برا وبحرا وجوا.. تحركات قوية من تركيا للسيطرة على اقتصاد سوريا

في خطوة جديدة لتوسيع نفوذها الاقتصادي في سوريا، تسعى تركيا إلى فرض هيمنتها على القطاعات الحيوية في الاقتصاد سوريا من خلال مجموعة من التحركات الاستراتيجية التي تشمل النقل البري، البحري، الجوي، والسكك الحديدية.

هذه التحركات تعكس الطموحات التركية في تعزيز الروابط الاقتصادية مع سوريا، بعد سنوات من انقطاع العلاقات نتيجة الظروف السياسية والاقتصادية.

إعلان

إعادة تفعيل خط النقل البحري بين مرسين وطرطوس

في البداية، أعلنت شركة “Dolphin Denizcilik” التركية عن إعادة تشغيل أول خط منتظم للنقل البحري بين تركيا وسوريا، عبر الخط البحري مرسين – طرطوس، بعد انقطاع دام عشرة سنوات، هذا الخط البحري يمثل خطوة مهمة في تعزيز التجارة بين البلدين، حيث تسير الشركة ثلاث رحلات أسبوعية باستخدام سفينة من طراز “Ro-Ro” المعروفة باسم “M/V ALARA”.

ويُتوقع أن يسهم هذا الخط بشكل كبير في تعزيز الاستقرار الاقتصادي وتنشيط التبادل التجاري، حيث يتيح نقل الشاحنات والمعدات الثقيلة والمركبات والبضائع الخاصة بسهولة ويسر بين ميناء مرسين في تركيا وميناء طرطوس في سوريا.

ويعتبر هذا المشروع جزءًا من جهود أوسع لفتح قنوات لوجستية جديدة بين البلدين، وهو ما أكده المدير التنفيذي لشركة “دولفين”، مصطفى كساب، الذي أشار إلى أن الخط البحري ليس فقط وسيلة لنقل البضائع، بل أيضًا رسالة صداقة وتضامن بين الشعبين التركي والسوري.

تحركات تركيا في قطاع النقل الجوي بـ سوريا

لم تقتصر التحركات التركية على النقل البحري فقط، بل توسعت لتشمل القطاع الجوي، حيث تسعى تركيا إلى دعم قطاع النقل الجوي في سوريا.

في هذا السياق، زار وزير النقل التركي، عبد القادر أورال أوغلو، دمشق لإجراء جولة تفقدية في مطار دمشق الدولي، الذي يخضع حاليًا لعملية تحديث تشمل تركيب أنظمة أمنية متطورة وأجهزة كشف بالأشعة السينية، إضافة إلى تعزيز شبكة الاتصال في برج المراقبة.

هذه الجهود تهدف إلى رفع مستوى المطار إلى المعايير الدولية، بما يضمن سرعة وموثوقية الرحلات الجوية بين سوريا وتركيا.

إضافة إلى ذلك، بدأت الخطوط الجوية التركية بتسيير ثلاث رحلات أسبوعية إلى مطار دمشق الدولي، في خطوة وصفها المسؤولون بأنها تعكس دعم تركيا لاستقرار سوريا ومرحلة الانتقال التي تمر بها.

وتسعى تركيا إلى ربط سوريا بالعالم عبر مطار إسطنبول، وهو ما يعزز مكانة تركيا كجسر جوي يربط بين الشرق الأوسط وأوروبا.

تركيا تتولي إعادة تأهيل سكك الحديد والمشاريع البرية في سوريا

على الصعيد البري، لم تقتصر التحركات التركية على النقل البحري والجوي فقط، بل تشمل أيضًا مشاريع ضخمة في قطاع السكك الحديدية.

كشف الوزير أورال أوغلو عن مساعي تركيا لإعادة تشغيل خط سكة الحديد التاريخي الذي يربط تركيا بسوريا مرورًا بالحجاز، على الرغم من التحديات الميدانية، مثل سرقة أجزاء من السكة في بعض المناطق.

هذا المشروع يعكس أهمية الربط البري بين البلدين ويفتح آفاقًا جديدة للتبادل التجاري والنقل البري عبر المنطقة.

دعم متكامل من تركيا للبنية التحتية في سوريا

تركيا ليست وحدها في دعم مشاريع النقل في سوريا، بل تعمل أيضًا على تعزيز الشراكات مع الشركات السورية. إذ تساهم شركة “دولفين” في توفير خدمات لوجستية متكاملة تشمل نقل الشاحنات، المقطورات، المعدات الثقيلة، والمركبات عبر الخط البحري بين مرسين وطرطوس، مع توفير حلول تخزين ومناولة داخل ميناء طرطوس، ما يتيح مرونة كبيرة في عمليات النقل.

ووفق مراقبون تعد التحركات التركية في مجالات النقل البحري، الجوي، البري، وسكك الحديد خطوة كبيرة نحو فرض الهيمنة الاقتصادية على سوريا.

من خلال هذه المشاريع المتكاملة، تسعى تركيا إلى تعزيز دورها في الاقتصاد السوري، وفتح قنوات تعاون جديدة بين البلدين، بما يعزز الاستقرار في المنطقة ويدعم العلاقات الثنائية في المستقبل.

اقرأ أيضا

هل يخططون لمواجهة الحكومة؟ أسلحة السويداء تثير الجدل حول نوايا دروز سوريا

إعلان
زر الذهاب إلى الأعلى