باكستان تهاجم الهند بعد اجتماع ترامب ومودي.. خطط لمبيعات عسكرية أمريكية

القاهرة (خاص عن مصر)- نشرت باكستان بيانًا تهاجم فيه الهند بشدة، عقب البيان المشتَرك الذي أصدرته الولايات المتحدة والهند في أعقاب اجتماع رفيع المستوى بين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ورئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي في البيت الأبيض.
انتقدت إسلام آباد البيان، ووصفته بأنه “منحاز” و”مضلل”، بحجة أنه يستهدف باكستان بشكل غير عادل بينما يتجاهل دور الهند في عدم الاستقرار الإقليمي.
وفقًا لتقرير صحيفة أرب نيوز الباكستانية، ركز اجتماع ترامب ومودي، الذي عقد يوم الخميس، على تعزيز التعاون الدفاعي والتجاري والطاقة بين البلدين. ومع ذلك، اشتعلت التوترات عندما دعا الزعيمان باكستان إلى ضمان عدم استخدام أراضيها كقاعدة لهجمات المتشددين وتقديم المسؤولين عن الحوادث الإرهابية السابقة، بما في ذلك هجمات مومباي عام 2008 وهجوم باثانكوت عام 2016 إلى العدالة.
قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الباكستانية، شفقت علي خان، خلال مؤتمر صحفي يوم الجمعة: “نعتبر الإشارة الخاصة بباكستان في البيان المشترك الهندي الأمريكي الصادر في 13 فبراير 2025، منحازة ومضللة ومخالفة للمعايير الدبلوماسية”. “لقد فوجئنا بإدراج الإشارة على الرغم من تعاون باكستان في مكافحة الإرهاب مع الولايات المتحدة”.
النزاعات التاريخية والاتهامات عبر الحدود
كانت العلاقة بين الهند وباكستان محفوفة بالصراع منذ استقلالهما عن الحكم البريطاني في عام 1947. خاضت الدولتان ثلاث حروب، اثنتان منها بسبب منطقة كشمير المتنازع عليها في جبال الهيمالايا. لطالما اتهمت نيودلهي إسلام أباد بإيواء ودعم الجماعات المسلحة المسؤولة عن الهجمات داخل الهند، وهي التهمة التي تنفيها باكستان بشدة، مؤكدة أنها تقدم فقط الدعم المعنوي والدبلوماسي للجماعات الكشميرية التي تدعو إلى تقرير المصير.
وفي إعلانهما المشترك، كررت الولايات المتحدة والهند مطالبتهما لباكستان باتخاذ إجراءات حاسمة ضد شبكات الإرهاب العاملة داخل حدودها. وجاء في البيان: “دعا الزعيمان باكستان أيضًا إلى تقديم مرتكبي هجمات 26/11 في مومباي وباثانكوت إلى العدالة على وجه السرعة وضمان عدم استخدام أراضيها لتنفيذ هجمات إرهابية عبر الحدود”.
لكن باكستان رفضت هذه المزاعم، وردت وزارة خارجيتها بأن الهند نفسها “ملاذ آمن لمرتكبي جرائم الكراهية ضد المسلمين والأقليات الأخرى”. واستمر البيان في اتهام نيودلهي “برعاية الإرهاب والتخريب والاغتيالات خارج نطاق القضاء” في المنطقة.
اقرأ أيضًا: ترامب يطرح اتفاقا مع روسيا والصين لخفض الإنفاق الدفاعي إلى النصف
مخاوف بشأن صفقات الأسلحة والاستقرار الإقليمي
إضافة إلى مخاوف إسلام أباد، أعلن ترامب عن خطط لزيادة المبيعات العسكرية الأمريكية للهند بدءًا من عام 2025، بما في ذلك صفقة مستقبلية لتزويد نيودلهي بطائرات مقاتلة متطورة من طراز F-35.
أعربت باكستان عن قلقها إزاء التعاون العسكري المتنامي بين الهند والولايات المتحدة، محذرة من أن نقل الأسلحة المتطورة قد يزعزع استقرار جنوب آسيا. وقال خان: “إن مثل هذه الخطوات تزيد من اختلال التوازن العسكري في المنطقة وتقوض الاستقرار الاستراتيجي. وتظل غير مفيدة في تحقيق هدف السلام الدائم في جنوب آسيا”.
ومن المتوقع أن تنفق الهند، التي اشترت بالفعل أكثر من 20 مليار دولار من المنتجات الدفاعية الأمريكية منذ عام 2008، أكثر من 200 مليار دولار في العقد المقبل لتحديث جيشها، وفقًا لخدمة أبحاث الكونجرس الأمريكي. وفي صفقة حديثة، وافقت الهند على شراء 31 طائرة بدون طيار من طراز MQ-9B SeaGuardian و SkyGuardian، بعد سنوات من المداولات.
باكستان تحث على اتباع نهج متوازن
حثت باكستان المجتمع الدولي على تبني موقف أكثر حيادية بشأن الشؤون الأمنية في جنوب آسيا وتجنب دعم المواقف التي تعتبرها “منفصلة عن الحقائق على الأرض”.
وتواصل إسلام أباد الدعوة إلى المشاركة الدبلوماسية لمعالجة التوترات الإقليمية، بدلاً من الاتهامات الأحادية الجانب التي تزعم أنها لا تخدم إلا تعميق الأعمال العدائية.
وأكد خان “إننا نحث شركاءنا الدوليين على تبني وجهة نظر شاملة وموضوعية بشأن قضايا السلام والأمن في جنوب آسيا والامتناع عن تبني مواقف أحادية الجانب”.
مع تزايد قوة العلاقات بين الولايات المتحدة والهند، تجد باكستان نفسها تحت ضغط دبلوماسي متزايد، وتتنقل في مشهد جيوسياسي معقَّد حيث تستمر التحالفات الاستراتيجية والصراعات الإقليمية في تشكيل الخطاب الدولي.