بعد اتفاق وقف إطلاق النار.. مصر تستعد لإدخال أكبر قدر من المساعدات إلى غزة

القاهرة (خاص عن مصر)- كثفت مصر جهودها لإدخال أكبر قدر ممكن من المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة، من خلال فتح معبر رفح لدخول المساعدات الدولية.
ذكرت وسائل الإعلام الرسمية المصرية أن جهود التنسيق جارية لفتح معبر رفح الحدودي، مما سيسهل دخول المساعدات الدولية. وتشير هذه الخطوة إلى الدور النشط الذي تلعبه مصر في معالجة الأزمة الإنسانية في غزة، وهي المنطقة التي خضعت لفترة طويلة للحصار والعمليات العسكرية.
بحسب الجارديان، سلط إيري كانيكو، المتحدث باسم مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية، الضوء على التحديات الحرجة التي تواجه عمليات الإغاثة، بما في ذلك القيود المفروضة على دخول البضائع، وانعدام الأمان، وأزمة الوقود المستمرة.
أكد كانيكو أن إزالة هذه الحواجز أمر ضروري لإيصال المساعدات بشكل فعال، قائلاً: “لا يمكننا تقديم سوى ما تسمح به الظروف على الأرض”.
- غزة – وقف أطلاق النار – الجارديان
دعم الاتحاد الأوروبي لجهود السلام
كما تعهد الاتحاد الأوروبي بدعم جهود السلام والتعافي في غزة. ورحبت مفوضة الاتحاد الأوروبي لشؤون البحر الأبيض المتوسط، دوبرافكا سويكا، باتفاق وقف إطلاق النار الأخير واتفاق الرهائن بين إسرائيل وحماس، معربة عن أملها في أن يوفر ذلك الإغاثة التي يحتاج إليها بشدة أولئك الذين يعانون من الصراع الدائر.
أكدت سويكا التزام الاتحاد الأوروبي بتعزيز السلام الدائم في المنطقة، فضلاً عن مواصلة مساعداته الإنسانية.
الدبلوماسية القطرية: دور رئيسي في مفاوضات وقف إطلاق النار
كانت قطر، تحت قيادة رئيس الوزراء الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، لاعباً محورياً في تيسير اتفاق وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحماس.
وأقر آل ثاني بالزخم الذي جلبته الولايات المتحدة إلى عملية السلام، مشيراً إلى إظهار واضح للالتزام من جانب الولايات المتحدة في الأيام التي سبقت الاتفاق. كما أكد على ضرورة التزام جميع الأطراف بالاتفاق لمنع المزيد من الضحايا المدنيين.
وأوضح آل ثاني أن تفاصيل المراحل التالية من وقف إطلاق النار سيتم الانتهاء منها أثناء تنفيذ المرحلة الأولى. وستواصل قطر، بالتنسيق مع مصر والولايات المتحدة، مراقبة الوضع لضمان وفاء جميع الأطراف بالتزاماتها.
اقرأ أيضًا: هجوم صاروخي يتسبب في انقطاع التيار الكهربائي بأوكرانيا
وقف إطلاق النار التدريجي والجهود الإنسانية
يتضمن اتفاق وقف إطلاق النار، الذي من المقرر أن يدخل حيز التنفيذ في 19 يناير، سلسلة من المراحل التي تهدف إلى الحد من العنف وتسهيل المساعدات الإنسانية. وستشهد المرحلة الأولى، التي تستمر 42 يومًا، انسحاب القوات الإسرائيلية من مناطق حدود غزة، مما يسمح بالإفراج عن 33 أسيرًا إسرائيليًا، بما في ذلك المدنيين والأطفال، وعودة النازحين إلى ديارهم. وفي المقابل، ستفرج إسرائيل عن عدد من السجناء الفلسطينيين المحتجزين في السجون الإسرائيلية.
إن المفتاح لهذه المرحلة هو زيادة تدفق إمدادات الإغاثة إلى غزة، بما في ذلك الوقود والإمدادات الطبية والضروريات الأساسية للنازحين بسبب الصراع. كما سيتم إعطاء الأولوية لإعادة تأهيل البنية الأساسية الحيوية، مثل المستشفيات والمراكز الصحية والمخابز، لضمان استئناف الخدمات الأساسية لسكان غزة المعانين.
- غزة – وقف أطلاق النار – الجارديان
السلام الهش والطريق الطويل أمامنا
في حين أن اتفاق وقف إطلاق النار يمنحنا الأمل في بعض الراحة، يحذر الخبراء من أن السلام الدائم يظل هدفاً بعيد المنال. إن الديناميكيات المعقدة بين إسرائيل وحماس، إلى جانب عدم الاستقرار السياسي الأوسع في المنطقة، تجعل التنفيذ الكامل لوقف إطلاق النار والمراحل اللاحقة غير مؤكدة.
يواجه المجتمع الدولي، بقيادة مصر وقطر والاتحاد الأوروبي، معركة شاقة في ضمان صمود هذا الاتفاق الهش وتوفير الأساس للسلام والتعافي على المدى الطويل في غزة.