بسبب ضعف الأبرامز أمام المسيرات.. الجيش الأمريكي يدخل تعديلات غير مسبوقة على تكتيكات الدبابات
أجرى الجيش الأمريكي تعديلات جوهرية على دليل “تكتيكات فصائل الدبابات” الخاص بدبابات القتال الرئيسية M1A2 أبرامز، حيث تضمن الدليل المحدث تعليمات جديدة غير مسبوقة لتمكين الأطقم من مواجهة هذا النوع من الهجمات .. وذلك استجابة لتنامي التهديدات التي تفرضها أسراب الطائرات دون طيار منخفضة التكلفة.
الجيش الأمريكي يتولى تحديث دبابات أبرامز بعد فشلها في أوكرانيا
التحديث المفاجئ يعكس إدراكًا متزايدًا بين الجيوش الكبرى للدروس القاسية التي كشفتها الحرب في أوكرانيا، خصوصًا فيما يتعلق بضعف المعدات الثقيلة أمام المسيّرات.
وعلى نحو غير تقليدي، ينصح الدليل أطقم الأبرامز باستخدام المدفع الرئيسي من عيار 120 ملم – رغم بطء معدل إطلاقه الذي لا يتجاوز 8.5 طلقة في الدقيقة – لإطلاق قذائف M1028 العنقودية، المصممة أساسًا ضد تجمعات المشاة.
ويُعوَّل على الشظايا المتناثرة من هذه القذائف لتدمير عدة طائرات مسيرة صغيرة دفعة واحدة، خاصة عند دمجها بنيران الرشاشات، ما يشكل طبقة دفاعية متعددة المستويات.
أبرامز تفتقر لأنظمة اعتراض آلية .. وسط تفوق صيني
رغم هذه التوصيات، فإن الاعتماد على المدفع الرئيسي كوسيلة لمكافحة الطائرات دون طيار يُبرز محدودية الأبرامز في هذا النوع من القتال، إذ تفتقر هذه الدبابة إلى أنظمة اعتراض آلية أو ذخائر موجهة بالرادار، على عكس ما هو متوفر في أنظمة متخصصة مثل “تروفي” الإسرائيلي، أو “أرينا-إم” الروسي، أو حتى الأنظمة المتقدمة لدى الصين والكوريتين.
وقد فشلت كل من الولايات المتحدة وروسيا حتى الآن في دمج هذه الأنظمة بفعالية على دباباتهما، رغم خطط أمريكية وألمانية للحصول على النسخة المتقدمة من “تروفي”.
حجم الأبرامز الكبير جعلها هدفًا بارزًا للمسيّرات، لكنه أيضًا يوفر مساحة نظرية كافية لإضافة تقنيات دفاعية متقدمة في المستقبل، بما في ذلك الأسلحة الموجهة بالطاقة.
أوكرانيا تفقد 87% من دبابات أبرامز
ورغم السمعة القتالية القوية التي لطالما ارتبطت بالأبرامز، فإن أداءها في أوكرانيا أثار موجة من الشكوك بشأن قدرتها على البقاء. فمنذ بدء استخدامها في المعارك في فبراير 2024، سُجلت عدة حالات لتدمير هذه الدبابات عبر طائرات انتحارية أو ذخائر مدفعية موجهة.
وبحلول يونيو 2025، قُدّر أن الجيش الأوكراني فقد نحو 87% من دبابات أبرامز التي حصل عليها، حيث تم تدمير أو أسر 27 من أصل 31 دبابة.
وما يزيد الموقف تعقيدًا أن النسخ الأوكرانية والأمريكية من الأبرامز عرضة بنفس القدر للهجمات العلوية، رغم أن النسخة الأمريكية مزودة بدروع من اليورانيوم المنضب، إلا أن هذه الدروع لا توفر حماية فعالة ضد الضربات من الأعلى، وهي الزاوية الأكثر استهدافًا من قبل الطائرات الانتحارية.
ومع الضغوط المتزايدة على ميزانية وزارة الدفاع الأمريكية، وتراجع الأولوية الممنوحة للقوات البرية، تُثار تساؤلات حقيقية حول قدرة الجيش الأمريكي على تمويل التحديثات الباهظة المطلوبة لمواجهة حرب الدرونز المتطورة.
اقرأ أيضاً.. قبة مصر الحديدية.. من آمون إلى أفينجر كيف صُنعت منظومة الردع الجوي؟