بعد إجلاء موظفين وإخلاء سفارات.. هل بدأت ساعة الصفر لهجوم أمريكا على إيران؟

بدأت أمريكا إجراءات إجلاء جزئي لموظفيها من عدد من دول الشرق الأوسط، وسط مؤشرات متزايدة على احتمال تصعيد عسكري مع إيران.

ويأتي ذلك بالتوازي مع تعثر المفاوضات النووية، وتزايد نشاط الجماعات المسلحة في العراق، وتهديدات إسرائيلية بشن ضربات ضد منشآت نووية إيرانية.

تصريح خطير من ترامب

ومساء الأربعاء، قال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، إن الولايات المتحدة قررت البدء في إجلاء مواطنيها من مناطق في الشرق الأوسط بسبب ارتفاع منسوب التهديدات، واصفًا الإقليم بأنه “قد يكون مكانًا خطيرًا”.

وأكد ترامب أن بلاده “لن تسمح لإيران بامتلاك سلاح نووي”، مكررًا موقفه المتشدد تجاه طهران. وأضاف: “لقد أصدرنا إخطارًا بالخروج… سنرى ما الذي سيحدث”.

إخلاء وإجلاء جزئي لسفارة أمريكا في بغداد بسبب إيران

كشفت وكالة “رويترز”، نقلًا عن مصادر أمريكية وعراقية، أن السفارة الأمريكية في بغداد تستعد لإخلاء جزئي، في خطوة تشمل السماح لأسر العسكريين الأمريكيين بمغادرة بعض مناطق الشرق الأوسط.

وأوضح مسؤول أمريكي أن عملية الإخلاء ستتم بشكل منظم باستخدام وسائل نقل تجارية، لكن الجيش الأمريكي مستعد للتدخل في حال دعت الحاجة.

الخارجية الأمريكية تحدّث إرشادات السفر وسط تصعيد مع إيران

وفي تطور مرتبط، حدّثت وزارة الخارجية الأمريكية، مساء الأربعاء، إرشاداتها الخاصة بالسفر حول العالم لتعكس المستجدات الأمنية.

وجاء في الإرشادات الرسمية: “في 11 يونيو، أمرت وزارة الخارجية بمغادرة موظفي الحكومة الأمريكية غير الأساسيين بسبب تصاعد التوترات الإقليمية”.

كما سمحت الخارجية بالمغادرة الطوعية لموظفيها وعائلاتهم من البحرين والكويت، إلا أن السفارة الأمريكية في الكويت أعلنت أنها لم تغيّر وضع موظفيها وتواصل العمل بكامل طاقتها.

مؤشرات أمنية غامضة

لم تُحدد المصادر الأمنية طبيعة التهديدات التي دفعت باتجاه هذا الإخلاء، لكن الأجواء المتوترة في العراق والمنطقة عمومًا أعطت انطباعًا بأن واشنطن تستعد لاحتمالات تصعيد أكبر.

وقفزت أسعار النفط بأكثر من 4%، ليبلغ سعر خام برنت 69.18 دولارًا للبرميل، عقب انتشار تقارير الإجلاء.

تهديدات متبادلة بين أمريكا وإيران

في تصعيد موازٍ، قال وزير الدفاع الإيراني عزيز ناصر زاده إن إيران “ستهاجم قواعد أمريكية في المنطقة” في حال تعرضها لأي ضربة.
وردًا على سؤال حول إمكانية التهدئة، قال ترامب: “لا يمكنهم امتلاك سلاح نووي، بكل بساطة”.

ويشير هذا الموقف إلى تراجع الثقة الأمريكية في إمكانية نجاح المحادثات النووية، خاصة مع رفض إيران وقف تخصيب اليورانيوم، وهو المطلب الأمريكي الأبرز في أي اتفاق جديد.

المفاوضات النووية بين أمريكا وإيران على المحك

من المتوقع أن تُعقد الجولة المقبلة من المحادثات النووية بين الولايات المتحدة وإيران خلال الأيام القليلة المقبلة.

وكشفت مصادر مطلعة أن إيران بصدد تقديم “مقترح مضاد” على العرض الأمريكي الأخير، وسط تراجع الآمال في إمكانية التوصل إلى اتفاق في المدى القريب.

وقال مسؤول إيراني لوكالة “رويترز”: “التهديد العسكري هو جزء من تكتيك التفاوض الأمريكي… لكن أي عمل عسكري ضد إيران ستكون له عواقب وخيمة”.

طهران: لا نسعى للسلاح النووي

قالت بعثة إيران لدى الأمم المتحدة، في بيان نُشر عبر منصة “إكس”، إن “التهديدات باستخدام القوة الساحقة لن تغيّر الحقائق. إيران لا تسعى لامتلاك سلاح نووي، والنزعة العسكرية الأمريكية لا تؤدي إلا إلى تأجيج عدم الاستقرار”.

وجاء البيان ردًا على تصريحات الجنرال مايكل كوريلا، قائد القيادة المركزية الأمريكية، الذي قال إنه قدم للرئيس ترامب “مجموعة واسعة من الخيارات” لمنع إيران من امتلاك السلاح النووي.
وبحسب مصدرين أمريكيين، فقد أرجأ كوريلا شهادة كان من المقرر أن يدلي بها أمام الكونغرس، نتيجة التوتر المتصاعد.

اقرأ أيضا

بعد اجتماع عبدالعاطي والشيباني.. هل يُذيب منتدى أوسلو الجليد بين القاهرة ودمشق؟

زر الذهاب إلى الأعلى