باستثمارات 366 مليون ريال.. فوز 3 شركات أجنبية برخص للتنقيب عن المعادن بالسعودية

منحت السعودية، ممثلة بوزارة الصناعة والثروة المعدنية، رخص استكشاف المعادن الأساسية والثمينة لعدة شركات دولية ومحلية، في خطوة هي الأولى من نوعها لاستكشاف “أحزمة متمعدنة” في البلاد.
وجاءت هذه التراخيص في موقعين رئيسيين غرب وجنوب المملكة، ضمن استراتيجية الدولة لتعزيز قطاع التعدين كأحد الركائز الاقتصادية غير النفطية، تماشياً مع “رؤية 2030”.
وتضمنت قائمة الشركات الفائزة شركات من أستراليا، الصين، والهند، إلى جانب شركات سعودية، في إطار منافسة قوية شهدت مشاركة 14 عرضاً من تحالفات محلية وعالمية.
الشركات الفائزة والتراخيص الممنوحة
موقع الحجار الجنوبي: فازت شركة “عجلان نورين وإخوانه للتعدين” السعودية برخصة الاستكشاف في هذا الموقع.
موقع الحجار الشمالي: حصل تحالف يضم شركتي “أرتار” و”الذهب والمعادن المحدودة” السعوديتين، إلى جانب شركة “جاكاراندا” الأسترالية المملوكة بالكامل لشركة “هانكوك بروسبيكتنغ”، على رخصة الاستكشاف.
حزام جبل صائد: مُنحت شركة “فيدانتا ليمتد” الهندية، إحدى أكبر شركات التعدين في العالم، رخصة استكشاف لهذا الحزام الغني بالمعادن.
رخصة الكشف الثانية في حزام جبل صائد: فاز بها تحالف يضم “شركة عجلان وإخوانه” وشركة “زيجين ما ينينج” الصينية، التي تُعد واحدة من أكبر خمس شركات تعدين في العالم.
استثمارات بمئات الملايين في الاستكشاف والتطوير
تمتد الرخص الممنوحة على مساحة 4,788 كيلومتراً مربعاً، ضمن خطة الوزارة لتسريع عمليات الاستكشاف والاستغلال الأمثل للموارد المعدنية في المملكة، والتي تقدر قيمتها بحوالي 9.3 تريليونات ريال.
ومن المتوقع أن تستثمر الشركات الفائزة أكثر من 366 مليون ريال خلال السنوات الثلاث المقبلة في أعمال الاستكشاف، بالإضافة إلى التزامها بإنفاق 22 مليون ريال على مشاريع تنموية في المجتمعات القريبة من مواقع التعدين، بهدف تحسين الخدمات وخلق فرص عمل لأبناء تلك المناطق.
اقرأ أيضا: بي بي وأدنوك تتفقان على تأسيس مشروع مشترك للتنقيب عن الغاز الطبيعي في مصر
معايير الاختيار وعملية التقييم
جاءت هذه التراخيص بعد عملية تقييم صارمة، حيث تلقت الوزارة 14 عرضاً من شركات مؤهلة مسبقاً، خضعت لمعايير دقيقة تضمنت:
*الخبرات الفنية في قطاع التعدين.
*برامج العمل المقدمة للاستكشاف والتطوير.
*الالتزامات الاجتماعية والبيئية لضمان تحقيق التنمية المستدامة.
التعدين.. ركيزة اقتصادية جديدة
يُعتبر قطاع التعدين أحد المحركات الأساسية للنمو الاقتصادي غير النفطي في السعودية، حيث شهد نمواً ملحوظاً خلال السنوات الأخيرة، وتسعى المملكة إلى تعزيز هذا القطاع ليصبح أحد أهم مصادر الدخل القومي، بعيداً عن الاعتماد على النفط.
في بداية العام الجاري، رفعت السعودية تقديراتها للثروات المعدنية غير المستغلة من 1.3 تريليون دولار إلى 2.5 تريليون دولار (حوالي 9.4 تريليونات ريال)، مما يعكس الإمكانات الضخمة لهذا القطاع.
وأكد وزير الصناعة والثروة المعدنية، بندر الخريف، خلال مؤتمر التعدين الدولي الثالث في الرياض، أن هذه التقديرات الجديدة تفتح آفاقاً واسعة أمام المستثمرين المحليين والدوليين، وتوفر فرصاً استثمارية ضخمة في قطاع التعدين السعودي.
آفاق واعدة ومستقبل مشرق
مع تزايد الاهتمام العالمي بالمعادن الاستراتيجية، وتنامي الطلب على الموارد المعدنية المستخدمة في الصناعات الحديثة مثل الطاقة المتجددة والتقنيات المتقدمة، بات قطاع التعدين السعودي في موقع استراتيجي للاستفادة من هذه التحولات العالمية.
وتواصل المملكة تنفيذ إصلاحات تشريعية واستثمارية لتعزيز جاذبية القطاع، بما في ذلك تسهيل إجراءات التراخيص، وتحفيز الشركات العالمية على الاستثمار في مشاريع الاستكشاف والإنتاج.
تعكس هذه الرخص الجديدة التزام السعودية بتطوير قطاع التعدين ليكون أحد أعمدة اقتصادها المستقبلي، مستفيدة من مواردها الطبيعية الهائلة، وشراكاتها مع كبرى الشركات العالمية. ومع ضخ استثمارات جديدة في الاستكشاف والبنية التحتية، يبدو أن التعدين السعودي مقبل على مرحلة جديدة من النمو والازدهار.