بريطانيا تحث على نقل الأصول الروسية المجمدة إلى أوكرانيا

القاهرة (خاص عن مصر)- دعا تحالف من النواب البريطانيين والبرلمانيين الدوليين المملكة المتحدة إلى نقل 300 مليار دولار من الأصول الروسية المجمدة إلى أوكرانيا.

في رسالة نشرتها صحيفة صنداي تايمز، يزعمون أن مثل هذه الخطوة من شأنها أن ترسل رسالة قوية إلى موسكو، مفادها أن المعتدين سوف يتحملون المسؤولية ويمكن أن تكون بمثابة رادع للصراعات المستقبلية.

حالة استراتيجية وأخلاقية

تؤكد الرسالة، التي وقع عليها أكثر من اثني عشر نائباً بريطانياً وبرلمانيين كبار من الدول الحليفة بما في ذلك ألمانيا وبولندا وفنلندا، على الحاجة الملحة لنقل هذه الأصول، ويزعم النواب أن القروض والتمويل الطارئ غير كافيين ويثقلان كاهل دافعي الضرائب الغربيين.

وتقول الرسالة: “إن استخدام الأصول نفسها فقط يضمن أن تدفع روسيا ثمن جرائمها”، مؤكدة على الضرورة الأخلاقية والإستراتيجية لتحميل موسكو المسؤولية المالية عن أفعالها.

وشدد الدكتور مايك مارتن، النائب الديمقراطي الليبرالي والضابط السابق في الجيش الذي قاد المناقشة البرلمانية حول هذه القضية، على الأهمية الحاسمة للتحرك الآن، وخاصة مع تزايد حالة عدم اليقين بشأن مستقبل الدعم الأمريكي لأوكرانيا.

وقال مارتن: “هناك قضية أخلاقية واستراتيجية وقانونية لا تقبل الجدل لاستخدام الأصول الحكومية الروسية لدعم أوكرانيا في جهودها الحربية”.

اقرأ أيضا.. ماسك يخوض حربًا ضد ستارمر رئيس وزراء بريطانيا.. وصفه بـ«الحقير والمضلل»

التحدي القانوني والمالي

جمدت حكومة المملكة المتحدة ما يقرب من 25.5 مليار جنيه إسترليني من الأصول الروسية، بما في ذلك النقد والمساهمات، ومع ذلك، استشهد الوزراء بالعقبات القانونية المحتملة لنقل هذه الأصول مباشرة إلى أوكرانيا.

وعلى الرغم من هذه المخاوف، يصر النواب على أن بريطانيا في وضع فريد لقيادة هذا الجهد بسبب قطاع الخدمات المالية الواسع النطاق لديها وحيازاتها الكبيرة من الاحتياطيات الروسية خارج الاتحاد الأوروبي، وهم يزعمون أن نقل هذه الأصول أمر قانوني وحيوي استراتيجيًا، رافضين المخاوف بشأن عدم الاستقرار المالي.

ويؤكد الخطاب: “إن اقتصاد الحرب الروسي ممتد إلى أقصى حد، وبالتالي فإن الاستيلاء على الأصول الأجنبية للغزاة أمر حيوي استراتيجيًا”.

مجموعة الدول السبع الكبرى والدعم الحالي

حتى الآن، تعهدت دول مجموعة الدول السبع الكبرى بتقديم 50 مليار دولار كقروض لأوكرانيا، مع تمويل مدفوعات الفائدة من الأصول الروسية المجمدة.

وأعلنت المملكة المتحدة وحدها عن قرض بقيمة 2.26 مليار جنيه إسترليني كجزء من هذه الحزمة.

ومع ذلك، يزعم المنتقدون أن هذا النهج لا يوفر سوى تخفيف قصير الأجل ويترك دافعي الضرائب في أوكرانيا أو مجموعة الدول السبع الكبرى مسؤولين عن السداد إذا تم رفع التجميد عن الأصول.

ويصر النواب على أن نقل الأصول المباشر من شأنه أن يوفر لأوكرانيا الموارد اللازمة لدعم جهودها الحربية دون إثقال كاهل شعبها أو دافعي الضرائب الغربيين بالديون.

التداعيات العالمية ورسالة واضحة

من بين النواب البريطانيين البارزين الذين يدعمون المبادرة السير جوليان لويس، الرئيس السابق للجنة الدفاع المختارة، وأليكس سوبيل، رئيس المجموعة البرلمانية البريطانية لجميع الأحزاب من أجل أوكرانيا، والسير إيان دنكان سميث، زعيم حزب المحافظين السابق.

ويزعمون أن بريطانيا من خلال اتخاذ هذه الخطوة قد تضع سابقة دولية وتعزز دورها القيادي في دعم أوكرانيا.

“إن المملكة المتحدة في وضع جيد للقيادة”، كما كتبوا، مضيفين أن مثل هذا الإجراء من شأنه أن يظهر عزمًا ثابتًا ضد المعتدين مثل روسيا.

مناقشة حاسمة

تأتي الدعوة إلى نقل الأصول الروسية المجمدة قبل مناقشة برلمانية حول هذه المسألة، ومع استمرار حرب روسيا في أوكرانيا، فإن نتيجة هذه المناقشة قد تشكل الجهود الدولية لضمان العدالة والمساءلة والدعم الطويل الأجل لأوكرانيا.

زر الذهاب إلى الأعلى