بعد استهداف فوردو… هل أصبح “جبل الفأس” مركز إيران النووي السري الجديد؟

رغم الضربة الأمريكية لمنشأتي فوردو ونطنز ومفاعل أصفهان، رجحت مؤشرات استخباراتية نقل طهران موادها الانشطارية إلى لمنشأة جبل الفأس وهو موقع محصّن تحت الأرض وسط تخوف دولي من سباق نووي صامت

في أكبر عملية جوية ضد البنية التحتية النووية الإيرانية حتى الآن، أسقطت قاذفات الشبح الأمريكية «بي-2» قنابل تقليدية خارقة للتحصينات على منشآت فوردو ونطنز وأصفهان.

ورغم إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ما وصفه بتدمير البرنامج النووي الإيراني، تشير صور الأقمار الصناعية وتقارير استخبارية إلى أن الضربة لم تُصِب كامل المخزون النووي ولا قدراته التكنولوجية الأساسية.

شاحنات تغادر فوردو… والموقع البديل يلوح في الأفق

بحسب تقارير فقبل الهجوم بساعات، رُصدت 16 شاحنة مصطفة خارج فوردو، يُعتقد أنها نقلت مواد نووية حساسة إلى وجهة غير معلنة.
مصادر لصحيفة التلغراف البريطانية رجّحت أن الشحنات اتجهت إلى منشأة سرّية بعرف بـ جبل الفأس، على بعد نحو 90 ميلاً جنوب فوردو، حيث تُبنى شبكة أنفاق منذ أربع سنوات بعيداً عن أعين المفتشين الدوليين.

جبل الفأس تحصينات يصعب اختراقها

صور الأقمار الصناعية تكشف أربعة مداخل أنفاق على جانبي الجبل، فيما يتجاوز عمق التحصينات 100 م تحت السطح—أعمق من منشأة فوردو نفسها.

هذا العمق، إلى جانب الطبيعة الجبلية الصلبة، يعني قدرة أكبر على مقاومة القنابل الخارقة للتحصينات، ويعقّد أي محاولة لاختراق الموقع جوّاً.

تخصيب أم تصنيع..ماذا يحدث في جبل الفأس؟

وفق تقارير يقدّر متخصصون أن جبل الفأس صُمّم لتجميع أجهزة طرد مركزي متطورة وتخصيب اليورانيوم بسرعات أعلى، ما يمنح طهران خيار استعادة كامل طاقتها النووية خلال أشهر قليلة.

وطلب مدير الوكالة الدولية للطاقة الذرية رافاييل غروسي من إيران توضيحات حول أنشطة جبل الفأس، فجاء الرد الإيراني مقتضباً: «ليس من شأنكم».

هذا الصمت الرسمي زاد الشكوك حول طبيعة المشروع، ودفع الوكالة لتجديد مطالبتها بالدخول الفوري إلى الموقع المشتبه به.

تحذيرات باريس وتشكيك واشنطن

حذّر الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون من تضاعف خطر امتلاك إيران للسلاح النووي، قائلاً إن وقف إطلاق النار الهش مع إسرائيل قد يمنح طهران وقتاً لإعادة ترتيب برنامجها بعيداً عن الرقابة.

في المقابل، كشف تقرير استخباري أمريكي سرّي أن الضربات الأخيرة أخّرت البرنامج النووي الإيراني «لعدة أشهر فحسب»، مع بقاء المنشآت تحت الأرض سليمة نسبياً.

سيناريو القنبلة خلال ستة أشهر

وفق تقديرات أجهزة الاستخبارات الأمريكية، ما زالت إيران تمتلك ما يكفي من اليورانيوم عالي التخصيب لصنع سلاح نووي في غضون نصف عام إذا استُؤنفت العمليات بسرّية كاملة.

هذا السيناريو يعزّزه قرار البرلمان الإيراني، الأربعاء، بتعليق التعاون مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية، ما يحدّ من قدرة المفتشين على التحقق من الأنشطة الجارية.

سباق نووي يلوح في الأفق

بينما تتجه الأنظار إلى «جبل الفأس»، يبقى السؤال الملح: هل نشهد بداية مرحلة جديدة في البرنامج النووي الإيراني، مؤطرة بتحصينات طبيعية وأبواب موصدة أمام المجتمع الدولي؟

ما لم تُمنح الوكالة الذرية وصولاً عاجلاً للموقع، ومع بقاء خيارات الرد العسكري محدودة في وجه الحصون الصخرية، يبدو أن سباقاً نووياً صامتاً يكتسب زخماً غير مسبوق في الشرق الأوسط.

اقرأ أيضا

بين فوردو وبغداد.. هل تعيد واشنطن إنتاج خدعة العراق في إيران؟

زر الذهاب إلى الأعلى