“بشارة فتح” تفجر الخليج.. إيران تستهدف قاعدة العديد وقطر تلوح بالرد بلهجة حادة

في تصعيد عسكري غير مسبوق، استهدفت إيران قاعدة العديد الجوية الأمريكية في قطر ضمن عملية “بشارة فتح”، وردت الدوحة بإدانة حازمة ووعيد واضح، فيما تحاول طهران تهدئة حليفتها الخليجية وتؤكد: “الاستهداف لا يشملكم”. بينما يراقب البيت الأبيض والبنتاجون الوضع ويتأهبان.

هجوم إيراني مباشر على قاعدة أمريكية في قطر.. “العديد” في مرمى النار

أعلن الحرس الثوري الإيراني مساء الإثنين مسؤوليته عن هجوم صاروخي مباشر استهدف قاعدة العديد الجوية، كبرى القواعد الأمريكية في منطقة الخليج، وذلك في رد على ضربات أمريكية استهدفت منشآت نووية داخل إيران قبل أيام.

وحملت العملية اسم “بشارة فتح” ونُفذت تحت إشراف مقر خاتم الأنبياء (ص)، مع نداء رمزي ديني “يا أبا عبدالله الحسين (ع)”، في تصعيد لافت يربط السياسة بالعقيدة.

وأفادت مصادر استخباراتية بأن الهجوم شمل إطلاق ستة صواريخ باليستية دقيقة المدى باتجاه قاعدة العديد، التي تضم أكثر من 8 آلاف جندي أمريكي إلى جانب قوات بريطانية.

الخارجية القطرية: إدانة شديدة وتحذير صريح من العواقب

وفي بيان غير مسبوق من حيث اللغة والحدة، عبّرت وزارة الخارجية القطرية عن “إدانة دولة قطر الشديدة للهجوم الذي استهدف قاعدة العديد الجوية من قبل الحرس الثوري الإيراني”، واعتبرته:”انتهاكًا صارخًا لسيادة دولة قطر ومجالها الجوي، وخرقا واضحا للقانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة.”

وأكد البيان أن قطر “تحتفظ بحق الرد المباشر بما يتناسب مع شكل وحجم هذا الاعتداء السافر”، مشددة على أن استمرار مثل هذه الأعمال العدائية التصعيدية سيقوّض الأمن في المنطقة برمتها.

وأضافت الخارجية القطرية أن كافة الإجراءات الاحترازية تم اتخاذها لضمان سلامة العاملين في قاعدة العديد، وأن القاعدة “تم إخلاؤها مؤقتا وفقا للإجراءات الأمنية المعتمدة”.

وزارة الدفاع القطرية: الهجوم تم اعتراضه بنجاح دون خسائر بشرية

وفي وقت لاحق، أكدت وزارة الدفاع القطرية أن الدفاعات الجوية القطرية اعترضت الهجمة الصاروخية بنجاح، مشيرة إلى أن “يقظة القوات المسلحة” حالت دون وقوع خسائر بشرية أو أضرار بالمنشآت.

وجاء في البيان: “بفضل الله ويقظة القوات المسلحة، لم يُسجل وقوع أي إصابات أو خسائر بشرية نتيجة الهجوم.”

إيران تشرح موقفها: “لا نستهدف قطر… القاعدة بعيدة عن المناطق السكنية”

وردا على الموقف القطري، أصدر مجلس الأمن القومي الإيراني بيانا توضيحيا لمحاولة احتواء الأزمة مع الدوحة، قال فيه: “قصف قاعدة العديد لا يشكل أي تهديد لجارتنا الصديقة والشقيقة قطر”، مشيرا إلى أن “القاعدة تقع في منطقة نائية بعيدة عن المرافق الحضرية والمناطق السكنية.”

ويُقرأ هذا التصريح كمحاولة إيرانية للفصل بين قطر كدولة، والوجود العسكري الأمريكي على أراضيها، في مسعى لعدم خسارة أحد الشركاء الإقليميين الذين تميل إليهم طهران في أوقات التوتر الإقليمي.

البيت الأبيض والبنتاجون.. نرصد التهديدات ومستعدون للرد

ومن جهته، قال البيت الأبيض والبنتاجون في بيان مشترك: “نحن على علم بالتهديدات المحتملة لقواعدنا في قطر والعراق، ونتابع الوضع عن كثب.”

وأكدت واشنطن أنها اتخذت إجراءات استباقية قبل الهجوم، حيث تم نقل أكثر من 12 طائرة حربية من قاعدة العديد، وسط تحركات عسكرية تهدف إلى تعزيز الحماية والجاهزية.

اقرأ أيضًا.. انفجارات تهز الدوحة.. هجوم إيراني صاروخي على قاعدة أمريكية في قطر

تصعيد على كل الجبهات: من الرد الإيراني إلى الإنذار القطري

وشكّل الهجوم الإيراني تغييرا جذريا في طبيعة الصراع، إذ لم تكتف طهران بالرد عبر وكلائها أو في أماكن نائية، بل وجهت ضربة مباشرة إلى عمق الوجود الأمريكي في الخليج، محدثة زلزالا استراتيجيا في التوازنات الإقليمية.

في المقابل، كانت اللهجة القطرية واضحة وقوية على غير العادة، لتُرسل رسالة إلى طهران أن أمن قطر وسيادتها ليسا موضع مساومة أو تفاهم ضمني.

زر الذهاب إلى الأعلى