بريطانيا تفتتح مصنعًا جديدًا لإنتاج مدافع الهاوتزر M777 بنظام التحكم الرقمي والـGPS

دَشّنت شركة BAE Systems منشأة تصنيع مدفعية هاوتزر جديدة بمدينة شيفيلد شمال بريطانيا، في خطوة تُعيد إلى الأذهان الإرث الصناعي العريق للمدينة، وتضعها مجددًا في صدارة الإنتاج الدفاعي البريطاني.
مصنع جديد لإنتاج مدافع الهاوتزر
يمتد المصنع على مساحة 94,000 قدم مربع، ومن المقرر أن يُنتج مدافع هاوتزر M777 خفيفة الوزن، بما في ذلك قذائف إكسكاليبور الموجهة بدقة، لمسافة تصل إلى 25 ميلاً.
ويقوم المصنع بتوفير 200 وظيفة عالية المهارة، فضلًا عن دعم أكثر من 60 شركة ضمن سلسلة التوريد البريطانية.
ما يعزز الانتعاش الاقتصادي في منطقة جنوب يوركشاير التي عانت سابقًا من تراجع صناعات الصلب والفحم.
تعزيز استراتيجي للدفاع البريطاني
افتتاح المصنع، المقرر بدء تشغيله قبل نهاية 2025، يأتي في وقت تشهد فيه أوروبا والمحيطين الهندي والهادئ توترات متصاعدة.
مما يعكس توجّه الحكومة البريطانية نحو تعزيز الاستقلال الصناعي الدفاعي في ظل دروس مستخلصة من الحرب الأوكرانية واضطرابات سلاسل التوريد.
وزير الدفاع البريطاني جون هيلي وصف المشروع بأنه “دفعة قوية للقدرات الوطنية ودليل ثقة بقطاع الدفاع البريطاني”، مؤكدًا توافقه مع خطة الحكومة لتعزيز الأمن والنمو الإقليمي.
M777 .. مدفع خفيف بإمكانات ثقيلة
يشكّل M777 العمود الفقري للإنتاج الجديد، وهو مدفع من عيار 155 ملم، يزن أقل من 9,300 رطل بفضل هيكله المصنوع من التيتانيوم والألمنيوم.
وقد أثبت كفاءته الميدانية في العراق وأفغانستان، ويستخدمه مشاة البحرية الأمريكية بكثافة لقدرته على النقل الجوي والمرونة في التضاريس الوعرة.
يُطلق المدفع ذخائر متنوعة، بما في ذلك قذائف إكسكاليبور الدقيقة، لمسافات تصل إلى 40 كيلومترًا.
ورغم افتقاره لقدرات الدفع الذاتي، تظل مرونته التشغيلية وتكلفته الأقل نقاط قوة رئيسية.
مقارنة دولية .. مزايا وتحديات
رغم تفوقه في الوزن وسهولة النقل، يُواجه M777 منافسة من أنظمة مدفعية مثل 2A65 Msta-B الروسي وK9 Thunder الكوري الجنوبي ذاتية الدفع، وكذلك مدفع AH-4 الصيني الذي يحاكي خصائصه، ومدفع ATAGS الهندي الذي يقدم مدى أطول لكنه أثقل وزنًا.
أبعاد اقتصادية وتنموية
يتوقّع أن يُساهم المصنع في ضخ ملايين الجنيهات في الاقتصاد المحلي، ويُعيد تشكيل هوية شيفيلد الصناعية عبر ربط التاريخ التكنولوجي العريق بالتصنيع الحديث.
برنامج التدريب المهني في BAE، الذي يستقطب مئات الشباب سنويًا، يُركز على الهندسة الدقيقة والتصنيع الآلي، في انسجام مع خطة الحكومة لسد فجوة المهارات في مجالات العلوم والتقنية والهندسة والرياضيات (STEM).
شركة بي إيه إي سيستمز، إحدى أكبر شركات المقاولات الدفاعية في العالم، ليست غريبة على مواجهة هذه التحديات.
بإيرادات سنوية تتجاوز 25 مليار دولار، تعمل الشركة في أكثر من 40 دولة، حيث تُورّد كل شيء من الطائرات المقاتلة إلى السفن الحربية.
أهمية جيوسياسية وأمنية
يُسهم المصنع في تأمين إمدادات المدفعية البريطانية، ويُخفف الضغط على خطوط الإمداد الخارجية، خصوصًا مع ازدياد الحاجة إلى الذخائر الثقيلة في النزاعات طويلة الأمد مثل الحرب الأوكرانية.
كما يعزز مكانة بريطانيا كشريك موثوق لحلفاء مثل الولايات المتحدة وكندا وأستراليا، ويفتح الباب لتوسيع التصدير إلى دول كالهند والسعودية.
تحديات قائمة ومستقبل مفتوح
رغم الزخم، تواجه المنشأة تحديات في توفر العمالة الماهرة وتكاليف الطاقة المرتفعة، إضافة إلى ضرورة تنسيق مع شبكات الإمداد التي لا تزال تتعافى من آثار الجائحة.
ويُعد نجاح BAE في الالتزام بالتسليم والميزانية مفتاحًا لاستدامة المشروع.
تاريخ مدفع الهاوتزر M777
يُقدم التاريخ التشغيلي لمدفع الهاوتزر M777 لمحة عن أهميته الدائمة.
في أفغانستان، اعتمد مشاة البحرية الأمريكية على قدرة مدفع الهاوتزر على الحركة لإنشاء قواعد إطلاق نار في الوديان النائية، وتوجيه ضربات دقيقة ضد مواقع طالبان.
ويتيح نظام التحكم الرقمي في إطلاق النار، الذي يدمج نظام تحديد المواقع العالمي (GPS) والاستهداف بالليزر، للأطقم التعامل مع الأهداف بأقل وقت إعداد.
اقرأ أيضاً.. لأول مرة.. البحرية الإسرائيلية تعترض 8 طائرات إيرانية مسيّرة باستخدام “البرق الواقي”| شاهد