اقتصاد

الاستثمار في آلة الزمن .. البورصة المصرية تحقق مكاسب 340% ورأسمالها يزيد 900 مليار جنيه

البورصة المصرية .. تخيل لو كان بإمكانك الاستثمار في آلة الزمن والعودة إلى عام 2015، حيث كانت البورصة المصرية في مستوياتها الأدنى، الآن، بعد تسع سنوات، تجد أن استثمارك قد نما بنسبة 340%، هذا هو الواقع الذي عاشه المستثمرون في البورصة المصرية، حيث شهدت السوق قفزة هائلة في مؤشرها الرئيسي (EGX 30) وزيادة كبيرة في رأس المال السوقي.

هذه القفزة لم تأتِ من فراغ، بل كانت نتيجة لعدة عوامل منها الإصلاحات الاقتصادية والسياسات الحكومية التي عززت مناخ الاستثمار، بالإضافة إلى الأداء القوي للشركات الكبرى مثل البنك التجاري الدولي والشركة المصرية للاتصالات. في المقابل، واجهت بعض الشركات تحديات كبيرة أثرت على أدائها.

البورصة المصرية قصة نجاح مذهلة مليئة بالمفاجآت، خلال السنوات التسع الماضية نستعرضها في التقرير التالي:

مؤشر البورصة المصرية يقفز 340%

شهدت البورصة المصرية تطورًا إيجابيًا ملحوظًا خلال السنوات التسع الماضية، حيث ارتفع مؤشرها الرئيسي (EGX 30) بشكل كبير، مما يعكس تحسن الأداء الاقتصادي وزيادة ثقة المستثمرين.

فمنذ عام 2015 وحتى يونيو 2024، حققت البورصة مكاسب كبيرة في رأس المال السوقي وقيمة التداول، مما جعلها واحدة من أبرز الأسواق المالية في المنطقة، مع استمرار هذا الزخم الإيجابي، يتوقع الخبراء أن تظل البورصة المصرية الحصان الرابح في الاقتصاد المصري خلال الفترة المقبلة، مدعومة بالإصلاحات الاقتصادية والسياسات الحكومية التي تهدف إلى تعزيز الاستثمار وجذب المزيد من رؤوس الأموال الأجنبية والمحلية.

اقرأ أيضا.. مصر تستهدف تحقيق مليون طن فائض في السكر الأبيض بحلول 2026

مكاسب مؤشر البورصة المصرية الرئيسي (EGX 30)

شهد مؤشر البورصة المصرية الرئيسي (EGX 30) نموًا ملحوظًا خلال الفترة من 2015 وحتى يونيو 2024. في عام 2015، كان المؤشر عند مستوى 7,000 نقطة تقريبًا، وبحلول يونيو 2024، ارتفع المؤشر إلى حوالي 31,018 نقطة، مما يعكس زيادة كبيرة في القيمة بنسبة تزيد عن 340% خلال هذه الفترة.

رأس المال السوقي يزيد 900 مليار جنيه

رأس المال السوقي للبورصة المصرية شهد أيضًا نموًا ملحوظًا، ففي عام 2015، كان رأس المال السوقي حوالي 500 مليار جنيه مصري وبحلول يونيو 2024، ارتفع رأس المال السوقي إلى حوالي 1.41 تريليون جنيه مصري، مما يعكس زيادة أكثر من 900 مليار جنيه ونسبة ارتفاع تزيد عن 180%.

تطور أداء المستثمرين الأجانب والعرب

شهدت البورصة المصرية زيادة في نشاط المستثمرين الأجانب والعرب خلال هذه الفترة، ففي عام 2023، مثلت تعاملات المصريين 86.4% من قيمة التداول للأسهم المقيدة، بينما سجل الأجانب 6.9%، وسجل العرب 6.7% وسجل الأجانب صافي شراء بقيمة 1.479 مليار جنيه، بينما سجل العرب صافي بيع بنحو 9.1 مليار جنيه.

زيادة السيولة وقيمة التداول بالسوق

شهدت البورصة المصرية زيادة ملحوظة في السيولة وقيمة التداول، في عام 2015، كانت قيمة التداول اليومية حوالي 500 مليون جنيه مصري وبحلول يونيو 2024، ارتفعت قيمة التداول اليومية إلى حوالي 2 مليار جنيه مصري، مما يعكس زيادة كبيرة في السيولة والنشاط التجاري في السوق.

الشركات التي ساهمت في صعود البورصة المصرية خلال 9 سنوات

خلال الفترة من 2015 وحتى يونيو 2024، ساهمت عدة شركات في نجاح مؤشر البورصة المصرية الرئيسي (EGX 30)، من بين هذه الشركات:

البنك التجاري الدولي (CIB): يعتبر من أكبر البنوك المدرجة في البورصة المصرية، وله تأثير كبير على المؤشر بفضل أدائه المالي القوي وقيمته السوقية العالية.

الشركة المصرية للاتصالات: ساهمت بشكل كبير في نمو المؤشر بفضل توسعها في خدمات الاتصالات والبنية التحتية الرقمية.

شركة فوري لتكنولوجيا البنوك والمدفوعات الإلكترونية: تعتبر من الشركات الرائدة في مجال التكنولوجيا المالية، وقد شهدت نمواً كبيراً في قيمتها السوقية.

شركة السويدي إليكتريك: ساهمت في دعم المؤشر بفضل توسعها في مشروعات الطاقة والبنية التحتية.

شركة الشرقية للدخان: كانت من الشركات المؤثرة في المؤشر بفضل أدائها المالي المستقر وتوسعها في الأسواق.

هذه الشركات، إلى جانب شركات أخرى، لعبت دوراً محورياً في تعزيز أداء مؤشر البورصة المصرية الرئيسي خلال هذه الفترة.

الشركات التي شهدت تراجعا ملحوظا خلال السنوات الأخيرة

خلال الفترة من 2015 إلى يونيو 2024، شهدت بعض الشركات المدرجة في البورصة المصرية تراجعًا في أدائها. من بين هذه الشركات:

شركة الحديد والصلب المصرية: عانت من تراجع في الأداء بسبب التحديات المالية والتشغيلية، مما أدى إلى خسائر متراكمة وتأثير سلبي على قيمتها السوقية.

شركة القومية للأسمنت: واجهت صعوبات مالية وإدارية أدت إلى تراجع في الإنتاجية وزيادة في الخسائر، مما أثر على أدائها في السوق.

شركة النصر لصناعة الكوك: شهدت تراجعًا في الأداء نتيجة لتقلبات السوق وتحديات في الإنتاج والتسويق، مما أثر على أرباحها وقيمتها السوقية.

شركة مصر للألومنيوم: تأثرت بتقلبات أسعار الألومنيوم العالمية وزيادة تكاليف الإنتاج، مما أدى إلى تراجع في الأرباح والأداء المالي.

هذه الشركات واجهت تحديات مختلفة أثرت على أدائها المالي والتشغيلي خلال الفترة المذكورة، مما أدى إلى تراجع في قيمتها السوقية وأدائها العام في البورصة المصرية.

هذا التقرير يعكس النمو الكبير الذي شهدته البورصة المصرية خلال الفترة من 2015 إلى يونيو 2024، ويبرز الأداء القوي للبورصة المصرية كسوق ناشئة قادرة على المنافسة بين الأسواق الناشئة خاصة في أفريقيا وجذب السيولة والمستثمرين المحليين والأجانب.

زر الذهاب إلى الأعلى