بالتصعيد العسكري والمغادرة الطوعية.. كيف تخطط إسرائيل لتنفيذ مقترحات ترامب حول غزة؟

في خطوة مثيرة للجدل، أعلنت الحكومة الإسرائيلية إنشاء إدارة جديدة تهدف إلى تهجير سكان غزة عبر تسهيل “المغادرة الطوعية” للفلسطينيين من القطاع إلى دول ثالثة، وهو ما اعتبرته منظمات حقوقية سياسة تهجير قسري تحت غطاء قانوني.
وأكدت المتحدثة باسم رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أن مجلس الوزراء الأمني المصغر وافق على مقترح وزير الدفاع يسرائيل كاتس، بإنشاء هيئة خاصة تحت إشراف وزارة الدفاع لتنظيم هذه العملية.
إسرائيل تخطط لـ تهجير سكان غزة بتنظيم دولي
لم تحدد إسرائيل الدول التي قد تستقبل الفلسطينيين الراغبين في المغادرة، لكنها أشارت إلى أن العملية ستتم بالتنسيق مع منظمات دولية لضمان “مرور آمن” عبر المعابر الجوية والبرية والبحرية.
ووفقًا لصحيفة “جيروسالم بوست”، ستشرف الإدارة الجديدة على الخدمات اللوجستية اللازمة لتيسير خروج الفلسطينيين.
مقترحات ترامب لـ تهجير سكان غزة
يرتبط هذا التحرك الإسرائيلي بمقترحات سابقة للرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، الذي دعا إلى إعادة توطين سكان غزة في دول عربية مجاورة وتحويل القطاع إلى “ريفييرا الشرق الأوسط”.
هذه الرؤية، التي قوبلت برفض واسع من الدول العربية، تعود إلى الواجهة من جديد مع إحياء إسرائيل لها عبر إجراءات عملية على الأرض.
وزير الدفاع يسرائيل كاتس أكد أن خطة الحكومة الإسرائيلية تتماشى مع تصريحات ترامب السابقة بشأن ضرورة مغادرة الفلسطينيين للقطاع، ما يعكس توافقًا استراتيجيًا بين الطرفين في التعاطي مع ملف غزة.
تصعيد إسرائيلي في غزة
بالتزامن مع هذه الخطوات، كثفت إسرائيل عملياتها العسكرية داخل قطاع غزة، مستأنفة هجماتها بعد فترة من التهدئة. وخلال الأسبوع الماضي، شنت القوات الإسرائيلية هجمات واسعة على مختلف مناطق القطاع، متسببة في سقوط مئات الضحايا الفلسطينيين.
وتزامنت هذه الهجمات مع إعادة انتشار القوات الإسرائيلية في “ممر نتساريم”، الذي يقسم القطاع إلى شطرين، إضافة إلى دخول قوات مشاة إلى المناطق الشمالية والجنوبية، لا سيما محيط رفح.
التصعيد العسكري يأتي في إطار خطة قتالية جديدة كشف عنها تقرير لصحيفة “وول ستريت جورنال”، أشارت فيه إلى أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وفريقه الأمني يخططون لشن هجوم واسع يهدف إلى السيطرة على مساحات شاسعة من غزة بهدف إلحاق هزيمة نهائية بحركة حماس.
رفض دولي وتحذيرات حقوقية
التحركات الإسرائيلية الجديدة أثارت انتقادات واسعة من قبل منظمات حقوقية، حيث وصفت حركة “السلام الآن” الإسرائيلية هذه السياسة بأنها “وصمة عار لا يمكن محوها”، معتبرة أن الحديث عن “الهجرة الطوعية” لا معنى له في ظل الحصار والقصف المستمر.
على المستوى الدولي، لم تعلن أي دولة حتى الآن عن استعدادها لاستقبال الفلسطينيين الذين قد يغادرون غزة بموجب هذه الخطة، فيما أكدت مصر رفضها لأي مشاريع تهدف إلى تهجير سكان القطاع.
في ظل هذه التطورات، يبدو أن إسرائيل تسعى إلى تنفيذ رؤية ترامب بشأن غزة عبر مزيج من التصعيد العسكري والضغط الاقتصادي، وهو ما يثير مخاوف من تداعيات كارثية على مستقبل السكان الفلسطينيين في القطاع.
اقرأ أيضا
اغتيالات وغزو بري واسع.. تفاصيل مخطط إسرائيل للقضاء على حماس في غزة