بريطانيا ترسل طعومًا مبتكرة إلى أوكرانيا لتضليل القوات الروسية.. تكتيكات خداع جديدة  

بريطانيا ترسل طعومًا لأوكرانيا للتجميع تُشبه أنظمة أسلحة متطورة، مثل الدبابات ومعدات الدفاع الجوي، وذلك ضمن استراتيجية عسكرية فريدة ومبتكرة لمساعدة كييف في دفاعها ضد العدوان الروسي.

وفقا لتقرير صنداي تايمز، تُعدّ هذه الطعوم، التي يُمكن تجميعها على خطوط المواجهة في غضون ساعات، جزءًا من جهد أوسع لتضليل القوات الروسية ودفعها إلى إهدار موارد قيّمة في استهداف أصول وهمية.

إعلان

تهدف هذه الطعوم إلى خداع أنظمة المراقبة الروسية، مما يُوحي بوجود ترسانة أوكرانية أكبر، ويُجبر روسيا على تبديد قوتها النارية على تهديدات وهمية.

بريطانيا ترسل طعومًا لأوكرانيا: تكتيكات إيكيا لخداع العدو

صُممت الطعوم، المطبوعة بصور عالية الدقة للمعدات العسكرية، لتبدو تمامًا كالمعدات الحقيقية من مسافة بعيدة. أكد مسؤولو الدفاع البريطانيون أنه على الرغم من أن هذه الطعوم ليست مخصصة لتحل محل المعدات العسكرية الفعلية، إلا أنها تُعدّ أداة فعّالة من حيث التكلفة لتضليل القوات الروسية وإظهار القدرات الدفاعية الأوكرانية أكبر مما هي عليه.

وفقًا لقائد سرب سلاح الجو الملكي البريطاني، لوري سيمنر، فإن فريق الاستجابة العسكرية البريطاني يعمل بشكل وثيق مع خبراء الصناعة لتطوير هذه الطعوم الحديثة، التي يمكن شحنها وتجميعها بسرعة على خط المواجهة.

تكمن الفكرة وراء هذه الطعوم في خلق حالة من البلبلة وإجبار القوات الروسية على إهدار الذخائر والصواريخ وغيرها من الموارد على أهداف زائفة. وأوضح سيمنر: “أي شيء يمكننا القيام به لجعل الكميات تبدو أكبر على خط المواجهة هو أمر مفيد لنا”.

يتماشى هذا النهج مع الطبيعة المتطورة للحرب الحديثة، حيث تُعدّ الصور الرقمية والطائرات بدون طيار جزءًا لا يتجزأ من كيفية تعامل القوات في ساحة المعركة.

دور المملكة المتحدة في دعم الدفاع الجوي لأوكرانيا: نظام رايفن

بالإضافة إلى الطعوم، زودت المملكة المتحدة أوكرانيا بنظام رايفن للدفاع الجوي، وهو تطور رائد يعتمد على تكنولوجيا صاروخية قديمة لكنها فعّالة. يُستخدم نظام رايفن، الذي يستخدم مكونات من طائرات بريطانية قديمة مثل هوك وجاغوار، على مركبات سوباكات، ويمكن نشره بسرعة ردًا على تهديدات الصواريخ والطائرات المسيرة.

أثبتت النسخ الأولى من رايفن فعاليتها، حيث بلغت نسبة نجاحها 70% في اعتراض طائرات شاهد المسيرة وصواريخ كروز الإيرانية الصنع، مما يجعله أحد أكثر أنظمة الدفاع الجوي موثوقية في أوكرانيا.

وقد بادرت وزارة الدفاع البريطانية إلى إعادة استخدام المعدات القديمة، مثل صواريخ أسرام جو-جو، التي اعتُبرت غير صالحة للاستخدام في المملكة المتحدة لأسباب تتعلق بالصحة والسلامة، ولكن تم تعديلها بنجاح لاستخدامها في رايفن.

تُبرز هذه الجهود التزام المملكة المتحدة بتزويد أوكرانيا بحلول دفاعية متطورة وبأسعار معقولة في مواجهة الهجوم الروسي المتصاعد.

اقرأ أيضًا: النشرة العسكرية.. سر قوة منظومة الدفاع الجوي لباكستان.. وإسرائيل تكشف نظامًا متقدمًا لمكافحة المسيرات

تأثير المراقبة الرقمية.. التكيف مع عصر حرب جديد

أدى إدخال تقنيات المراقبة المتقدمة، بما في ذلك الأقمار الصناعية والطائرات بدون طيار، إلى زيادة صعوبة إخفاء القوات في ساحة المعركة. ومع استخدام القوات الروسية لأدوات متطورة لتحديد واستهداف الأصول الأوكرانية، أصبحت الحاجة إلى الخداع أكثر إلحاحًا من أي وقت مضى.

أكد العقيد أولي تود، قائد قسم المشتريات في فرقة العمل كيندريد، على أهمية الطعوم في الحروب الحديثة، مشيرًا إلى أنها تلعب دورًا “أساسيًا” في تضليل القوات. وأشار إلى أنه حتى عدد قليل من المركبات العسكرية الحقيقية يمكن أن يُرافقه عدد كبير من الطعوم، مما يُعقّد جهود الاستهداف الروسية بشكل كبير.

وفقًا لتود، تهدف وزارة الدفاع إلى إرسال أكبر عدد ممكن من الطعوم إلى جانب أنظمة الأسلحة الفعلية، مما يُعزز الوهم بوجود قوة أكبر. وقال: “إذا كنا نُقدم خمس مركبات حقيقية، فمن المحتمل أن نُرسل معها 30 طُعمًا”، موضحًا أن الطعوم فعالة من مسافات تصل إلى 25 مترًا. الرد العسكري الأوكراني: استخدام الطعوم كأداة قيّمة

اعتمدت أوكرانيا استخدام الطعوم كجزء أساسي من استراتيجيتها الدفاعية. وأقرت كاترينا تشيرنوهورينكو، نائبة وزير الدفاع الأوكراني، بالأهمية المتزايدة للطعوم في الصراع، مشيرةً إلى أن روسيا استخدمت تكتيكاتها الخادعة، بما في ذلك طائرات مسيرة مزيفة ذات حمولات متفجرة محدودة.

تُجبر هذه التكتيكات القوات الأوكرانية على إنفاق مواردها، مثل صواريخ الدفاع الجوي، على تهديدات غير فعّالة. ويستخدم الجيش الأوكراني هذه الطعوم ليس فقط لتوفير الموارد، بل أيضًا لتعطيل العمليات الروسية وخلق حالة من عدم اليقين في قرارات الاستهداف الروسية.

إعلان

أحمد سيف الدين

أحمد سيف الدين، مترجم صحفي وعضو نقابة الصحفيين، مهتم بالسياسة الدولية والشؤون الخارجية، عمل/يعمل لدي عدد من المؤسسات الصحفية ومراكز الأبحاث الإقليمية والدولية.
زر الذهاب إلى الأعلى