بصمامات قلب حية.. البروفيسور مجدي يعقوب يعيد تعريف جراحة القلب
القاهرة (خاص عن مصر)- قد يستفيد المرضى البريطانيون الذين يعانون من أمراض صمامات القلب قريبًا من التطورات الرائدة في التكنولوجيا الطبية. فقد طور الباحثون بقيادة البروفيسور السير مجدي يعقوب، صمامات قلب تنمو بشكل طبيعي داخل الجسم، مما قد يلغي الحاجة إلى العمليات الجراحية المتكررة والأدوية طويلة الأمد.
من المتوقع أن يعيد هذا الابتكار التحويلي تشكيل مشهد العلاج لأمراض القلب، وخاصة للأطفال الذين يولدون بعيوب خلقية في القلب.
اختراق في استبدال صمام القلب
بحسب ديلي ميل، تلعب صمامات القلب دورًا حاسمًا في ضمان تدفق الدم بشكل صحيح عبر القلب. وعندما تصاب هذه الصمامات بالأمراض، يواجه المرضى خطرًا متزايدًا للإصابة بقصور القلب والسكتة الدماغية ومضاعفات أخرى.
وتمثل خيارات العلاج الحالية، مثل الصمامات الميكانيكية أو الصمامات المستمدة من الحيوانات والأنسجة البشرية، تحديات كبيرة. وتشمل هذه التحديات المتانة المحدودة، وخطر الرفض المناعي، والحاجة إلى الأدوية مدى الحياة.
ويتأثر الأطفال بشكل خاص بهذه القيود، حيث لا تنمو الصمامات التقليدية مع أجسامهم، مما يستلزم إجراء جراحات متعددة. ومع ذلك، تقدم الصمامات الحية الجديدة حلاً ثوريًا من خلال التكامل مع أنسجة المريض والنمو مع نمو المريض، مما يوفر خيارًا أكثر طبيعية وديمومة.
اقرأ أيضًا: البنتاجون يضيف عملاق التواصل الاجتماعي الصيني تينسنت للقائمة السوداء العسكرية
قيادة الابتكار: البروفيسور السير مجدي يعقوب
يقود المشروع البروفيسور السير مجدي يعقوب، جرَّاح القلب الشهير الذي أجرى أول عملية زرع قلب ورئة في المملكة المتحدة. يواصل البروفيسور يعقوب، الذي بلغ من العمر الآن 80 عامًا، دفع حدود العلوم الطبية من خلال قيادته في مركز هارت بيوتيك التابع لمستشفى هيرفيلد.
أكد الدكتور يعقوب على الإمكانات العميقة لهذا الابتكار، قائلاً: “الطبيعة هي أعظم تكنولوجيا. بمجرد أن يصبح شيء ما حيًا – سواء كان خلية أو نسيجًا أو صمامًا حيًا – فإنه يتكيف من تلقاء نفسه. علم الأحياء مثل السحر”.
أبحاث واعدة وتعاون عالمي
أظهرت التجارب الأولية نتائج ملحوظة. أظهر البحث المنشور في مجلة Nature Communications Biology أنه في غضون أربعة أسابيع من الزرع، طورت الصمامات الجديدة أكثر من 20 نوعًا من الخلايا، بما في ذلك الأنسجة العصبية والدهنية، محاكية عن كثب صمامات القلب الطبيعية.
بعد ستة أشهر، أصبحت الصمامات مكونة بالكامل من خلايا المريض، وفي غضون عامين، تركت الهياكل المذابة وراءها صمامات حية تعمل بكامل طاقتها.
كانت التجارب على الأغنام واعدة بشكل خاص، مما مهد الطريق للتجارب البشرية المقرر أن تبدأ في غضون 18 شهرًا. ستشمل هذه التجارب ما بين 50 إلى 100 مريض، بما في ذلك الأطفال، وستقارن أداء الصمامات الجديدة بالخيارات الاصطناعية التقليدية.
يضم فريق البحث الدولي خبراء من جامعة كوليدج لندن، ومستشفى جريت أورموند ستريت، ومؤسسات في نيويورك وإيطاليا وهولندا.
تغيير جذري لجراحة صمام القلب
وصفت الدكتورة سونيا بابو نارايان، المديرة الطبية المساعدة في مؤسسة القلب البريطانية، هذا التطور بأنه “الكأس المقدسة” لجراحة صمام القلب.
قالت: “إذا أظهرت الأبحاث الإضافية نجاح هذا النهج لدى البشر، فيمكن للعديد من الأشخاص في جميع أنحاء العالم أن يعيشوا بشكل جيد لفترة أطول دون الحاجة إلى عمليات صمام القلب المتكررة”.
مع إجراء ما يقرب من 13000 عملية استبدال صمام قلب سنويًا في إنجلترا و300000 عملية في جميع أنحاء العالم، تتمتع الصمامات الحية الجديدة بإمكانية تحسين نتائج المرضى بشكل كبير، وتقليل تكاليف الرعاية الصحية، وتوفير حل طويل الأمد لأولئك الذين يعانون من أمراض صمام القلب.
الأمل في المستقبل
يمثل هذا النهج المبتكر خطوة هائلة إلى الأمام في رعاية القلب. من خلال الاستفادة من قدرة الجسم الطبيعية على الشفاء والتكيف، يمكن لهذه الصمامات الحية إعادة تعريف نموذج العلاج، مما يوفر الأمل وتحسين نوعية الحياة لملايين المرضى على مستوى العالم.