150 كم، وضرب أهداف على ارتفاعات عالية ومتوسطة.
ووفق تقارير استخباراتية إسرائيلية (القناة 13 العبرية، يوليو 2025)، فإن إيران طورت مؤخرًا شبكات ربط إلكتروني بين منظوماتها، ما يزيد من فعاليتها في كشف الهجمات المباغتة وتنفيذ ردود دقيقة.
احتمالية اندلاع مواجهة عسكرية جديدة
في ضوء التصعيد المتبادل خلال الأشهر الماضية، تُطرح تساؤلات جدية في الأوساط الأمنية الدولية بشأن احتمالية اندلاع مواجهة عسكرية جديدة بين إيران وإسرائيل.
الاستعداد لضربة إسرائيلية قادمة
كما أن إعادة إيران لنشر منظوماتها الدفاعية لا تُعدّ فقط خطوة دفاعية، بل تُفسّر أيضًا على أنها تهيئة ميدانية لصدّ ضربات مستقبلية من إسرائيل.
وبحسب تقديرات معهد “INSS” الإسرائيلي للأمن القومي (تقرير يونيو 2025)، فإن “المواجهة الشاملة لا تزال مستبعدة لكنها مرشّحة للتصعيد المحدود عبر الضربات الجوية والصاروخية المتبادلة”.
المرحلة المقبلة قد تشهد صراع ظلّ أكثر خطورة، مع ارتفاع وتيرة العمليات السيبرانية، وزيادة تسليح إيران لحلفائها الإقليميين، مما يُبقي سيناريو التصعيد مطروحًا في أية لحظة.
اقرأ أيضاً.. تصنيف الجيوش الإسلامية على مستوى العالم في 2025.. ما ترتيب مصر والسعودية؟