بعد اشتراكها في حرب غزة.. وحدة جولاني الإسرائيلية تتدرب بالمغرب في مناورات الأسد الإفريقي

في تطور أثار جدلاً إقليميًا ودوليًا، أكدت تقارير رسمية مشاركة وحدة “سييرت جولاني”، وهي فرقة نخبوية من القوات الخاصة في الجيش الإسرائيلي، في مناورات “الأسد الإفريقي 2025” التي تستضيفها مدينة أكادير المغربية، وتُعد هذه المناورات الأكبر من نوعها في القارة الأفريقية، وتُنظم بقيادة القيادة العسكرية الأمريكية في أفريقيا (أفريكوم) وبمشاركة العديد من الجيوش.
مناورات الأسد الإفريقي.. رفع علم إسرائيل ولواء جولاني في المغرب يثير علامات استفهام
وقد انتشرت صور لعناصر من الوحدة الخاصة الإسرائيلية أثناء وقوفهم في صورة جماعية وهم يحملون علم إسرائيل وعلم لواء جولاني، ما أثار موجة من الانتقادات، خاصة في ظل الاتهامات الأخيرة الموجهة للوحدة بارتكاب “جرائم برفح الفلسطينية”، ويأتي هذا الظهور العلني بعد أقل من شهرين على العملية الدامية التي شهدها قطاع غزة في مارس الماضي.

وحدة جولاني: تدريب عالي وخلفية دامية
تُعد “سييرت جولاني” وحدة نخبوية مدربة على مهام بالغة التعقيد تشمل القفز بالمظلات، والتدمير، والتخفي، والبقاء في البيئات العدائية، والعمل الاستخباراتي.
وقد تم تشكيل الوحدة ضمن لواء جولاني الشهير، وسُميت بهذا الاسم نسبة إلى مرتفعات الجولان المتنازع عليها سابقاً مع سوريا، إلا أن اسمها ارتبط مؤخرًا بأحداث دموية في قطاع غزة، حيث تتهمها منظمات حقوقية بارتكاب “جريمة حرب” ضد طواقم طبية ومدنيين.
إعدام مسعفين وتدمير مركبات إنسانية أمام أعين العالم
في 23 مارس 2025، وبعد استئناف الجيش الإسرائيلي عملياته العسكرية في غزة في 18 مارس إثر هدنة قصيرة، ارتكبت وحدة جولاني جريمة في مدينة رفح على الحدود مع مصر.
وتشير تقارير موثقة إلى أن الوحدة استهدفت بشكل مباشر خمس سيارات إسعاف وشاحنة إطفاء، إلى جانب فرق إنقاذ أممية، وأسفرت العملية عن استشهاد 15 شخصًا من المسعفين وعمال الإغاثة، فيما تعرض بعضهم للتعذيب والإعدام الميداني.
ووثقت منظمات حقوقية تقييد الضحايا وكسر أصابعهم قبل قتلهم، ما دفع بالمجتمع الدولي للمطالبة بتحقيق مستقل.
تفيد مصادر مطلعة أن العملية التي نُفذت في رفح كانت بإشراف مباشر من العميد يهودا فاخ، أحد كبار الضباط في الجيش الإسرائيلي وقائد لواء جولاني، ويأتي ذكر اسمه في سياق اتهامات بقيادة عمليات استهداف منظم للطواقم الطبية، ما أثار دعوات دولية لمحاسبته على خلفية جرائم حرب محتملة.
العلاقات المغربية الإسرائيلية: تعاون استخباراتي وعسكري قوي
يثير تواجد الوحدة الإسرائيلية في المغرب تساؤلات حول طبيعة ومستقبل العلاقات الدفاعية بين البلدين.

فالتعاون العسكري بين المغرب وإسرائيل ليس حديثًا، إذ تعود جذوره إلى ستينيات القرن الماضي، حين زودت الرباط تل أبيب بمعلومات استخباراتية حاسمة حول خطط التحالف العربي خلال حرب الأيام الستة، ويبدو أن هذا التعاون دخل مرحلة أكثر علنية وجرأة بعد اتفاقات التطبيع.
تركيا وإسرائيل تدعما المغرب ضد الجزائر
تأتي هذه المناورات ضمن إطار أوسع من التعاون الثلاثي بين المغرب وإسرائيل وتركيا، الذين يجمعهم تحالف غير معلن لمواجهة النفوذ الجزائري المتزايد في المنطقة.
وتدعم أنقرة وتل أبيب الرباط في صراعه مع الجزائر، التي تُعد داعمًا تاريخيًا للقضية الفلسطينية وللنظام السوري السابق قبل الإطاحة به أواخر 2024 على يد ميليشيات مدعومة من قوى إقليمية وغربية.
الجزائر تراقب بقلق وتهيّئ للرد
لم يمر هذا الحراك العسكري دون رد فعل في الجزائر، التي تعتبر هذه المناورات استفزازًا مباشرًا، خاصة أن بعض التمارين تحاكي سيناريوهات هجوم على أراضٍ جزائرية واختراق دفاعاتها الجوية الحديثة.
وتخشى الجزائر أن يتحول التعاون الدفاعي الثلاثي إلى محور هجومي موجه ضدها، خصوصاً بعد تجاربها السابقة مع التدخل الغربي في ليبيا عام 2011.
تصعيد إقليمي أم إعادة تشكيل للخارطة العسكرية؟
في ظل ما تشهده المنطقة من استقطابات حادة وتغيرات استراتيجية، يضع تواجد وحدة “سييرت غولاني” في المغرب علامات استفهام كبيرة حول نوايا الشراكة الدفاعية المتنامية بين المغرب وإسرائيل. وبينما تعتبرها الرباط خطوة في إطار تحديث قدراتها، يرى خصومها فيها تهديدًا مباشرًا يستدعي الردع وربما التصعيد.
اقرأ أيضاً.. “جيوتيان” الصينية.. أول حاملة طائرات بدون طيار تغير قواعد اللعبة العسكرية