أكبر شركة شوكولاتة في العالم تنشئ مصنعا في مصر بقيمة 30 مليون دولار
أعلنت باري كاليبو أحد أكبر مصنعي الشكولاتة والسكاكر حول العالم عن نيتها لإقامة أول مصنع لها في مصر باستثمارات 30 مليون دولار
باري كاليبو, (القاهرة) – تستعد شركة باري كاليبو السويسرية، أكبر شركة مصنعة للشوكولاتة الصناعية في العالم، لبناء مصنع بقيمة 30 مليون دولار في مصر، وفقا لما نشره موقع أربيان جلف بيزنس انسيت.
وفقا لتقرير خاص عن مصر، تستحوذ الشركة، التي تمتلك حصة سوقية تبلغ 40% في إنتاج الشوكولاتة وتعالج حوالي 20% من حبوب الكاكاو في العالم، على خطوة استراتيجية على الرغم من التحديات الاقتصادية المستمرة في مصر
أعلن عن هذا التطور فامسي موهان ثاتي، الرئيس الإقليمي للشركة في آسيا وأفريقيا والشرق الأوسط، خلال زيارة استضافتها الهيئة العامة للاستثمار والمناطق الحرة في مصر.
شركة رائدة عالميًا في إنتاج الشوكولاتة
لا جدال في هيمنة باري كاليبو على صناعة الشوكولاتة العالمية. مع 66 مصنعًا حول العالم وأكثر من 13000 موظف، وضعت الشركة نفسها بقوة كأكبر منتج للشوكولاتة الصناعية في العالم. يضيف قرارها بالاستثمار في مصر سوقًا مهمًا لعملياتها العالمية، والتي تمتد بالفعل عبر آسيا وأفريقيا والشرق الأوسط.
يعد إعلان موهان تاتي شهادة على التزام الشركة بتوسيع حضورها في أفريقيا، التي أصبحت بشكل متزايد لاعباً رئيسياً في صناعة تصنيع وتجهيز الأغذية العالمية. أعرب تاتي عن تفاؤله بشأن السوق المصرية، مؤكداً على أهمية هذا المشروع الذي تبلغ تكلفته 30 مليون دولار لكل من الشركة والاقتصاد المصري.
السياق الاقتصادي: اقتصاد مصر يُعاني
يأتي استثمار باري كاليبو في وقت حرج بالنسبة لمصر. كان اقتصاد البلاد يعاني من التضخم وظروف العمل البطيئة. وبحسب مؤشر مديري المشتريات العالمي لمصر التابع لشركة ستاندرد آند بورز، تراجعت ظروف العمل في القطاع الخاص غير النفطي في مصر في سبتمبر 2024. وجاء هذا التراجع بعد فترة وجيزة من التفاؤل في أغسطس، عندما أظهر النشاط التجاري علامات التوسع لأول مرة منذ ثلاث سنوات.
وسجل مؤشر مديري المشتريات لشهر سبتمبر 48.8، وهو ما يمثل انخفاضًا دون علامة 50 نقطة المحايدة، والتي تفصل التوسع عن الانكماش. ويعكس هذا الرقم انخفاضًا متجددًا في الإنتاج والطلبات الجديدة، المنسوبة إلى ضغوط الأسعار المتزايدة التي خنقت المبيعات وأبطأت النشاط التجاري الإجمالي.
وقد أدى معدل التضخم في مصر إلى تفاقم هذه التحديات. ففي أغسطس 2024، بلغ معدل التضخم السنوي في البلاد 25.6 في المائة، بزيادة طفيفة عن 25.2 في المائة في يوليو. وقد أثرت هذه الضغوط التضخمية المستمرة على القطاع الخاص غير النفطي بشدة، مما جعل قرار باري كاليبو بالاستثمار في البلاد جريئًا ومحفوفًا بالمخاطر.
التأثير المحتمل: تعزيز لقطاع التصنيع في مصر
على الرغم من التحديات الاقتصادية التي تواجهها مصر، من المرجح أن يكون استثمار باري كاليبو البالغ 30 مليون دولار بمثابة نعمة للاقتصاد المصري. لن يعمل مصنع تصنيع الشوكولاتة على خلق فرص العمل فحسب، بل سيجلب أيضًا خبرة تكنولوجية جديدة لقطاع تصنيع الأغذية المحلي. بالإضافة إلى ذلك، فإن وجود لاعب عالمي مثل باري كاليبو يمكن أن يجذب المزيد من الاستثمارات الأجنبية إلى مصر، وخاصة في قطاعي التصنيع وتجهيز الأغذية.
من المتوقع أن يخلق هذا المصنع فرصًا كبيرة في بلد حريص على جذب الاستثمار الأجنبي المباشر لتحفيز النمو. تعمل الهيئة العامة للاستثمار والمناطق الحرة في مصر بنشاط على الترويج للبلاد كوجهة للشركات العالمية التي تتطلع إلى التوسع في السوق الأفريقية. إن استثمار باري كاليبو هو تصويت بالثقة في هذه الجهود ويمكن أن يمهد الطريق لمزيد من الشركات العالمية لتحذو حذوها.
التحديات المقبلة: التعامل مع المشهد الاقتصادي في مصر
في حين أن الفوائد المحتملة لاستثمار باري كاليبو واضحة، فسوف تحتاج الشركة إلى التعامل مع البيئة الاقتصادية الصعبة في مصر بعناية. إن ارتفاع التضخم، وتراجع النشاط التجاري، ومشاكل سلسلة التوريد المستمرة تشكل عقبات كبيرة. ومع ذلك، فإن خبرة باري كاليبو وخبرتها العالمية الواسعة يمكن أن توفر للشركة المرونة اللازمة للنجاح في مصر.
ويشير الخبراء إلى أن استثمار الشركة يمكن أن يساعد في التخفيف من بعض الآثار السلبية للركود الاقتصادي الحالي. ومن خلال إنشاء منشأة إنتاج محلية، قد تتمكن باري كاليبو أيضًا من خفض التكاليف التشغيلية وتحسين كفاءة سلسلة التوريد، وخاصة في مواجهة الاضطرابات في سلسلة التوريد العالمية الناجمة عن التضخم وعوامل الاقتصاد الكلي الأخرى.
الخلاصة: استثمار استراتيجي في الوقت المناسب
إن قرار باري كاليبو بإنشاء مصنع بقيمة 30 مليون دولار في مصر هو خطوة استراتيجية ورهان جريء على الإمكانات الاقتصادية للبلاد على المدى الطويل. وعلى الرغم من التحديات الاقتصادية الحالية، فإن وجود الشركة في مصر يمكن أن يوفر دفعة ضرورية للغاية لقطاع التصنيع في البلاد، وخلق فرص العمل، وجذب المزيد من الاستثمارات الأجنبية.