بعد أسبوعين من الخسائر المتتالية.. ماذا ينتظر سوق الأسهم السعودية؟

استقرت سوق الأسهم السعودية فوق مستوى 11800 نقطة خلال الجلسات الأخيرة، وذلك بعد انخفاضات حادة استمرت على مدى أسبوعين متتاليين.
ومع ذلك لا تزال التوقعات تشير إلى ضعف احتمالية حدوث ارتداد مستدام في الأداء، خاصة في ظل انخفاض قيم التداولات واستمرار تأثر معنويات المستثمرين بالمشهد الاقتصادي العالمي المضطرب.
اقرأ أيضًا: تقديم وظائف وزارة الداخلية السعودية 2025 خطوة بخطوة
أداء سوق الأسهم السعودية في الأسبوع الأخير
وتمكن المؤشر الرئيسي “تاسي” من تعويض خسائره المبكرة، ليختتم تعاملات الأسبوع الماضي بارتفاع طفيف نسبته 0.2%، مغلقًا عند مستوى 11836 نقطة.
جاء هذا الأداء مدعومًا بصعود قطاع الطاقة، الذي قاده سهم “أرامكو السعودية”، بالإضافة إلى قطاع المرافق العامة بقيادة سهم “أكوا باور”.
ومع ذلك، ظلت قيمة التداولات عند مستوى متواضع، حيث بلغت نحو 4 مليارات ريال، مما يعكس حذر المستثمرين وضعف السيولة في السوق.
ماذا ينتظر سوق الأسهم السعودية؟
الخسائر التي شهدتها الأسهم السعودية خلال الأسبوعين الماضيين قد شجعت بعض المستثمرين على العودة للشراء، إلا أن السيولة لم تشهد ارتفاعًا كبيرًا، والتحسن في السيولة والنشاط الأكبر هو ما يجعل الارتدادات مستدامة ومرتفعة لفترة طويلة”.
كما أن انخفاض السيولة يزيد من تأثير الصفقات الفردية على حركة الأسهم، بسبب عدم وجود عمق كافٍ في العروض والطلبات.
- سوق الأسهم السعودية
تأثير العوامل الخارجية
وتتأثر معنويات المستثمرين في البورصة السعودية، مثلها مثل الأسواق العالمية، بحالة عدم اليقين التي تحيط بالاقتصاد العالمي، خاصة في ظل تصاعد التوترات التجارية بين الولايات المتحدة والصين.
فقد فرضت الولايات المتحدة رسومًا جمركية بنسبة 10% على الواردات الصينية في أوائل فبراير، قبل أن تعيد مضاعفتها إلى 20% بعد شهر واحد فقط، مما دفع الصين للرد بفرض رسوم مماثلة.
كما أثارت السياسات التجارية الأمريكية تجاه دول مثل كندا والمكسيك حالة من الارتباك بين المسؤولين الحكوميين والشركات والمستثمرين.
فقد تم فرض رسوم جمركية على البلدين بعد تأجيلها لمدة شهر، إلا أنها لم تستمر سوى أقل من يومين قبل أن يعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن مهلة إضافية شملت مجموعة واسعة من السلع.
تحديات إضافية تواجه السوق
وإلى جانب التوترات التجارية، تواجه السوق السعودية ضغوطًا إضافية من عوامل خارجية أخرى، مثل أسعار النفط وقوة الدولار.
فقد انخفضت أسعار النفط بنحو 7% منذ بداية العام، مع توقعات باستمرارها عند مستويات منخفضة، مما أثر سلبًا على تفاؤل المستثمرين.
كما أدى تراجع قيمة الدولار بنسبة 4% منذ بداية العام إلى توجه المستثمرين الأجانب، الذين زادت حصتهم في السوق السعودية بشكل كبير خلال 2024، نحو مزيد من البيع خشية تراجع أرباحهم.
توقعات السوق السعودية
وتلعب العوامل الخارجية دورًا كبيرًا في تشكيل توجهات السوق، وهناك مجموعة من الأسئلة التي تؤثر على السوق مثل ما مدى تأثير حرب الأسعار التي نراها اليوم في العالم؟ كيف سيكون تأثيرها على المنطقة والتضخم؟ وكيف سيكون تأثير ارتفاع الأسعار على بعض الشركات العاملة في قطاعات معينة؟.
وهذه الأسئلة تسبب القلق لدى المستثمرين، ولكن هناك توقعات أن تقدم نتائج الربع الأول صورة أوضح لتأثير هذه العوامل على الشركات والنظرة المستقبلية حتى نهاية العام.
اقرأ أيضًا: طريقة تحديث المؤهل الدراسي عبر أبشر في السعودية 1446
كما أن أسعار النفط هبطت إلى أدنى مستوياتها منذ سبتمبر مع بدء تداولات الأسبوع، وذلك بسبب تفاقم البيانات الاقتصادية الضعيفة من الصين، مما زاد من التوقعات القاتمة للطلب.
وفي ظل هذه التحديات، يبدو أن سوق الأسهم السعودية تواجه فترة من التقلبات وعدم اليقين، مع استمرار تأثير العوامل الخارجية على معنويات المستثمرين وأداء السوق.
وعلى الرغم من الاستقرار النسبي الذي شهدته السوق مؤخرًا، فإن ضعف السيولة وتراجع أسعار النفط والتوترات التجارية العالمية تشكل عقبات رئيسية أمام تحقيق ارتداد قوي ومستدام في الفترة القادمة.