بريد إلكتروني يشعل الجدل بتركيا.. اعتقال رئيس شركة كبرى بتهمة المساس بالحريات الدينية

احتجزت الشرطة التركية جيم كوكسال، الرئيس التنفيذي لإحدى أكبر الشركات القابضة في تركيا، بتهمة “عرقلة الحريات الدينية”، بعد إرساله بريدًا إلكترونيًا داخليًا يؤكد حيادية الشركة تجاه المسائل الدينية.

وأثارت هذه الخطوة جدلًا واسعًا على وسائل التواصل الاجتماعي، مما دفع مكتب المدعي العام في إسطنبول إلى فتح تحقيق رسمي.

تفاصيل الواقعة: رسالة بريد إلكتروني تثير الجدل في تركيا

بدأت الأزمة عندما أرسل إرجون جولر، الرئيس التنفيذي لشركة إلكترونيات تابعة للمجموعة القابضة، رسالة بريد إلكتروني إلى الموظفين في 28 فبراير يهنئهم فيها بحلول شهر رمضان.

لكن كوكسال ردّ برسالة داخلية يؤكد فيها أن الشركة “تحافظ على الحياد في القضايا الدينية” وأن مثل هذه التهاني لا ينبغي مشاركتها على المستوى المؤسسي.

وفي رسالته، التي سُربت لاحقًا على وسائل التواصل الاجتماعي، كتب كوكسال: “كشركة، نحافظ على موقف علماني. وبينما نسعى جاهدين لنصبح شركة متعددة الجنسيات، نتوقع أن يكون لدينا موظفون من جميع الأديان والجنسيات.”

بعد انتشار هذه الرسالة على نطاق واسع، فتح مكتب المدعي العام في إسطنبول تحقيقًا في الحادثة، معتبرًا أن كوكسال قد يكون قد انتهك المادة 115 من قانون العقوبات التركي، التي تجرّم “عرقلة ممارسة حرية المعتقد والفكر والتعبير”.

اقرأ أيضًا: صناعة النسيج التركية تحول تركيزها إلى مصر وسط الضغوط الأوروبية

استقالة كوكسال ورد فعل الشركة

بعد تصاعد الضجة الإعلامية وردود الفعل السلبية، أعلنت الشركة القابضة في الأول من مارس أن كوكسال قد استقال من منصبه.

وقالت الشركة في بيان رسمي: “منذ تأسيسها في عام 1953، حافظت شركتنا على القيم العائلية وأخلاقيات العمل، وتكاملت مع القيم الوطنية والأخلاقية لمجتمعنا”.

وأضافت الشركة: “لقد انخرطت مجموعتنا ومساهمونا وفريق الإدارة بالكامل دائمًا في المسائل الاجتماعية وتصرفوا بمسؤولية. نعرب عن أسفنا لجميع أصحاب المصلحة والجمهور فيما يتعلق بهذه التطورات الأخيرة.”

وأكدت الشركة أنها تحترم جميع الأديان والمعتقدات، وأنها لا تتدخل في الممارسات الدينية لموظفيها، مشيرة إلى أن الجدل الذي نشأ كان نتيجة سوء فهم داخلي بين كوكسال وجولر بشأن مبادئ الإدارة والتوجه المؤسسي.

اقرأ أيضًا: صناع الأغذية الأتراك يتجهون إلى مصر.. انفوجراف

تداعيات القضية وردود الأفعال

أثارت القضية نقاشًا واسعًا في تركيا حول حدود حرية التعبير في بيئات العمل، والتوازن بين الحياد المؤسسي واحترام المشاعر الدينية.

وفي هذا الصدد، أشارت وسائل الإعلام التركية إلى أن البعض يرى أن موقف كوكسال كان محاولة للحفاظ على بيئة عمل علمانية، بينما يعتبره آخرون تعديًا على حرية المعتقد الديني للموظفين.

وفي الوقت الذي تستمر فيه التحقيقات، تتابع وسائل الإعلام التركية والدولية عن كثب تطورات القضية، وسط تساؤلات حول تأثيرها على سمعة الشركة وعلاقاتها داخل السوق التركية وخارجها.

زر الذهاب إلى الأعلى