بعد إغلاق 15 عاما.. الإمارات تعيد فندق “جراند أوتيل دي بان” إلى مجده بالبندقية

في خطوة استراتيجية جريئة تعكس الطموح الإماراتي في توسيع الحضور العالمي، أعلنت شركة إيجل هيلز العقارية الإماراتية، بقيادة رجل الأعمال محمد العبار، عن دخولها السوق الإيطالية عبر مشروع فندقي ضخم.

ويتمثل هذا المشروع في إعادة إحياء فندق “جراند أوتيل دي بان” التاريخي الواقع في جزيرة ليدو دي فينيسيا، بمدينة البندقية الإيطالية، باستثمار يبلغ 200 مليون يورو.

ويأتي هذا الإعلان ضمن شراكة جمعت إيجل هيلز مع شركة كويما إس جي آر (COIMA SGR)، المتخصصة في إدارة وتطوير الأصول العقارية، عبر صندوق استثماري جديد يحمل اسم COIMA Des Bains، يهدف إلى تمويل وترميم الفندق الذي أغلق أبوابه منذ عام 2010.

مشروع يحيي الإرث ويعيد صياغة الرفاهية

ووفقا لـ “سي إن إن” الاقتصادية، شدد محمد العبار، مؤسس إيجل هيلز ومؤسس شركة إعمار العقارية، شدد على أهمية المشروع من حيث القيمة الرمزية والتاريخية، مؤكداً أن “الأمر لا يقتصر على الترميم فقط، بل هو إحياء لإرث أوروبي من خلال تميز معاصر”.

وأضاف: “لطالما كانت البندقية جسرا بين العوالم، ونحن فخورون بأن نكون جزءا من مستقبلها”.

ويمثل الفندق الذي افتُتح عام 1900 أحد معالم الحقبة الذهبية الأوروبية أو ما يعرف بـ “بيل إيبوك”، وقد احتضن نخبة أوروبا من الأرستقراطيين ونجوم السينما، وكان مصدر إلهام للروائي توماس مان في روايته الشهيرة “الموت في البندقية”.

دلالات استثمارية وثقافية استراتيجية

وبحسب البيان الصادر عن الشركتين، فإن الصفقة تشمل الاستحواذ الكامل على ديون الفندق البالغة 54 مليون يورو، وتدشين مشروع تطوير شامل يتضمن إعادة تأهيل الغرف، وتطوير المنتزه المحيط، وتجديد الواجهة البحرية، بما يحول الفندق المغلق منذ 15 عاما إلى منتجع فاخر عصري.

وأشار مانفريدي كاتيلا، رئيس مجلس إدارة كويما، إلى أن هذه الشراكة “تعكس تعزيزا للعلاقات الإيطالية-الإماراتية”، مشيرا إلى أن “فندق دي بان هو رمز عالمي، وهدفنا الآن إعادته إلى مكانته على خريطة السياحة العالمية”.

وتمثل الشراكة كذلك امتدادا لرؤية صندوق COIMA ESG City Impact، وهو أكبر صندوق وطني لإعادة تأهيل المدن في إيطاليا، والذي سبق له دعم تطوير مواقع استراتيجية مثل ساحة بورتا رومانا في ميلانو، المقرر أن تستضيف قرية الرياضيين لأولمبياد شتاء 2026.

توسّع نوعي في المحفظة الأوروبية

ويُعد المشروع أول حضور مباشر لإيجل هيلز في السوق الإيطالية، ضمن توسع استثماري نوعي شمل أكثر من 90 مشروعا عقاريا فاخرا في 12 دولة، تتضمن الإمارات، المغرب، صربيا، ألبانيا، إثيوبيا، والبحرين.

وتملك الشركة حاليا 35 فندقا فاخرا، وتطور أكثر من 30 مشروع ضيافة في أوروبا وحدها، لا سيما على طول ساحل البحر الأدرياتيكي.

وسبق أن كشفت تقارير عن خطة للشركة تتضمن استثمارات بقيمة 6 مليارات دولار لتطوير مشاريع عقارية ضخمة في جورجيا، ما يشير إلى استراتيجية توسعية طموحة مدروسة تستهدف المعالم التاريخية الكبرى وتحويلها إلى وجهات ضيافة معاصرة.

فتح الباب أمام مستثمرين مؤسسيين

وبحسب المصادر، فإن صندوق COIMA Des Bains سيكون مفتوحا أمام مستثمرين مؤسسيين ومهنيين، في خطوة تهدف إلى جذب رأس المال الدولي لدعم إعادة إحياء منطقة ليدو دي فينيسيا، التي تستضيف مهرجان البندقية السينمائي، في تأكيد إضافي على البعد الثقافي والسياحي لهذا الاستثمار.

وتؤكد هذه الخطوة تحولاً نوعيا في خريطة الاستثمار الإماراتي في أوروبا، ما يعكس تناميا في العلاقات الاقتصادية الثنائية، ويجسد توجها نحو مشاريع تدمج بين التراث الثقافي والعائد المستدام.

اقرأ أيضا.. صواريخ في سماء الكويت تثير الذعر.. والجيش يكشف الحقيقة الكاملة في بيان حاسم

المشروع بوابة جديدة بين أبوظبي وأوروبا

ولا يمثل استثمار إيجل هيلز في إعادة إحياء فندق “جراند أوتيل دي بان” فقط دخولا جديدا إلى سوق الضيافة الإيطالية، بل هو جزء من رؤية شاملة لإحياء المواقع التراثية العالمية وتحويلها إلى مشاريع حديثة ذات طابع فاخر ومستدام.

وفي الوقت نفسه، تؤسس هذه الشراكة لتحالفات اقتصادية جديدة بين القطاع العقاري الإماراتي والمؤسسات الأوروبية الكبرى، وتفتح الباب لمزيد من التعاون الثقافي والاستثماري العابر للقارات.

 

زر الذهاب إلى الأعلى