باراك في دمشق لأول مرة وحكومة سوريا تنتظر إعلانا تاريخيا من ترامب| ما القصة ؟

في أول زيارة رسمية من نوعها منذ أكثر من عقد، استقبل رئيس سوريا الإنتقالي، أحمد الشرع، اليوم الخميس، مبعوث أمريكا الخاص إلى سوريا، توماس باراك، في قصر الشعب بالعاصمة دمشق.
وتأتي الزيارة بعد أسابيع من رفع العقوبات الأميركية عن سوريا، وإعلان تشكيل الحكومة السورية الجديدة.
أمريكا تعتزم إزالة اسم سوريا من قائمة الدول الراعية للإرهاب
وخلال لقاءاته الرسمية في دمشق، أعلن باراك أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يعتزم “قريبًا” إزالة اسم سوريا من قائمة الدول الراعية للإرهاب، مؤكدًا أن “الهدف الأساسي للإدارة الأمريكية هو تمكين الحكومة الحالية في دمشق ودعم خطواتها في استعادة الاستقرار السياسي والأمني”.
وقال باراك، عقب اجتماعه مع وزير الخارجية السوري أسعد الشيباني، إن الجيش الأميركي “أنجز 99% من مهمته ضد تنظيم داعش في سوريا ببراعة”، مشيرًا إلى أن الكونغرس الأميركي يواصل دعم خطوات إدارة ترامب في هذا الاتجاه، وفق ما نقلته وكالة “رويترز”.
افتتاح مقر سفير أمريكا في قلب سوريا
وفي مشهد غير مسبوق منذ العام 2012، رفرف العلم الأمريكي مجددًا فوق مقر إقامة السفير الأمريكي في حي أبو رمانة بدمشق، بعد أن تم افتتاح المقر رسميًا بحضور وزير الخارجية السوري أسعد الشيباني والمبعوث الأميركي توماس باراك، وسط إجراءات أمنية مشددة.
وأوردت وكالة الأنباء السورية “سانا” أن الخطوة “تشكل مؤشرًا عمليًا على فتح صفحة جديدة في العلاقات السورية – الأميركية”، في حين أكدت قناة “الإخبارية” أن حفل الافتتاح شهد حضورًا دبلوماسيًا وإعلاميًا لافتًا.
السلام بين سوريا وإسرائيل برعاية أمريكا
وفي تصريح لافت أدلى به باراك خلال زيارته، أشار إلى أن ملف العلاقات السورية – الإسرائيلية “قابل للحل”، مشددًا على أن “الحل يبدأ بالحوار”، داعيًا إلى “اتفاق عدم اعتداء” كبداية لتطبيع العلاقات بين دمشق وتل أبيب، البلدين اللذين لا يزالان من الناحية الرسمية في حالة حرب.
وأضاف في مقابلة بثتها قناة “العربية” السعودية من دمشق: “مشكلة إسرائيل وسوريا قابلة للحل وتبدأ بالحوار”، مشيرًا إلى أن الإدارة الأميركية تسعى لدمج هذا المسار ضمن استراتيجيتها الإقليمية الجديدة الرامية إلى تحقيق السلام في الشرق الأوسط.
لقاء ثلاثي في قصر الشعب
وأفادت الرئاسة السورية، عبر حسابها الرسمي على منصة “إكس”، أن اللقاء الذي جمع الرئيس أحمد الشرع بالمبعوث الأميركي باراك، شارك فيه أيضًا وزير الخارجية أسعد الشيباني، ووزير الدفاع مرهف أبو قصرة، ورئيس جهاز الاستخبارات العامة حسين سلامة.
ويُعد هذا اللقاء تتويجًا لمرحلة متسارعة من التحولات في العلاقات بين دمشق وواشنطن، بعد نحو 13 عامًا من القطيعة، بدأت بإغلاق السفارة الأميركية في سوريا عام 2012، على خلفية اندلاع النزاع المسلح.
تعيين باراك مبعوثًا أمريكيا إلى سوريا
وكان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قد عيّن توماس باراك، الذي يشغل أيضًا منصب السفير الأميركي لدى أنقرة، مبعوثًا خاصًا إلى سوريا في 23 مايو الجاري.
وفي منشور رسمي نشرته وزارة الخارجية الأمريكية على منصة “إكس”، قال ترامب:”يدرك توم أن ثمة إمكانات كبيرة للعمل مع سوريا على وقف التطرف، وتحسين العلاقات، وتحقيق السلام في الشرق الأوسط”، مضيفًا: “معًا سنجعل الولايات المتحدة والعالم آمنين من جديد”.
ويُعرف عن باراك دعمه لتوجهات إدارة ترامب فيما يتعلق بإعادة صياغة العلاقات الأميركية في الشرق الأوسط، وهو من الشخصيات المقربة من الدوائر الأمنية والدبلوماسية في واشنطن.
لقاء سابق في إسطنبول مهد لزيارة دمشق
وسبق زيارة باراك إلى دمشق لقاء جمعه بالرئيس السوري أحمد الشرع ووزير خارجيته أسعد الشيباني في مدينة إسطنبول، نهاية الأسبوع الماضي، على هامش زيارة رسمية تركية.
وذكرت الرئاسة السورية أن ذلك اللقاء “جاء في إطار جهود الحكومة السورية الجديدة لإعادة بناء العلاقات الاستراتيجية مع واشنطن”.
هل بدأت مرحلة ما بعد الأسد في سوريا ؟
ويبدو أن ملف ما بعد الأسد يتسارع بوتيرة لافتة، فبعد أشهر من التواصل المحدود مع الحكومة السورية الجديدة، بدأت إدارة ترامب بتكثيف خطواتها في دعم النظام السياسي الجديد بقيادة أحمد الشرع.
وظهر ذلك جليًا في لقاء الرياض الذي جمع ترامب والشرع في منتصف مايو، وما تبعه من قرارات سريعة تشمل تخفيف العقوبات، وتعيين باراك مبعوثًا خاصًا، وفتح دار سكن السفير الأميركي في دمشق.
اقرا أيضا
حبل مشنقة تحت قبة البرلمان التركي.. ما علاقة حزب العمال الكردستاني؟