بأعلى وتيرة في عامين.. البنوك السعودية تحقق أرباحًا قياسية

واصلت البنوك السعودية تسجيل مستويات قياسية من الربحية خلال الربع الرابع من العام الماضي، متجاوزة التوقعات ومحققة نموًا مستدامًا للعام الثاني على التوالي.

وبلغت الأرباح المجمعة للبنوك نحو 20.81 مليار ريال، مسجلة نموًا سنويًا بنسبة 19.8%، وهو أعلى معدل نمو في عامين.

وتصدر البنك العربي ومصرف الراجحي قائمة البنوك الأكثر نموًا في الأرباح خلال هذه الفترة.

أرباح البنوك السعودية تفوق تقديرات المحللين

وتفوقت الأرباح الفصلية للبنوك السعودية على متوسط توقعات المحللين التي جمعتها وكالة “بلومبرج” بنسبة 7%، مدعومة بزيادة الدخل من عمليات التمويل وتراجع المخصصات، رغم انخفاض الهوامش.

كما ساهم هذا الأداء القوي في دفع الأرباح السنوية للبنوك إلى مستويات تاريخية، حيث بلغت أرباح العام الماضي 79.6 مليار ريال، بزيادة سنوية قدرها 13.8%، متجاوزة معدل النمو المسجل في العام الذي سبقه.

اقرأ أيضًا: فيتش ترفع توقعاتها.. سوق الدين السعودي يتخطى 500 مليار دولار بنهاية 2025

البنك العربي يسجل أعلى معدل نمو

وحقق البنك العربي أعلى معدل نمو في الأرباح بين البنوك السعودية خلال الربع الرابع، بزيادة سنوية بلغت 33.5%، وهي أعلى نسبة مسجلة خلال آخر ستة فصول، ليصل صافي أرباحه إلى 1.26 مليار ريال.

ويعود هذا النمو بشكل رئيسي إلى ارتفاع صافي محفظة القروض، مما أسهم في زيادة فوائد التمويل.

وحل مصرف الراجحي في المرتبة الثانية بمعدل نمو بلغ 32.2%، يليه بنك البلاد بنسبة 30.2%، حيث تفوقت هذه البنوك في معدلات النمو على متوسط القطاع خلال الفترة نفسها.

على الجانب الآخر، سجل بنك الجزيرة أدنى معدل نمو سنوي بلغ 0.4%، وهو أدنى مستوى له خلال سبعة فصول، متأثرًا بتباطؤ إيرادات الفوائد وتراجع هوامش الفائدة.

كما سجل البنك الأهلي نموًا بنسبة 12%، ليكون ضمن قائمة البنوك الأقل نموًا.

بنوك السعودية
بنوك السعودية

تراجع هوامش التمويل بالبنوك السعودية

واختتمت البنوك السعودية العام الماضي بانخفاض في هامش التمويل بنحو 4.5 نقطة مئوية ليصل إلى 54%، ويعود ذلك إلى ارتفاع تكلفة الأموال على الودائع، إلى جانب المنافسة القوية على إقراض الأفراد والشركات بفوائد تنافسية.

وكان البنك السعودي الفرنسي الأكثر تأثرًا، حيث تراجع هامش الفائدة لديه إلى 46% مقارنة بـ 57.6% في عام 2023، نتيجة ارتفاع مصاريف الفوائد.

وعلى الرغم من نمو دخل التمويل بنسبة 21% خلال العام، إلا أن صافي دخل التمويل انخفض بنسبة 4%.

وفي المقابل، كان مصرف الراجحي الأقل تأثرًا بارتفاع تكاليف التمويل، حيث انخفض هامش الفائدة لديه بمقدار 1.7 نقطة مئوية فقط، ليصل إلى 56%، مستفيدًا من امتلاكه نسبة كبيرة من الودائع تحت الطلب، التي لا تقدم فوائد للعملاء.

تغير استراتيجيات البنوك السعودية

وشهدت البنوك السعودية أداءً ضعيفًا في نمو الودائع خلال الربع الرابع، حيث تراجعت الإيداعات بنسبة 1.3% مقارنة بالربع السابق، رغم تسجيل نمو سنوي بلغ 8.4%.

كما تصدر بنك الجزيرة قائمة البنوك الأعلى نموًا في الودائع خلال الربع الرابع، بزيادة نسبتها 4.7%، يليه بنك الرياض.

وفي السنوات الماضية، كانت البنوك تعتمد على تقديم قروض بفوائد تنافسية لجذب الودائع، مما يحفز العملاء على البقاء لفترة أطول، إلا أن تغير الظروف الاقتصادية وارتفاع أسعار الفائدة دفع البنوك إلى تبني استراتيجيات جديدة، تركز على تقديم منتجات ادخارية جذابة لاستقطاب العملاء.

وفي المقابل، سجل البنك الأهلي أكبر انخفاض في الودائع على أساس ربع سنوي، بتراجع بلغ 8.6%، كما انخفضت ودائعه خلال العام الماضي بنسبة 1.7%، ليكون البنك الوحيد الذي سجل تراجعًا في الودائع على مدار العام.

اقرأ أيضًا: يصل لـ44 مليار دولار 2030.. سوق التجارة الإلكترونية في السعودية ينمو 4 أضعاف

استمرار النمو وسط تحديات السوق

وعلى الرغم من الأداء القوي الذي سجلته البنوك السعودية خلال العام الماضي، فإن القطاع المصرفي يواجه تحديات مستمرة، أبرزها ارتفاع تكاليف التمويل والمنافسة القوية على القروض والودائع.

ومن المتوقع أن تواصل البنوك البحث عن استراتيجيات جديدة لتعزيز الربحية، مثل توسيع نطاق الخدمات الرقمية وزيادة الاستثمارات في التقنيات المالية.

وبينما تبقى التوقعات إيجابية للقطاع المصرفي السعودي، فإن استمرارية النمو ستعتمد على قدرة البنوك على التكيف مع التغيرات الاقتصادية والتنافسية، وتحقيق توازن بين تقديم أسعار فائدة جذابة والحفاظ على مستويات ربحية مستدامة.

زر الذهاب إلى الأعلى