بعد أن صنعت إسرائيل.. هل تعترف بريطانيا بدولة فلسطين؟
بعد مرور أكثر من قرن على “وعد بلفور” الذي مهَّد لقيام دولة إسرائيل، تواجه بريطانيا اليوم ضغوطًا متصاعدة للاعتراف بدولة فلسطين، في وقت أعلنت فيه فرنسا عن خطوة تاريخية باتجاه الاعتراف الرسمي ستُعلن خلال الجمعية العامة للأمم المتحدة المقبلة.
وكشف تقرير نشرته وكالة “بلومبرج” أن وزراء بارزين في حكومة كير ستارمر الجديدة يضغطون على رئيس الوزراء لاتخاذ موقف واضح وسريع بشأن الاعتراف بالدولة الفلسطينية، وهو ما قد يشكل تحولاً سياسياً كبيراً في السياسة البريطانية التقليدية.
باريس تكسر حاجز الصمت الأوروبي
في المقابل، أعلن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، يوم الخميس، أن فرنسا قررت الاعتراف رسمياً بدولة فلسطين، وأن هذا الاعتراف سيُعلن في نيويورك خلال اجتماع الجمعية العامة للأمم المتحدة في سبتمبر المقبل.
وكتب ماكرون على منصتي “إكس” و”إنستغرام”:”وفاءً بالتزامها التاريخي بسلام عادل ودائم في الشرق الأوسط، قررتُ أن تعترف فرنسا بدولة فلسطين”.
وبهذه الخطوة، تُصبح فرنسا أقوى دولة أوروبية تعترف بفلسطين، في وقت لا تزال فيه واشنطن وتل أبيب ترفضان بشدة أي اعتراف أحادي الجانب.
بريطانيا تحت ضغط التاريخ والجغرافيا
بريطانيا، التي كانت القوة الاستعمارية الحاكمة لفلسطين حتى عام 1948، تُواجه اليوم مطالبات داخلية وخارجية للاعتراف بالدولة الفلسطينية، تعويضاً عمّا يعتبره كثيرون “جُرحاً تاريخياً” سببه وعد بلفور ودورها في تأسيس دولة إسرائيل.
ويرى محلِّلون أن الحكومة البريطانية قد تجد نفسها قريبًا أمام مفترق طرق: إما مواكبة التحول الأوروبي بقيادة فرنسا، أو التمسك بالموقف الأمريكي المعارض لأي اعتراف قبل اتفاق تفاوضي.
مؤتمر فرنسي سعودي لإحياء حل الدولتين
فرنسا لم تكتف بالاعتراف، بل تتجه أيضاً إلى إطلاق مؤتمر دولي مشترك مع السعودية، على مستوى رؤساء الدول والحكومات، بهدف إعادة إحياء حل الدولتين.
وكان من المقرر عقد المؤتمر في يونيو، لكنه أُرجئ بسبب الحرب الإسرائيلية الإيرانية، على أن يُعقد اجتماع وزاري تحضيري في نيويورك يومي 28 و29 يوليو الجاري.
إسرائيل تُحذر… وأمريكا ترفض
رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو سارع إلى مهاجمة القرار الفرنسي، واعتبره “تهديداً وجودياً” لإسرائيل، محذراً من تداعياته الإقليمية.
أما وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو، فوصف اعتراف فرنسا بفلسطين بأنه “قرار متهور”، وشدد على أن واشنطن لن تدعمه، معتبرًا إياه نسفًا لأسس عملية السلام.
ترحيب فلسطيني بالدعم الأوروبي
في المقابل، رحّب نائب الرئيس الفلسطيني حسين الشيخ بقرار ماكرون، واعتبره “انتصاراً للقانون الدولي”، موجهاً الشكر إلى فرنسا والسعودية على جهودهما السياسية والدبلوماسية.
كما أشار الشيخ إلى أن هذه الخطوة قد تفتح الباب أمام دول أوروبية أخرى، مثل بريطانيا، لإعادة النظر في موقفها من القضية الفلسطينية.
اقرأ أيضًا: انسحاب أمريكي يطيح بآمال الهدنة.. إلى أين تتجه غزة؟