بعد اشتباكات الحدود.. اتفاق بين سوريا ولبنان برعاية سعودية- ما تفاصيله؟

في خطوة دبلوماسية جديدة تهدف إلى تعزيز الأمن والاستقرار في المنطقة، تم توقيع اتفاق بين وزيري الدفاع في سوريا ولبنان برعاية سعودية.

جاء هذا الاتفاق بعد اجتماع عُقد اليوم الخميس في المملكة العربية السعودية، حيث حضر وزيرا الدفاع السوري مرهف أبو قصرة وميشال منسى برفقة وفدين أمنيين.

وقد أكد الطرفان خلال اللقاء أهمية ترسيم الحدود وتشكيل لجان قانونية متخصصة للتنسيق المشترك في عدة مجالات أمنية وعسكرية.

التوتر بين سوريا ولبنان

تأتي هذه الخطوة في إطار جهود مُضنية لتخفيف حِدَّة التوترات التي أعاقت استقرار المنطقة، خاصةً في ظل الاشتباكات الحدودية الأخيرة التي اندلعت بعد سقوط 3 جنود سوريين على الحدود مع لبنان.

ووفقًا لما ذكرته وكالة الأنباء السعودية (واس)، فإن اللقاء تناول عدة محاور مهمة شملت معالجة قضايا ذات اهتمام مشترك بين البلدين، بهدف تقليل خطر حدوث المزيد من الاشتباكات وتعزيز التعاون الأمني.

وأشار الطرفان خلال الاجتماع إلى ضرورة تشكيل لجان قانونية متخصصة تضمن التنسيق الفعال في مواجهة التحديات الأمنية والعسكرية، وبخاصة فيما يتعلق بما قد يطرأ على الحدود المشتركة بين سوريا ولبنان.

كما تم التأكيد على أهمية التنسيق الدوري لعقد اجتماعات متابعة في السعودية خلال الفترة القادمة، مما يعكس رغبة واضحة من الجانبين في تعزيز قنوات الحوار والتعاون الوثيق.

دور السعودية في الاتفاق

يأت الإتفاق برعاية كاملة من المملكة العربية السعودية التي استضافت الاجتماع، حيث جاءت الدعوة والتوجيهات من قبل القيادة السعودية، برئاسة الملك سلمان بن عبد العزيز وولي العهد الأمير محمد بن سلمان، في ظل حضور وزير الدفاع الأمير خالد بن سلمان.

وقد أشارت المملكة في بيان رسمي إلى دعمها الكامل للجهود الثنائية بين سوريا ولبنان، مؤكدة على ضرورة احترام سيادة كلا البلدين والالتزام بمبادئ القانون الدولي، بما في ذلك مبادئ حسن الجوار.

ومن جهة أخرى، عبّر الطرفان عن شكرهما لقيادة المملكة ووزير الدفاع السعودي على رعايتها واستضافتها للاجتماع، مما يعكس تقديراً عميقاً للجهود الدبلوماسية التي تبذلها السعودية لتعزيز الاستقرار الإقليمي.

وبحسب تقارير فإن الدعم السعودي يعد خطوة استراتيجية تسعى إلى فتح آفاق جديدة للتواصل والتنسيق الأمني بين دمشق وبيروت، لا سيما في ظل التحديات التي تواجههما.

تحديات تواجه الاتفاق بين سوريا ولبنان

يواجه الاتفاق عدة تحديات تتعلق بآليات التنفيذ على الأرض، خاصةً فيما يتعلق بعمليات تهريب المخدرات والنفوذ المتصاعد للجماعات المسلحة على الحدود.

إلا أن توقيع هذا الاتفاق يعد مؤشراً إيجابياً على نية الطرفين في التصدي لهذه التحديات من خلال حوار بناء وتنسيق مشترك يضمن الحد من المخاطر الأمنية والعسكرية.

من جهة أخرى، فإن الاتفاق قد يسهم في تخفيف الأعباء الإنسانية الناجمة عن تدهور الأوضاع الأمنية في المناطق الحدودية، كما أنه يفتح بابًا للتعاون في مجالات أخرى قد تكون محورية في تعزيز التنمية والاستقرار في المنطقة.

ووفق مراقبون فإن تشكيل اللجان القانونية المتخصصة يعد خطوة مهمة نحو تحقيق تنسيق فعال بين الجهات المعنية في كلا البلدين؛ مما يُسهم في بناء جسر من الثقة والشفافية بين دمشق وبيروت.

اقرأ أيضًا: توافق على لجنة إدارة القطاع.. تحركات جديدة في الخطة المصرية لإعادة إعمار غزة

زر الذهاب إلى الأعلى