مداهمات واسعة.. ماذا يحدث للمهاجرين مع بدء ترامب يومه الأول في الرئاسة؟

شيكاغو البداية لعمليات الترحيل الجماعي

القاهرة (خاص عن مصر)- من المتوقع أن تبدأ المداهمات لاعتقال وترحيل المهاجرين الذين يعيشون في الولايات المتحدة بشكل مفاجئ ودون سابق إنذار، في أول يوم عمل لإدارة الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب، وذلك بعد تنصيبه المقرر يوم الاثنين المقبل 20 يناير 2024.

ونقلت هيئة الإذاعة البريطانية “بي بي سي” عن كل من صحيفة “نيويورك تايمز” و”وول ستريت جورنال”، أن العمليات، التي هدد بها توم هومان “قيصر الحدود” الذي عينه ترامب لإدارة ملف الحدود الأمريكية، قد تنطلق في شيكاغو، المدينة التي تضم عددًا كبيرًا من المهاجرين، وذلك في وقت مبكر من الثلاثاء المقبل.

وأكد ترامب سابقًا أنه سيشرف على أكبر برنامج ترحيل في تاريخ الولايات المتحدة.

شيكاغو نقطة البداية

وكان هومان وعد في مقابلة مؤخرة أجراها مع قناة “فوكس نيوز” الأمريكية، بشن “مداهمة كبيرة” على مستوى البلاد. وصرّح سابقًا بأن شيكاغو ستكون “النقطة المحورية” لعمليات الترحيل الجماعي.

وتعد وكالة إنفاذ قوانين الهجرة والجمارك الأمريكية (ICE) من وكالات الحكومة الفيدرالية وتعني بترحيل المهاجرين غير القانونيين بشكل مستمر، ومع ذلك، من المتوقع أن تستهدف العملية الجديدة، التي ستُطلق بعد تنصيب ترامب يوم الاثنين، ما يُسمى بـ”المدن الملاذ” التي تحد من التعاون مع مسؤولي الهجرة الفيدراليين.

فإلى جانب شيكاغو، فإن مدنًا مثل نيويورك ولوس أنجلوس وسان فرانسيسكو تعد ضمن عشرات المدن الأمريكية التي اعتمدت سياسات “الملاذ”، إذ تتعهد بالحد من تعاونها مع سلطات الهجرة الفيدرالية وتحولها إلى “ملاذات آمنة” للأشخاص الذين يواجهون الترحيل.

وقال هومان خلال تجمع للحزب الجمهوري في شيكاغو الشهر الماضي: “في 21 يناير، ستشهدون عددًا كبيرًا من عملاء ICE في مدينتكم يبحثون عن المجرمين وأفراد العصابات. اعتمدوا على ذلك. سيحدث.”

كما ذكرت صحيفة “وول ستريت جورنال” الأمريكية أن نيويورك، ولوس أنجلوس، ودنفر، وميامي ستكون أيضًا أهدافًا لهذه المداهمات، وفقًا لما نقلته مصادر مجهولة على دراية بالخطة.

اقرأ أيضًا.. محاولة ترامب للسلام في أوكرانيا.. الطريق إلى جائزة نوبل؟

سياسة أكثر صرامة تجاه المهاجرين

وبالنسبة لإدارة الرئيس المنتهية ولايته جو بايدن، كانت الأولوية لاعتقال المهاجرين غير القانونيين الذين ارتكبوا جرائم خطيرة، أو عبروا الحدود مؤخرًا، أو شكلوا تهديدًا للأمن القومي.

أما فريق ترامب فأشار إلى أن البداية ستكون مع المهاجرين الذين ارتكبوا جرائم، إلا أن جميع المهاجرين غير القانونيين، بما في ذلك أولئك الذين عاشوا وعملوا في الولايات المتحدة لسنوات دون سجل إجرامي، قد يكونون أكثر عرضة للاعتقال والترحيل.

ومن المتوقع أيضًا استمرار المداهمات بمواقع البناء، حيث يعمل المهاجرون غير الموثقين غالبًا هناك، بعد أن أوقفتها إدارة بايدن.

قلق متزايد بين المهاجرين

نظرًا للمخاوف الشديدة، بدأ الكثير من عمال المزارع المهاجرين في طلب المشورة حول كيفية التعامل مع مسؤولي الهجرة وتعيين أوصياء مؤقتين لأطفالهم، خاصة أولئك الذين لديهم أبناء وُلدوا في الولايات المتحدة،

وبالفعل تلقت المنظمات القانونية التي تقدم الدعم لهؤلاء المهاجرين طلبات متزايدة، للحصول على خدمات قانونية تتعلق بتعيين الأوصياء المؤقتين أو البحث عن طرق لتوثيق أوراقهم الرسمية.

وقالت سارايت مارتينيز، المديرة التنفيذية لمركز التنمية الثنائية للمزارعين المكسيكيين في كاليفورنيا، لوكالة “رويترز”: “الإدارة لم تؤدِّ اليمين بعد، لكن الناس يشعرون بالخوف”، لافتة إلى أن العديد من المزارعين أصبحوا أكثر اهتمامًا بكيفية التعامل مع مسؤولي الهجرة لضمان سلامتهم في حال احتجازهم.

تحديات كبيرة

إلى جانب التهديد بترحيل الملايين من المهاجرين غير القانونيين وشن مداهمات على أماكن العمل، تشير بعض التقارير إلى أن ترامب قد يلغي سياسة طويلة الأمد تجعل الكنائس أماكن مستثناة من اعتقالات وكالة إنفاذ قوانين الهجرة.

ومع ذلك، من المرجح أن تواجه هذه المداهمات المقبلة تحديات كبيرة للمسؤولين، بما في ذلك المساحات المحدودة لاحتجاز المعتقلين.

في الوقت نفسه، من المتوقع أن يمرر المشرعون الأمريكيون قانون ليكِن رايلي الأسبوع المقبل، الذي يهدف إلى توسيع صلاحيات الترحيل.

سُمّي هذا القانون، باسم طالبة جامعية قُتلت العام الماضي في جورجيا على يد رجل فنزويلي كان قد اعتُقل سابقًا بتهمة السرقة.

ومع تمريره، سيتطلب من الحكومة الفيدرالية احتجاز المهاجرين الذين يعيشون في الولايات المتحدة بشكل غير قانوني المتهمين بارتكابهم نشاطًا إجراميًا – حتى لو لم يتم توجيه أي تهمة لهم.

زر الذهاب إلى الأعلى