بعد إلغاء الجولة السادسة| هل يكتب هجوم إسرائيل نهاية المفاوضات النووية بين أمريكا وإيران؟

ألغت سلطنة عمان الجولة السادسة من المفاوضات النووية التي كانت مقررة بين إيران والولايات المتحدة في مسقط؛ وذلك بعد إعلان طهران رفضها المشاركة بسبب الهجوم الإسرائيلي الأخير على منشآت داخل الأراضي الإيرانية.

وفي تغريدة لوزير الخارجية العماني بدر البوسعيدي، أكد أن المحادثات “لن تُعقد حاليًا”، معتبرًا أن “الدبلوماسية والحوار يظلان السبيل الوحيد لتحقيق سلام دائم”.

التصعيد العسكري يُغلق باب المفاوضات النووية

بحسب تقارير فإن القرار العماني جاء في ظل تصعيد غير مسبوق بين طهران وتل أبيب؛ حيث اعتبرت إيران أن الولايات المتحدة ضالعة بشكل مباشر في الهجمات الإسرائيلية الأخيرة.

وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية، إسماعيل بقائي، إن بلاده “لا تجد معنى لمحادثات دبلوماسية مع طرف يدعم العدوان”، مؤكدًا أن “التركيز حالياً منصب على الرد على الاعتداءات”.

وكانت إسرائيل قد شنت أكبر ضربة عسكرية لها على الإطلاق ضد مواقع داخل إيران، شملت منشآت يشتبه بأنها ذات صلة ببرنامج تخصيب اليورانيوم، ما أثار ردود فعل دولية متباينة ورفع منسوب التوتر في المنطقة.

طهران ترفض التفاوض تحت النار

وخلال الساعات الماضية، كثف وزير الخارجية الإيراني، عباس عراقجي، من اتصالاته مع قادة دوليين، متهماً الولايات المتحدة وأوروبا بالتواطؤ في الهجوم الإسرائيلي.

وقال في اتصالات منفصلة مع نظرائه في بريطانيا وفرنسا وألمانيا، إن “استمرار الدعم الغربي لإسرائيل يعني انتهاء جدوى أي مفاوضات”.

وطالب عراقجي مجلس الأمن الدولي باتخاذ موقف واضح من “العدوان الإسرائيلي”، محذراً من أن إيران لن تبقى مكتوفة الأيدي، وأن ردها سيكون “قانونياً ووفق ميثاق الأمم المتحدة”.

دعم دولي متباين

في المقابل، أبدت الصين وروسيا دعماً صريحاً للموقف الإيراني. فقد أعلن وزير الخارجية الصيني وانغ يي دعم بكين لما وصفه بـ”الحقوق الإيرانية المشروعة”، وأدان الهجوم الإسرائيلي، معتبراً أنه يُهدد الاستقرار الإقليمي.

أما وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، فأعرب عن “تنديد موسكو باستخدام القوة”، مؤكداً استعداد بلاده للعب دور دبلوماسي في التهدئة، ومجدداً التزام روسيا بدعم المسار السياسي لحل الخلافات النووية.

موقف أمريكا من المفاوضات النووية

على الرغم من الاتهامات الإيرانية، نفت واشنطن وجود أي دور لها في الهجمات، وأكد مسؤولون أمريكيون رغبتهم في استمرار الحوار مع طهران.

وقال الرئيس دونالد ترامب، إن بلاده “كانت على علم مسبق بالعملية”، لكنها “لا تزال ترى مجالاً للتفاوض”.

مصادر أمريكية نقلت عن مسؤول رفيع تأكيده أن “الباب لم يُغلق بعد”، وأن “الولايات المتحدة لا تزال تأمل في إعادة إطلاق المفاوضات النووية، رغم رفض إيران المشاركة في الجولة المقبلة”.

البرلمان الإيراني يؤيد وقف المفاوضات النووية

بالتوازي، أعلنت لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في البرلمان الإيراني دعمها لقرار الحكومة بتجميد الحوار. ودعت اللجنة إلى “تقييد التعاون مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية”، والعودة إلى حدود اتفاق الضمانات فقط، وفقاً لما ينص عليه قانون “الإجراء الاستراتيجي لرفع العقوبات”.

وأكد رئيس اللجنة، إبراهيم عزيزي، في تصريحات للتلفزيون الرسمي، أن “الخطوات المقبلة سيتم تنفيذها دون الحاجة إلى تصويت جديد”، لأن القانون المذكور سبق أن تم اعتماده برلمانياً.

المفاوضات النووية في مفترق طرق

وفق تقارير فإن المشهد الحالي يشير إلى أن مسار المفاوضات النووية بات في مهب الريح، بعد سنوات من محاولات التوصل إلى اتفاق شامل. الانسحاب الإيراني من جولة مسقط لا يبدو خطوة مؤقتة، بل قد يكون بداية لمرحلة جديدة عنوانها “لا تفاوض تحت القصف”.

ويترقب المجتمع الدولي رد طهران المحتمل، وسط مخاوف من أن يشمل مصالح غربية في الخليج أو شرق المتوسط، في وقت تُبقي فيه الولايات المتحدة على قنوات الاتصال مفتوحة، دون ضمانات بجدوى استمرارها.

اقرا أيضا

سيناريوهات الرعب.. ماذا ينتظر العالم حال تحول مواجهة إيران وإسرائيل لحرب شاملة؟

زر الذهاب إلى الأعلى