بالاكتشاف المبكر والعلاج.. مصر تستهدف القضاء التام على مرض الجذام بحلول 2030

وجه رئيس مجلس الوزراء الدكتور مصطفى مدبولي، بتكثيف الجهود للوصول إلى هدف صفر حالات مصابة بـ مرض الجذام، كما أكد ضرورة توفير الرعاية الكاملة للمتعافين، والدعم النقدي الاجتماعي المطلوب.

وعقد مدبولي اجتماعًا الثلاثاء 10 يونيو 2025، لمتابعة جهود واستعدادات الحكومة للإعلان عن القضاء على مرض الجذام، حيث قال إن الاهتمام بالخدمات الصحية المختلفة هو بعد أساسي في تحقيق التنمية المستدامة بجميع جوانبها الاجتماعية والاقتصادية والبيئية.

القضاء على الأمراض المعدية وغير المعدية

وأشار إلى أنه يجب تعزيز السياسات التي من شأنها تأمين حياة صحية للأفراد، والقضاء على الأمراض المعدية وغير المعدية، ومساعدة المتعافين على استعادة حياتهم وتقديم أوجه الدعم المختلفة لهم وإدماجهم في المجتمع.

وأضاف: مثلما نجحت الدولة المصرية، بل وباتت رائدة عالميًا، في القضاء على فيروس التهاب الكبد الوبائي “سي”، وكذا فيروس “بي”، والملاريا، وشلل الأطفال وغيرها، سوف نتمكن من القضاء على مرض الجذام وإعلان مصر خالية منه.

ومن ناحيته قال الدكتور خالد عبد الغفار وزير الصحة والسكان، إن الوزارة تتبنى منهجية محددة تتماشى مع الاتجاه العالمي للقضاء على مرض الجذام.

وذلك بتقديم خدمة متكاملة تتمثل في الاكتشاف المبكر للحالات وعلاجها عن طريق ترصد المرض وتوفير العلاج النوعي من خلال إدارة مكافحة الجذام التابعة لقطاع الطب الوقائي بالوزارة عبر 27 عيادة للأمراض الجلدية والجذام.

ويضاف إلى ذلك توفير الجانب الاجتماعي والنفسي للمتأثرين من المرض لإعادة تأهيلهم ودمجهم في المجتمع من خلال تدريب الأطباء والتمريض والأخصائيين الاجتماعيين على تأهيل المرضى طبيًا ونفسيًا واجتماعيًا لدمجهم في المجتمع.

القضاء التام على مرض الجذام بحلول 2030

ولفت إلى أن رؤية الوزارة في هذا الملف تتمثل في الوصول إلى صفر حالات جذام بحلول عام 2030، من خلال منهجية العمل التي تتبناها وزارة الصحة والسكان وجهودها بصدد الاكتشاف المبكر وعلاج الحالات.

وأوضح أن رؤية الوزارة تتماشى مع الرؤى والسياسات العالمية، لافتًا إلى أن كل مستعمرات الجذام على مستوى العالم تم إلغاؤها ولا داعي لعزل مرضى الجزام؛ نظرًا لأنه مع أول جرعة من العلاج يصبح المرض غير مُعد، ويُعالج المريض في أي مستشفى عام، قائلًا: الجذام مرض جلدي كسائر الأمراض الجلدية.

مستعمرتان في أبو زعبل والعامرية

وتحدث عن مستعمرتي الجذام بأبو زعبل والعامرية، مشيرًا إلى أن جميع المرضى الموجودين حاليًا بمستعمرة الجذام بالإسكندرية متعافون من مرض الجذام ولا توجد حالات نشطة تحتاج إلى عزل، ويمكن مغادرتهم المستعمرة ودمجهم بالمجتمع مع التردد على العيادات الخارجية.

وتابع أن معظم المرضى بمستعمرة أبو زعبل يعتبرون مرضى عيادات خارجية ويمكن أن يتلقوا خدماتهم العلاجية بأي مستشفى عام أو مركزي.

واستعرض الإجراءات المتخذة من أجل عدم عزل مرضى الجذام -الذي يتنافى مع معايير حقوق الإنسان- تزامنًا مع التوجُه العالمي لإلغائه، والاستغناء عن مسمى عيادات الجذام على مستوى الجمهورية واستبدالها بعيادات الجلدية التخصصية في ضوء كونه مرضًا جلديًّا مثل باقي الأمراض الجلدية.

وأكد الاستمرار في دراسة الحالات الموجودة بالمستعمرات وتقديم الدعم الطبي والنفسي والنقدي والاجتماعي لها.

وأوضح الفريق أحمد خالد حسن سعيد محافظ الإسكندرية أن عدد المرضى بمستعمرة الجذام بالعامرية يصل إلى 26 مريضًا وتم شفاؤهم وعلاجهم بالكامل من مضاعفات المرض وكذا تأهيلهم.

كما ذكر المهندس أيمن عطية محافظ القليوبية، أن أعداد المرضى تتقلص لأن المستشفى بأبو زعبل لا يستقبل حالات جديدة للحجز نظرًا لتغير طريقة علاج المرض.

مسح اجتماعي لمرضى القليوبية

وأوضحت الدكتورة مايا مرسي وزيرة التضامن الاجتماعي أنه تم إجراء مسح اجتماعي للمرضى بالقليوبية، مشيرة إلى أنهم يحصلون على الدعم النقدي “تكافل وكرامة”، ما عدا نسبة قليلة لديهم دخل بالفعل، سواء من المعاش التأميني أو خلافه.

وأضافت أنه بالنسبة للمرضى في الإسكندرية، يوجد عدد حالات قليل جدًا، ويحصل الجزء الأكبر منهم على دعم “تكافل وكرامة”.

وشددت على حرص الوزارة على توفير خدمات الدعم الاجتماعي لجميع الحالات طبقًا لنتائج المسح الاجتماعي، وتتضمن تأهيل المرضى ودمجهم بالمجتمع مع توفير فرص عمل مناسبة للحالات القادرة.

اقرأ أيضًا| مبعوث السوداني يجتمع بالشرع في دمشق.. هل ذاب الجليد بين سوريا والعراق؟