بعد ارتفاع سعر الخبر.. هل يصبح الكسافا بديلًا للقمح في مصر؟
بالتزامن مع ارتفاع سعر الخبز في مصر، أعلنت وزارة الزراعة واستصلاح الأراضي نهاية الشهر الماضي أن هناك أبحاثًا زراعية تجري بواسطة المراكز البحثية التابعة للوزارة، تحت عنوان: التنمية المستدامة لمحصول الكسافا غير التقليدي كبديل للمحاصيل الاستراتيجية “القمح” باستخدام التكنولوجية الحديثة تحت ظروف الوادي الجديد.
نبات الكسافا، أو كما يعرف في بعض المناطق باليوكا، هو أحد النباتات الاقتصادية الهامة التي تلعب دورًا كبيرًا في الزراعة العالمية.
زراعة الكسافا في مصر تعد واحدة من المواضيع التي تثير اهتمام الكثيرين، نظرًا للفوائد الاقتصادية والطبية والغذائية التي يقدمها هذا النبات.
حيث يستخدم ٦٥٪ منه كاستخدام آدمي في النشا والدقيق و٢١ منه يستخدم كنشا و١٤ يستخدم على أنه مواد علفية.
الكسافا هو نبات استوائي معمر، يُزرع في المناطق الاستوائية وشبه الاستوائية، وموطنه أمريكا الجنوبية، ويعتبر من النباتات الجذرية التي تحتوي على نسبة عالية من النشا.
مما يجعله مصدرًا مهمًا للطاقة في العديد من البلدان النامية، كما أنه يُستخدم في العديد من الصناعات الغذائية وغير الغذائية، ما يجعله نباتًا متعدد الاستخدامات.
الكسافا & القمح
لا يعتبر نبات الكسافا منافسًا للقمح في مناطق زراعته لأنه يزرع في مناطق صحراوية قليلة التسميد ومناطق هامشية، كما أنه يزرع في شهر أبريل ويتم حصاده في ديسمبر، بخلاف القمح الذي يزرع في ديسمبر ويحصد في أبريل ويستطيع التحمل لفترات طويلة وانتاجيه جيدة.
تعتبر الظروف المناخية والتربة في بعض المناطق المصرية مناسبةً لزراعة هذا النبات وهو ما بدأ يأخذ اهتمامًا أكبر في السنوات الأخيرة نظرًا للحاجة إلى محاصيل اقتصادية تساهم في تحسين الدخل الزراعي.
وتعتبر منطقة الدلتا ووادي النيل من أكثر المناطق خصوبة في مصر، وتوفر بيئة مثالية لنمو الكسافا بفضل تربتها الغنية وموارد المياه الوفيرة والظروف المناخية المعتدلة، كما أن الكسافا لديه القدرة على تحمل درجات الحرارة المرتفعة، وتحمل الجفاف لمدة شهرين.
بالإضافة إلى المناطق الصحراوية المستصلحة في السنوات الأخيرة والتي تحولت إلى أراضٍ زراعية وتشكل فرصًا واعدةً لزراعة الكسافا بفضل تحسينات الزراعة الحديثة.
الفوائد الاقتصادية لنبات الكسافا
تعتبر زراعة الكسافا من المحاصيل الاقتصادية التي توفر دخلًا جيدًا للمزارعين، مما يساهم في تحسين مستوى معيشتهم، خاصةً مع الطلب المتزايد على هذا النبات في الأسواق المحلية والعالمية، مما يوفر فرص عمل في المناطق الريفية ويقلل معدلات البطالة.
كما أنه يساعد في تنويع المحاصيل الزراعية في مصر مما يقلل من المخاطر الزراعية المرتبطة بالاعتماد على محاصيل محددة مثل القمح.
ويستخدم الكسافا في العديد من الصناعات بما في ذلك صناعة النشا والدقيق والعلف الحيواني، مما يفتح فرصًا اقتصاديةً إضافيةً، فضلًا عن كونه ذا احتياجات سماديه منخفضة مما يمثل عنصر جذب للمزارعين والمستثمرين.
اقرأ أيضًا.. “الأفوكادو” و”التنين” و”الليتشي”.. فواكه استوائية ترفع شعار “صنع في مصر”
ويضاف إلى هذه الفوائد الاقتصادية عدد من الفوائد الطبية والغذائية لنبات الكسافا أولها أنه ذو قيمة غذائية عالية باعتباره غنيًا بالكربوهيدرات والألياف مما يجعله مصدرًا ممتازًا للطاقة، ويساهم في الشعور بالشبع.
وتعمل الألياف الموجودة في الكسافا على تعزيز صحة الجهاز الهضمي وتحسين وظائفه ومنع الإمساك، كما يساهم في دعم الجهاز المناعي لاحتوائه على مضادات الأكسدة التي تحمي الجسم من الأمراض.
كما تشير بعض الدراسات إلى أن استهلاك الكسافا يمكن أن يساعد في خفض نسبة السكر في الدم، مما يجعله خيارًا جيدًا لمرضى السكري.
وفي ظل التغيرات المناخية واستراتيجيات للحفاظ على البيئة يساعد نبات الكسافا في الحفاظ على التربة وتحسين جودتها، حيث يساهم في تحسين جودة التربة بفضل جذوره العميقة التي تساعد في تثبيت التربة ومنع تآكلها.
نقص الخبرة
يقول الدكتور محمد سامي، أستاذ المحاصيل بالمركز القومي للبحوث الزراعية، إن نبات الكسافا من النباتات الدرنية التي تشبه البطاطس، والبطاطا، يزرع بواسطة العقل التي تؤخذ من السيقان الناضجة التي يتراوح عمرها من سنة لسنة ونصف، مؤكدًا ضرورة خلو هذه العقل من الحشرات.
وأشار إلى أن نجاح التجارب الأولية التي أجراها فريق البحث على نبات الكسـافا في الوادي الجديد تبشر بإمكانية التوسع في زراعته.
مؤكدًا على ضرورة التفكير خارج الصندوق ووجود حلول بديلة والتوسع في استخدام التقنيات الحديثة مثل البيوتكنولوجي وغيرها في مجال الزراعة، لضمان حق الأجيال القادمة في التنمية المستدامة.
وعن التحديات التي يمكن أن تواجه زراعة الكسافا في مصر، قال سامي إن نقص خبرة المزارعين المصريين بزراعة هذا النبات هو التحدي الأكبر الذي يمكن أن توجهه مصر، مطالبًا ببذل جهود توعوية للمزارعين، وتنظيم دورات عملية على زراعة الكسـافا.