باستثمارات 27.7 مليون دولار.. سيرا كير تطلق أول مشروع للاقتصاد الرعائي في مصر
أعلنت شركة “سيرا للتعليم” عن إطلاق استثمار جديد في مجال الاقتصاد الرعائي تحت اسم “سيرا كير”، بتكلفة تصل إلى 1.4 مليار جنيه (27.7 مليون دولار)، يُتوقع ضخها على مدار عامين.
تهدف المبادرة إلى تغطية خمس دول رئيسية تشمل السعودية والإمارات وكندا وألمانيا وأمريكا؛ حيث يعتمد الاقتصاد الرعائي على أربعة قطاعات رئيسية: رعاية الطفولة المبكرة، رعاية كبار السن، رعاية الأشخاص ذوي الإعاقة، والعمل المنزلي، إلى جانب خدمات التعليم والصحة.
الطلب العالمي على قطاع الرعاية في المستقبل
بحلول عام 2030، يُتوقع أن يتجاوز عدد الأشخاص الذين يحتاجون إلى خدمات رعاية 2.3 مليار شخص حول العالم، ما يتسبب في عجز يصل إلى نحو 10 ملايين عامل في هذا القطاع، وفي ضوء هذه الإحصائيات، تسعى شركة “سيرا” إلى سد هذا العجز من خلال توفير حلول تعليمية وتدريبية مبتكرة للكوادر البشرية، بالتعاون مع الحكومة المصرية، ومؤسسات تعليمية دولية ومحلية.
أوضحت سارة القلا، الرئيسة التنفيذية لشركة “سيرا للتكنولوجيا”، ونائبة الرئيس التنفيذي لشركة “سيرا للتعليم”، أن المبادرة تستهدف توفير فرص عمل للنساء والشباب في مصر، إضافة إلى تصدير العمالة المدربة إلى الخارج.
وأشارت إلى أنَّ المناهج والبرامج التدريبية جاهزة للبدء في فبراير 2025، مع التركيز على تلبية احتياجات السوق المصرية والسعودية والألمانية.
يُعتبر قطاع الرعاية من أكبر القطاعات على مستوى العالم، حيث يوفر نحو 381 مليون وظيفة، بما يمثل 11.5% من إجمالي العمالة العالمية، ويحقق القطاع عائدات مالية تصل إلى 11.5 تريليون دولار سنويًا، ورغم هذه الأرقام العالمية الضخمة، لم تُصدر بعد أرقام رسمية توضح حجم القطاع في مصر أو المنطقة.
اقرأ أيضًا:
لتوطين صناعة الأجهزة التشخيصية| إنشاء مصنع لشركة فيليبس لإنتاج أجهزة الأشعة المتقدمة
مذكرات تفاهم وتعاون دولي
في خطوة مهمة، شهد حفل إطلاق مبادرة “سيرا كير” توقيع 13 مذكرة تفاهم مع مؤسسات تعليمية عالمية، ومقدمي تدريب مهني، ومنظمات دولية، وذلك بهدف تعزيز التدريب المتخصص في مجال الاقتصاد الرعائي.
تأسست شركة “سيرا للتعليم” في عام 1992، وهي تعد من أكبر الشركات الخاصة في قطاع التعليم بمصر، حيث تدير أكثر من 30 مدرسة، و3 جامعات، و9 مراكز للتعليم ما قبل المدرسي، بالإضافة إلى ذلك، أعلنت شركة “سوشيال إمباكت كابيتال”، المساهم الرئيسي في شركة “سيرا”، عن توقيع اتفاقية مع “صندوق الاستثمارات العامة” السعودي للاستحواذ على أسهم شركة “سيرا” بهدف تعزيز استثماراتها وتحقيق النمو في المستقبل.
فرص استثمارية جديدة
فيما يتعلق بفرص الاستثمار، صرح محمد القلا، الرئيس التنفيذي لشركة “سيرا للتعليم”، أن شركته تعمل على دراسة فرص في قطاعي التعليم الجامعي وقبل الجامعي بالتعاون مع صندوق مصر السيادي، مع السعي لتوسيع الاستثمارات المستقبلية في السوقين الإقليميين.
دور الرعاية في التنمية الاقتصادية
من جانبه، أكد وزير الاستثمار والتجارة الخارجية، حسن الخطيب، أن استثمار مصر في رأس المال البشري يشكل أساسًا لتحقيق التنمية الاقتصادية والاجتماعية، مشيرًا إلى أن القوى العاملة في مصر، التي تضم نحو 31 مليون شخص، تمثل ثروة بشرية هائلة، مما يجعل مصر سوقًا مثالية للمستثمرين الباحثين عن إنتاجية عالية بتكلفة منخفضة.
وأضاف الخطيب أن تصدير العمالة المصرية المدربة إلى الخارج يشكل مصدرًا هامًا للدخل ويعزز مكانة مصر على الخريطة الاقتصادية العالمية، خاصة في دول الخليج العربي حيث يوجد أكثر من 5 ملايين مصري يعملون في مختلف القطاعات.
تسعى مبادرة “سيرا كير” إلى أن تكون الرائدة في مصر والشرق الأوسط في مجال الاقتصاد الرعائي، مع الاستثمار في تدريب الكوادر البشرية وتصديرها إلى أسواق جديدة، ما يعزز مكانة مصر الاقتصادية ويوفر فرصًا مهنية جديدة.