بحار الخليج بين الكم والنوع| أي أسطول خليجي يمتلك سيادة المياه والمضائق؟
تُعد القوة البحرية أحد أبرز عناصر الردع والتأمين الاستراتيجي لدول الخليج العربي، فالمنطقة تزخر بالتوترات الجيوسياسية والممرات البحرية الحيوية، وبينما تتسابق العواصم الخليجية لتحديث أساطيلها ومراكمة القوة البحرية، يكشف تصنيف “Global Firepower” لعام 2025 عن تباينات واضحة بين دول الخليج من حيث عدد القطع البحرية، تنوعها، وقدرتها على خوض عمليات بحرية متقدمة، سواء في المياه الساحلية أو المفتوحة.
أقوى أسطول بحري لدول الخليج 2025
الإمارات: قوة بحرية مرنة متطورة
تحل الإمارات في المركز الأول خليجياً، مع أسطول بحري قوى عدداً ويتميز بالمرونة وتنوع المهام. وتضم البحرية الإماراتية 181 قطعة بحرية، أبرزها الكورفيتات المتقدمة، وسفن الدوريات الكبيرة (OPVs)، وسفن إنزال برمائية.
ورغم غياب الغواصات عن أسطولها، إلا أن أبوظبي تركز على تنمية قدرات الأسطول لأداء المهام الأمامية وتأمين البنية التحتية الحيوية في بحر العرب والخليج العربي، ما يعكس توجهاً نحو تشكيل “بحرية هجينة” تجمع بين المهام الدفاعية والانتشار السريع.
وتأتي الإمارات المتحدة في المرتبة 18 عالميًا من حيث عدد القطع البحرية (الأسطول يبلغ 181 قطعة).
الكويت: تحديث قوي وقدرات ساحلية
تشهد البحرية الكويتية نمواً في قواتها، إذ تركز حالياً على تعزيز قدرتها الساحلية عبر زوارق صاروخية متقدمة، مثل طراز “Falaj 3” الذي تم التعاقد عليه مؤخراً من إيطاليا.
وتحتل الكويت المرتبة 26 عالميًا بترسانة بحرية تضم 123 قطعة إلا أن التركيز على الزوارق السريعة والدفاع الساحلي يعكس عقيدة بحرية دفاعية بحتة. كما أن قدرات الكويت البحرية محدودة في المهام بعيدة المدى أو العمليات متعددة الجبهات.
قطر: كمّ كبير بقدرات محدودة
تصنّف قطر في المرتبة 29 عالميًا بأسطول بحري يضم نحو 115 قطعة .. ورغم أن البحرية القطرية تمتلك عدداً كبيراً من القطع، إلا أن الغالبية العظمى منها تنحصر في الزوارق الصغيرة وسفن الدعم اللوجستي، ما يجعل القوة القطرية تبدو “كمية أكثر من كونها نوعية”.
وتفتقر الدوحة إلى فرقاطات وغواصات، لكنها أبرمت عقوداً ضخمة لشراء كورفيتات من إيطاليا، ما قد يُحسّن من قدرتها على تنفيذ عمليات دفاعية أكثر تطوراً خلال السنوات المقبلة.
ويبدو أن التوجه القطري يركز على تأمين الساحل ومنشآت الغاز العملاقة، مع دعم قدرات الردع المحدود عبر التحالفات الدولية.
البحرين: أسطول صغير بدعم أمريكي مباشر
تأتي البحرين في المرتبة 45 عالميًا بعدد نحو 64 قطعة بحرية .. ورغم محدودية قدرات البحرية البحرينية، إلا أنها تستفيد بشكل مباشر من وجود الأسطول الأمريكي الخامس على أراضيها، ما يضاعف من تأثيرها العملياتي في الأزمات الإقليمية.
وتمتلك المنامة فرقاطات أمريكية سابقة من طراز “Oliver Hazard Perry”، وعدد من زوارق الدوريات وسفن مكافحة الألغام.
وتعتبر البحرية البحرينية جزءاً من شبكة أمنية أكبر تعتمد على التكامل مع الحلفاء أكثر من الاعتماد على القوة الذاتية.
السعودية: أسطول أكثر توازناً ولكنه أقل عدد
تأتي المملكة العربية السعودية في المرتبة 67 عالميًا وفي المركز الخامس في الترتيب الخليجي من حيث القوة البحرية ، وتمتلك أسطول متنوع ولكنه قليل العدد بواقع 32 قطعة بحرية، تشمل فرقاطات وكورفيتات وسفن دورية وأخرى متخصصة في مكافحة الألغام.
ورغم أن عدد القطع البحرية السعودية أقل من نظرائها الخليجيين، إلا أن المملكة تعمل حالياً على صفقات تسليح ضخمة لضم مزيد من القطع الحديثة، ضمن خطة طموحة لتطوير قوة بحرية قادرة على حماية مصالحها في الخليج والبحر الأحمر.
سلطنة عمان: حضور رمزي واستراتيجي
تعد البحرية العُمانية الأقل حضوراً من حيث الكم والتنوع، إذ يبلغ عدد قطعها البحرية 22 قطعة، وتتركز مهامها في حماية السواحل العمانية والمياه الإقليمية.
ورغم التعاون العسكري الوثيق مع بريطانيا والولايات المتحدة، إلا أن القدرات الذاتية تبقى في حدود الدور الرمزي، مع عدم وجود فرقاطات ثقيلة أو غواصات في الخدمة الفعلية. وتراهن السلطنة على دبلوماسية بحرية أكثر من الدخول في سباق تسلّح بحري إقليمي.
المشهد البحري في الخليج العربي
تشير بيانات وتصنيفات Global Firepower إلى أن المشهد البحري في الخليج العربي يخضع لتحوّل تدريجي نحو التنويع والتخصص. فبينما تميل الإمارات إلى بناء أساطيل متعددة المهام، تكتفي الدول الأخرى بالتركيز على الدفاع الساحلي والمهام المحدودة.
كما أن غياب الغواصات عن معظم الأساطيل الخليجية يعكس تأخراً تقنياً مقارنة بالقوى البحرية الإقليمية كإيران، التي تملك غواصات قزمية وصغيرة للعمليات الساحلية.
لكن من الملاحظ أن معظم دول الخليج تعوّل على التحالفات الدولية، وخاصة مع الولايات المتحدة وبريطانيا، لضمان تفوقها في أي مواجهة بحرية محتملة، خصوصاً في ظل التهديدات المتزايدة بمضيق هرمز وبحر العرب.
ترتيب قوة الأساطيل البحرية لدول الخليج 2025
بحسب بيانات Global Firepower لعام 2025، يُعتبر الترتيب الدقيق لقوة الأسطول البحري لدول الخليج مبنيًا على عدد القطع البحرية:
- الإمارات المتحدة تأتي في المرتبة 18 عالميًا من حيث عدد القطع البحرية (الأسطول يبلغ 181 قطعة)
- الكويت تحتل المرتبة 26 عالميًا بترسانة بحرية تضم حوالي 123 قطعة
- قطر تصنّف في المرتبة 29 عالميًا بأسطول بحري يضم نحو 115 قطعة
- البحرين تأتي في المرتبة 45 عالميًا بعدد نحو 64 قطعة بحرية
- السعودية تصنّف في المرتبة 67 عالميًا مع حوالي 32 قطعة بحرية
- سلطنة عُمان تقع أسفل التصنيف في المرتبة 80 عالمياً، مع 22 قطعة بحرية
اقرأ أيضاً.. صفقة دفاع جوي أمريكية لمصر بـ4.67 مليار دولار تعزز العلاقات مع واشنطن وتقلق إسرائيل