بايدن يحتفل بوقف إطلاق النار بين إسرائيل ولبنان.. ويتعهد بتكثيف جهوده لتحقيقه في غزة
القاهرة (خاص عن مصر)- أعلن الرئيس جو بايدن عن اتفاق وقف إطلاق نار تاريخي بين إسرائيل ولبنان يوم الثلاثاء، مما يمثل نقطة تحول محتملة في المنطقة المتقلبة، وفقا لنيويورك تايمز.
في حديثه من حديقة الورود بالبيت الأبيض، أعرب بايدن عن تفاؤله، ووصف الاتفاق بأنه طريق للسلام وفرصة للاستقرار على طول الحدود اللبنانية الإسرائيلية.
وقف دائم للأعمال العدائية
يهدف الاتفاق، الذي تم التوصل إليه بدعم من الولايات المتحدة وفرنسا، إلى وقف القتال بين إسرائيل وحزب الله، الذي دمر منطقة الحدود لعدة أشهر. وأكد بايدن أن وقف إطلاق النار، المقرر أن يدخل حيز التنفيذ في الساعة الرابعة مساءً بالتوقيت المحلي يوم الأربعاء، مصمم ليكون بمثابة “وقف دائم للأعمال العدائية”.
وبموجب شروط الاتفاق، ستنتقل قوات حزب الله إلى شمال نهر الليطاني، بينما سيتولى الجيش اللبناني السيطرة جنوب النهر، مما يعزز سلطة الدولة في منطقة الحدود.
في الوقت نفسه، ستسحب إسرائيل قواتها خلال الأيام الستين المقبلة، مما يسمح للمدنيين على الجانبين بالعودة إلى مجتمعاتهم والبدء في إعادة بناء حياتهم.
وشدد بايدن على أهمية التنفيذ الكامل، وتعهد بدعم الولايات المتحدة إلى جانب فرنسا وحلفاء آخرين لضمان استمرار الترتيب. وقال: “سنقدم المساعدة اللازمة للتأكد من تنفيذ هذا الاتفاق بشكل كامل وفعال”.
اقرأ أيضًا: مجلس الوزراء الأمني الإسرائيلي يوافق على وقف إطلاق النار في لبنان
دور الحلفاء الدوليين
أعرب الرئيس الأمريكي عن امتنانه للرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون لشراكته في تحقيق وقف إطلاق النار. ويؤكد تورط ماكرون على العلاقات الطويلة الأمد بين فرنسا ولبنان وثقلها الدبلوماسي في المنطقة. وسلط بايدن الضوء على هذا التعاون كمثال للدبلوماسية الدولية الفعالة التي تهدف إلى حل النزاعات الطويلة الأمد.
حق إسرائيل في الدفاع عن النفس
أكد بايدن على حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها “بما يتفق مع القانون الدولي”، وهو عنصر حاسم في الاتفاق. وأوضح أن إسرائيل تحتفظ بحرية الرد بشكل حاسم إذا انتهك حزب الله أو أي طرف آخر وقف إطلاق النار.
إن هذا التأكيد يعالج المخاوف الإسرائيلية بشأن التهديدات المستقبلية المحتملة من حزب الله أو الجماعات المسلحة الأخرى في المنطقة.
شكر بايدن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، في محادثة مع بايدن، الولايات المتحدة على دورها الفعال في تحقيق الاتفاق. وأكد التزام إسرائيل بوقف إطلاق النار مع الحفاظ على حقها في فرض شروطه.
التداعيات الأوسع نطاقا على السلام في الشرق الأوسط
إن وقف إطلاق النار ليس مجرد اتفاق ثنائي؛ بل إنه يحمل تداعيات أوسع نطاقا على المنطقة. ووصف بايدن الاتفاق بأنه “بداية جديدة للبنان” وخطوة حاسمة نحو الاستقرار الأوسع في الشرق الأوسط. ورسم أوجه تشابه مع غزة، حيث ترك العنف المستمر المنطقة في حالة من الاضطراب.
وفي معرض حديثه عن الصراع في غزة، أدان بايدن حماس لرفضها التفاوض على وقف إطلاق النار والإفراج عن الرهائن. ودعا المجموعة إلى التصرف بحسن نية، محذرا من أن استمرار العنف لن يؤدي إلا إلى إطالة معاناة شعب غزة.
تعهد بايدن بتكثيف الجهود مع مصر وتركيا وقطر وغيرها من اللاعبين الإقليميين لتحقيق وقف إطلاق النار في غزة، والسماح بالمساعدات الإنسانية وإعادة الإعمار.
وقال بايدن “لقد مر شعب غزة بجحيم”، مؤكداً على الحاجة الملحة للسلام والاستقرار.
لحظة من التفاؤل الحذر
في حين يمثل وقف إطلاق النار إنجازاً دبلوماسياً كبيراً، فإن نجاحه يعتمد على التزام جميع الأطراف باحترام الاتفاق. وأقر بايدن بالتحديات المقبلة لكنه حافظ على الأمل في أن الاتفاق قد يكسر دائرة العنف في المنطقة.
وأعلن بايدن “هذا يثبت أن السلام ممكن”، مؤكداً على تفاني إدارته في تعزيز الحلول طويلة الأجل في الشرق الأوسط.